قبل نحو شهر على زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى إسرائيل وفلسطين، يعمل المسؤولون الأميركيون على التمهيد للزيارة بمجموعة إجراءات "لبناء الثقة" بين الفلسطينيين والإسرائيليين، في ظل شعور القيادة الفلسطينية بالإحباط الشديد من واشنطن.
وخلال الأيام الماضية، عقدت مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى، باربرا ليف، سلسلة لقاءات مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس وكبار المسؤولين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وحثت المسؤولة الأميركية تل أبيب على الامتناع عن أي خطوات أحادية تؤدي إلى توتير الأوضاع، كالإعلان عن بناء مستوطنات جديدة، وطالبتها بالسماح بعودة الموظفين الفلسطينيين إلى معبر جسر الكرامة الحدودي بين فلسطين والأردن.
وكشف مسؤول فلسطيني رفيع لـ"اندبندنت عربية" أن الوفد الأميركي برئاسة ليف طرح "إمكانية اتخاذ إسرائيل إجراءات عدة لبناء الثقة مع الفلسطينيين، من بينها إعادة الموظفين الفلسطينيين إلى معبر جسر الكرامة".
لكن المسؤول الفلسطيني شكك في جدية واشنطن وتل أبيب باتخاذ إجراءات حقيقية، قائلاً، إن "المسؤوليين الأميركيين يتحدثون كثيراً دون ترجمة ذلك إلى خطوات ملموسة على الأرض، كتعهدهم بفتح القنصلية الأميركية في القدس، والضغط على إسرائيل للقبول بحل الدولتين".
وقال مسؤول إسرائيلي لـ"اندبندنت عربية"، إن وزير التعاون الإقليمي الإسرائيلي عيسوي فريج، سيبحث ملف المعابر مع وزيرة النقل الإسرائيلية الاثنين المقبل، في ظل عدم اتخاذ الحكومة الإسرائيلية حتى الآن قراراً في شأن عودة الموظفين الفلسطينيين إلى معبر الكرامة.
ومع أن وجود هؤلاء الموظفين على الحدود الفلسطينية الأردنية شكلي ورمزي بموجب اتفاق ثنائي بين الجانبين، إلا أن إسرائيل طردتهم في أوج الانتفاضة الثانية قبل عشرين عاماً.
وأبقت إسرائيل على مسؤوليتها النهائية عن إدارة معبر الكرامة "اللنبي"، والتحكم بمن يسافر إلى الخارج، ويدخل فلسطين عبره، من خلال وجودها الأمني والعسكري على المعبر، الذي يشهد تنقل نحو عشرين ألف فلسطيني أسبوعياً.
لكن السلطة الفلسطينية أسست نقطة حدودية (استراحة أريحا) قبل معبر جسر الكرامة بحيث تنهي إجراءات السفر للفلسطينيين من تفتيش وتدقيق أمني وجمارك.
وتمنع إسرائيل مئات الفلسطينيين شهرياً من مغادرة الأراضي الفلسطينية عبر معبر الكرامة الذي يعد البوابة الوحيدة لأهالي الضفة الغربية إلى الخارج، حيث منعت نحو 40 ألف فلسطيني من السفر خلال السنوات العشر الماضية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وخلال مؤتمر صحافي في قبرص الثلاثاء الماضي، توعد الرئيس الفلسطيني محمود عباس باتخاذ "إجراءات قانونية تحمي مصالح شعبنا، من أجل وضع حد لجرائم إسرائيل"، مشيراً إلى أن "الأوضاع وصلت إلى حد لا يمكن قبوله في ظل غياب الأفق السياسي، والحماية الدولية لشعبنا الفلسطيني".
وقبل أسبوعين، ضغطت واشنطن على الرئيس عباس للامتناع عن تنفيذ تهديداته بقطع العلاقات مع إسرائيل، وسحب الاعتراف منها.
وفي استجابة لذلك، وافق الرئيس عباس على منح مهلة للإدارة الأميركية حتى تتخذ خطوات تعهدت بها منذ دخولها البيت الأبيض.
وأعلنت الإدارة الأميركية أن الرئيس جو بايدن سيلتقي الرئيس عباس ببيت لحم في الـ14 من الشهر المقبل عقب لقائه رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت في تل أبيب.