فتح نايجل فاراج الباب أمام إبرام اتفاقية مع بوريس جونسون للتوصّل إلى بريكست من دون اتفاق في خطوةٍ من شأنها أن تدقّ ناقوس الخطر بالنسبة للمحافظين المعتدلين.
وحثّ زعيم حزب بريكست المرشّح الأوفر حظاً للوصول إلى رئاسة الوزراء أن يدعو إلى إجراء انتخاباتٍ عامة في حال وقف مجلس العموم أمام خروجٍ سريع من الاتحاد الأوروبي بحجة أنه سيفوز "بأغلبية ساحقة".
وقال فاراج: "إن كان مستعداً لفعل ذلك، فسأودّ العمل معهم وبالطبع سأفعل ذلك".
وأتت تلك التعليقات بعد أن ضغط أحد أكبر الجهات المانحة لحزب المحافظين على جونسون كي "يكون مستعداً للعمل مع فاراج" في حال فاز برئاسة الحكومة.
وقد تصبح الدعوة لانتخابات عامة مفاجئة في بريطانيا ضرورية في حال تمسّك جونسون بالتزامه الخروج من اوروبا بحلول 31 أكتوبر (تشرين الأول) "مع اتفاق أو بدونه" -إذا فشل رئيس الوزراء الجديد في التوصل لاتفاق جديد أو إذا أحبط أعضاء البرلمان عملية الخروج هذه من دون اتفاق.
ويخشى العديد من انصار المحافظين أن تحلّ الكارثة بحزبهم في حال حاربوا حزب بريكست بالتزامن مع بقاء بريطانيا ضمن الاتحاد الأوروبي، بعد استطلاع أُجري في نهاية الأسبوع الماضي حلّ فيه حزب فاراج في المركز الأوّل مع 24 في المئة من الأصوات متقدماً بثلاث نقاط على حزب المحافظين.
ولدى سؤاله بشأن اتفاقٍ محتمل يعقده مع جونسون خلال مناسبةٍ لصحيفة ديلي تيلغراف، دعا فاراج جونسون للتحلي بالشجاعة ولو تكبد مشروعه للخروج الهزيمة في البرلمان، على أن يفوز بالدعم الشعبي لاحقا ( اي في الانتخابات بمساعدة حزب بريكست) للخروج من دون اتفاق.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال فاراج للحشد في لندن: "إذا استعدّ للخسارة في الانتخابات وذهب باتجاه انتخاباتٍ عامة مستخدماً تلك الورقة، فبواسطة دعم أشخاص مثلي سيتمكّن من حصد غالبيّة ساحقة وهائلة. إن كان مستعداً لفعل ذلك، سأودّ العمل معهم وبالطبع سأفعل ذلك. سأعمل مع أيّ كان في حال التزم في إيصالنا إلى بريكست أو خروج حقيقي."
ووصف فاراج جونسون بالشخصية "المسلية" التي تتمتّع "بالكاريزما والفكاهة والإنسانية. لديه عيوباً وأنا أنجذب لأشخاصٍ مثله" أردف ممازحاً.
وحثّ جوني ليفيسلي رئيس المجلس الصناعي في منطقة ميدلاندز Midlands Industrial Council بوسط أنجلترا- وهي اكبر مجموعة مانحة لحزب المحافظين- رئيس الوزراء القادم على إبرام اتفاقٍ مع الزعيم السابق لحزب الاستقلال (يوكيب).
ومن شأن ذلك الاتفاق أن يلحظ موافقة حزب بريكست على عدم مواجهة المرشّحين المحافظين الملتزمين بالخروج من دون اتفاق مقابل أن يدعم المحافظون حزب فاراج للمنافسة على مقاعد في مناطق يسيطر عليها حزب العمّال.
وكان جونسون قد اتُّهم بالتملّص من مهلة هالوين في مناظرة تلفزيونية جرت بالأمس، غير أنّ منتقديه أصرّوا أنّه لا يزال ملتزماً بها.
تجدر الإشارة إلى أنّ أيّاً من المتنافسين لم يتمكّن من شرح كيفية إقناع الاتحاد الأوروبي بإعادة التفاوض بشأن صفقة الانفصال لتغيير شروط الحدود الأيرلندية، مما يجعل عدم التوصّل إلى اتفاق أمر أكثر احتمالاً.
وقال فاراج الذي غادر صفوف حزب المحافظين عام 1992 إنّ أياً من المرشّحين لقيادة المحافظين استوعب أنّ حزبه سينتهي في حال فشل في تسليم خروجٍ من أوروبا خالٍ من الشوائب ضمن مهلة الاتحاد الأوروبي الحالية.
© The Independent