ليست فقط أخبار الحرب المروعة هي القادمة من اليمن، فهناك قصص لا تقل بشاعة ولفتاً للانتباه عما أفرزه الحال الصعب في البلد الغارق في الدماء منذ الانقلاب الحوثي على الدولة قبل ثماني سنوات.
وفي حادثة ربما ليست مسبوقة، أقدمت امرأة يمنية على قتل زوجها بعدة طعنات باستخدام سكين، والتمثيل بجثته وتقطيعها ثم إحراقها في فرن المطبخ.
سكين وفرن
في التفاصيل، قالت وزارة الداخلية التابعة للحوثيين، إن "الشرطة في مديرية الحداء التابعة لمحافظة ذمار (50 كم جنوبي صنعاء) وخاضعة لسيطرة الحوثيين، ألقت القبض على المدعوة مريم ناصر (25 سنة) التي ارتكبت جريمة قتل بحق زوجها المجني عليه بدر محمد (25 سنة)".
وأوضحت أن الجانية قتلت زوجها من خلال طعنه بسلاح أبيض "سكين" في أنحاء متفرقة في جسده، والقيام بذبحه بعد أن فارق الحياة والتمثيل بجثته، وتقطيع الأطراف ووضعها في "التنور" (فرن الطبخ التقليدي) لإحراقها.
الهروب بالانتحار
شرطة المنطقة أشارت إلى "أن الزوجة قامت بعد ارتكاب جريمتها بمحاولة الانتحار من خلال شرب جرعات كبيرة من مبيد حشري سام، وتم نقل المتهمة إلى المستشفى والتحفظ عليها".
وذكرت أن أسباب ارتكاب الزوجة جريمة القتل عائدة لخلافات أسرية.
وتزايدت جرائم قتل الأقارب أخيراً بشكل لافت في المناطق الواقعة في مناطق سيطرة الحوثيين، نتيجة لأسباب لا يستبعد مراقبون أن تكون للحرب وآثارها الاقتصادية والنفسية والاجتماعية والتضييق العام، دور مباشر في تفشيها.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
إذ أقدم شاب قبل أسابيع على قتل والده (رجل أعمال) وزوجة أبيه وشقيقه الأكبر في العاصمة صنعاء، وجريمة أخرى مماثلة في محافظة عمران، حيث أقدم مشرف حوثي على قتل أخيه ووالدته.
الحرب وآثارها
وأثارت هذه الحادثة ردود فعل واسعة بين أوساط اليمنيين، وحملت تعليقات النشطاء على الحادثة كثيراً من تعبيرات الغضب والاستهجان لهذا الفعل، وعزا آخرون السبب إلى "الظروف الصعبة" التي خلفتها الحرب من أحوال صعبة أنهكت الشعب اليمني.
وتقول المتخصصة الاجتماعية حنان الرداعي، إن الحادثة من أندر الحوادث وأغربها كون الفاعل امرأة في عمر صغير، مضيفة "لا يعني ذلك أن جرائم القتل نادرة بل زادت نسبتها بشكل كبير ولكنها من الذكور بشكل أكبر".
وأسبابها كبيرة منها "تفشي الفقر في المجتمع اليمني واختفاء الوازع الأخلاقي بين أفراد المجتمع بسبب الحروب الطويلة والتعبئة الخاطئة خلال الحروب"، بحسب الرداعي.
وعن الأسباب التي قد تدفع بفتاة إلى قتل زوجها بتلك الطريقة وحرق أطرافه تقول "هناك أسباب كثيرة قد تدفع بعض النساء إلى قتل أزواجهن، منها الغيرة المفرطة وحب التملك، بخاصة أن المرأة في هذه الحادثة بعمر صغير ولا تزال مشاعرها مفرطة ومندفعة، ولكنها تظل احتمالات بانتظار تأكيد جهات الاختصاص، مع الأخذ في الاعتبار الآثار النفسية الرهيبة التي سببتها الحرب والظروف الاقتصادية الصعبة التي يعانيها ملايين السكان".