أدى انخفاض العملات التركية والإيرانية والسورية إلى تشجيع السائحين العراقيين على الذهاب إلى تلك البلدان، مما يوفر لهم عملة صعبة، خصوصاً مع إنفاق أبناء الرافدين لكثير من الأموال بهدف السياحة وزيارة الأماكن الدينية، حيث يعد انخفاض العملات عاملاً رئيساً في جذبهم، إضافة إلى سهولة تحصيل الفيزا بالنسبة للجواز العراقي.
يشير الباحث الاقتصادي، بسام رعد، إلى أن سعر الصرف المناسب والمنخفض مقابل الدينار العراقي كان عاملاً أساسياً في جذب السائحين العراقيين نحو طهران وإسطنبول ودمشق، إضافة إلى أن البيئة لهذه العواصم قريبة نوعاً ما للبيئة العراقية، وتشكل السياحة العلاجية والدينية والصيفية الشكل الأساس للزوار العراقيين لتلك الدول.
إنفاق كبير
وتابع رعد، أن "الأموال التي ينفقها العراقيون في رحلاتهم كبيرة، حيث بلغ إجمالي البيع النقدي لشهر مايو (أيار) من العام الحالي 603 ملايين دولار، ذهب جزء كبير منها لغرض السياحة مع دول الجوار".
وأشار إلى أن "الكل يعلم أن انخفاض عملات دول الجوار (الليرة التركية، والليرة السورية، والتومان الإيراني) لها أسبابها ومبرراتها الاقتصادية والسياسية البحتة. كما أسهم هذا الانخفاض في جذب العراقيين، وتشكل السياحة في هذه الدول المجاورة قطاعاً اقتصادياً مهماً، وذلك لما توفره من عملة صعبة دولارية، إضافة إلى أن السياحة تعد نشاطاً خدمياً كثيف العمل وذا أثر مضاعف على 70 صناعة وخدمة مكملة ومغذية، وتوفر فرص عمل في أنشطة ومهن متعددة، بالتالي فإن تدفق السياح العراقيين باتجاه دول الجوار أسهم في الحد من البطالة ونزيف العملة لهذه الدول"، وفقاً للباحث الاقتصادي.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
انخفاضات متتالية
بدوره، كشف الباحث العراقي صالح لفتة، عن أن الليرة السورية والتركية تشهدان انخفاضات متتالية أمام الدولار، وهذا الانخفاض ليس له علاقة بجذب السياحة. وقال إن الليرة السورية تشهد تراجعاً منذ اندلاع الحرب الأهلية عام 2011، لافتاً إلى أن هذا الانخفاض مستمر بسبب الأوضاع السياسية والعقوبات الأميركية والغربية على سوريا.
وأضاف أن انخفاض العملة السورية يشجع على جذب السياحة، لكن بسبب الخوف والأوضاع الأمنية غير المستقلة، فإن السياحة تقتصر على المزارات الدينية من بلدان معينة، مثل إيران ولبنان والعراق.
عدم الاستقرار
وأوضح أن "الليرة التركية هي الأخرى تشهد انخفاضاً غير مخطط، وفقدت كثيراً من قيمتها هذا العام، وتراجعت بشكل كبير عن العام الماضي، على الرغم من التصريحات المتفائلة للرئيس التركي بقوة العملة التركية وإطلاق وعود بدعم الليرة". وأشار إلى أن "هذا التراجع بسبب أسعار الفائدة المنخفضة، التي يفرضها البنك المركزي التركي، والتضخم الذي تشهده الأسواق التركية، وحالة عدم الاستقرار في العملات نتيجة الصراع الروسي الأوكراني".
ولفت إلى أن "هذا الانخفاض في صالح من يريد زيارة تركيا، خصوصاً السائحين، لا سيما إذا تم رفع التشدد في الحصول على الفيزا للعراقيين".