Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل ينجح توم هانكس في الخروج عن أدواره المألوفة مع فيلم "إلفيس"؟

بدأ عرضه في دور السينما هذا الأسبوع والبطولة فيه لمدير أعمال شرير

نحن معتادون على هانكس في أدوار الأبطال المؤثرين ... ما يجعلنا نذهل عندما لا نراه مثالاً للأخلاق على الشاشة (وارنر براذرز)

قد يندهش المشاهدون من الشخصية التي تستقبلهم في بداية فيلم "إلفيس" Elvis للمخرج باز لورمان - بدأ عرضه في دور السينما في المملكة المتحدة هذا الأسبوع. نحن نرى توم هانكس، بدور هذا الرجل الغريب، السمين، والشاحب الوجه، والمتقدم في السن الذي يدعي أنه لم يقتل إلفيس بريسلي.

النجم الحائز على جائزة الأوسكار، الذي لعب دور البريء إلى حد القداسة في فيلم "فورست غامب" Forrest Gump عام 1994 والمحامي البطل وضحية التحيز بسبب إصابته بمرض الإيدز الذي يقوم بمقاضاة المنظومة الحاكمة في فيلم "فيلادلفيا" Philadelphia (1993)، نراه هنا في صورة مختلفة تماماً. نحن معتادون على هانكس في أدوار الأبطال المؤثرين كما في شخصية الطيار المدني الذي يواجه كارثة بعد عملية هبوط اضطراري في فيلم "سولي" Sully للمخرج كلينت إيستوود (2016)، أو الرجل المحبوب بكل أشكاله، كشخصية الزوج المكلوم في الفيلم الرومانسي الكوميدي الناجح "أرق في سياتل" Sleepless in Seattle للمخرجة نورا إفرون (1993)، ما يجعلنا نذهل عندما لا نراه مثالاً للأخلاق على الشاشة.

في عام 1971، تم اختيار ريتشارد أتينبرة لأداء دور السفاح الإنجليزي المتسلسل، جون كريستي، في فيلم السيرة الذاتية المروع "10 ريلينغتون بليس" 10 Rillington Place للمخرج ريتشارد فلايشر. إن مشاهدة هانكس في دور الكولونيل توم باركر المهلهل والفاسد، الذي يوقع عقوداً غير نظامية نيابة عن إلفيس مع مالكي كازينوهات العصابات في فيغاس، تكاد تكون مفاجئة تماماً مثل رؤية أتينبرة في شخصية كريستي وهو يتعاطى المخدرات ويخنق الشابات.

السبب في هذا هو كون هانكس، مثل أتينبرة، محترماً ومحبوباً. حتى لو شوهد هانكس وهو يتلفظ بالشتائم في مكان عام - كما حدث الأسبوع الماضي عندما صادف أحد المعجبين المتحمسين زوجته أمام أحد المطاعم - فإن وسائل الإعلام تتفاعل مع الحدث بتردد.

لماذا إذن، سيكون لورمان شريراً لدرجة أن يطلب من هانكس لعب دور باركر، رجل الاستعراض والمحتال الذي كان يدير أعمال إلفيس؟

مسألة ما إذا كان الكولونيل كولونيلاً، فهذه نقطة خلافية. عندما يواجه إلفيس لأول مرة في الفيلم، كان مروجاً مشبوهاً للعروض ومديراً موسيقياً يتصيد الفرص المهمة. لاحظ أن الجميع يستمعون إلى أول أغنية منفردة لإلفيس "ذاتس ألرايت" Thats Alright، ويكتشف أن المغني أبيض البشرة. يدرك أن إلفيس قد يكون أهم مصدر ربح سيصادفه على الإطلاق.

على كل حال، يشير لورمان إلى أن هذا لن يكون أداء نموذجياً لـهانكس منذ البداية من خلال جعله يبدو متقدماً في السن وزائد الوزن. بدانة الكولونيل تجعله يبدو أكثر بشاعة من الناحية الأخلاقية.

في مقابلة ترويجية لافتتاح "إلفيس" أجراها هانكس مع صحيفة نيويورك تايمز أخيراً، قال النجم: "أنا لست مهتماً بالبغض، أنا مهتم بالتحفيز". من وجهة نظره، باركر شخص يثير السخرية وانتهازي. قراراته التجارية تجعل إلفيس ثرياً وتزيده ثراء لكنها تؤدي إلى تدمير المغني بلا رحمة. إنه يفسح المجال لإلفيس كي يصبح مدمناً على أدوية لا تعطى إلا بوصفة طبية ويجعله يستكشف كل فرصة تجارية حمقاء متاحة، سواء أكان ذلك بيع الألعاب التي تحمل علامة إلفيس أو الأدوات الكهربائية أو حتى بلوزات عيد الميلاد. لا يستطيع إلفيس القيام بجولة موسيقية خارج البلاد لأن باركر هولندي في الواقع ووجوده في الولايات المتحدة غير قانوني. إنه يخشى ألا يسمح له بالعودة إذا غادر البلاد.

إذا راجعتم تاريخ السينما، ستجدون الكثير من الحالات الأخرى التي اختار فيها المخرجون عمداً أكثر الممثلين قداسة لتصوير الشخصيات الأكثر شيطانية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

لماذا اختار المخرج الإيطالي لأفلام الويسترن سيرجيو ليونيه الممثل هنري فوندا، النجم الأميركي صاحب العينين الزرقاوين الذي يعتبر بطل الجميع، ليلعب دور القاتل الأشد سادية الذي يمكن تخيله في فيلم "حدث ذات مرة في الغرب" Once Upon a Time in The West عام 1968؟ ما الذي دفع بالمهرج المحبوب روبن ويليامز - نجم فيلمي "السيدة داوتفاير" Mrs Doubtfire و"جيمانجي" Jumanji - للعب دور فني التصوير المتعرق والشرير للغاية في فيلم الآثارة السوداوي "صورة ساعة واحدة" One Hour Photo للمخرج مارك رومانيك عام 2002؟

هناك توني كيرتس، النجم اللطيف من فيلم "البعض يحبها ساخنة" Some Like It Hot للمخرج بيلي وايلدر، الذي ظهر في دور القاتل الجماعي المختل ألبرت ديسالفو في فيلم "خناق بوسطن" The Boston Strangler للمخرج ريتشارد فليشر عام (1968)، والممثل البريطاني الموقر أليك غينيس الذي أعتقد أنه من الجيد لعب دور أدولف هتلر صاحب الشارب والتسريحة المميزين في فيلم "الأيام العشرة الأخيرة" The Last Ten Days (1973)، وأوكتافيا سبنسر الحائزة جائزة الأوسكار، البطلة المحبوبة والمرنة التي تواجه العنصرية والتمييز الجنسي بشكل يومي في فيلمي "المساعدة" The Help (2011) و"شخصيات مخفية" Hidden Figures (2016) التي تشرع في إرهاب المراهقين في فيلم الرعب "ما" Ma للمخرج تيت تايلر (2019).

تشترك كل هذه الأمثلة بقاسم واحد، وهو المجازفة في اختيار الممثلين. يمنح صانعو الأفلام الجماهير صدمة كبيرة من خلال التلاعب بتوقعاتهم. فجأة يظهر الممثلون الذين نعتقد أننا نعرفهم ويمكننا الوثوق بهم حقداً شديداً.

في العديد من أفلامه، كان ألفريد هيتشكوك يلمح إلى الغرائز الأساسية للشخصيات التي يؤديها رجال مشهورون مثل جيمس ستيوارت أو كاري غرانت. هل كانوا مختلسين أم قتلة أم ساديين جنسيين؟ استفز هيتشكوك المشاهدين بأسئلة كذه.

يصبح بعض الممثلين معادلاً للرموز الوطنية. بالنسبة لبعض المخرجين، فإن إغراء العبث بهذه الرموز لا يقاوم. كتب كريستوفر فرايلينغ في سيرته الذاتية عن ليونيه، أن المخرج الإيطالي أراد إثارة "صدمة الجماهير" من خلال التباين بين الشخصية التي لعبها فوندا في "ذات مرة في الغرب" و"وجه فوندا، وهو وجه كان يرمز لسنوات عديدة للعدالة والصلاح". كان الأمر كما لو أن ليونيه كان يحول أبراهام لنكولن إلى تشارلز مانسن.

في الوقت نفسه، من المرجح أن يكون للفيلم عمق عاطفي إضافي إذا تم تصوير الشرير بطريقة دقيقة ومعقدة. عندما تشاهدون فيلم "فتاة مفقودة" Gone Girl (2014)، لما كنتم تتوقعون أن يكشف عن أن شخصية آمي التي تؤديها روزاماند بايك، الزوجة القديسة الجميلة التي اختفت في يوم الذكرى السنوية الخامسة لزواجها، هي الشريرة الماكرة. المرة الوحيدة التي اقتربت فيها بايك من الشخصيات الشريرة سابقاً كانت في دور ميراندا فروست الغدارة في فيلم "مت في يوم آخر" Die Another Day (2002) من سلسلة أفلام جيمس بوند، لكن ذلك الدور كان مبالغاً فيه وقريباً من الفن الهابط، ولم يهيئ المشاهدين لمدى النفعية التي تتبعها في رسم مكائدها ضد زوجها سيئ الحظ الذي لعبه بن أفليك في "فتاة مفقودة".

وعندما كشف عن أن المحقق أنطوان فوكوا الذي ينير درب الضابط الأصغر إيثان هوك في فيلم "يوم التدريب" Training Day (2001)، الذي جسده دينزل واشنطن، كان متنمراً ومريضاً نفسياً قاتلاً. إنه أخطر بكثير من أي تجار مخدرات أو قتلة واضحين متمردين على القانون.

يصرخ المحقق في حشد تجمع حوله بالتزامن مع تضاؤل قوته: "كينغ كونغ لا يستطيع الصمود أمامي".

يعد واشنطن شخصاً بارزاً في السينما الأميركية، وقد تلقى عدة ترشيحات لجوائز الأوسكار وغولدن غلوب. لقد لعب شخصيات تاريخية مثل الناشط المناهض للفصل العنصري ستيف بيكو في فيلم "صرخة الحرية" Cry Freedom للمخرج أتينبرة (1988)، وزعيم الحقوق المدنية الراديكالي في "مالكوم إكس" Malcolm X للمخرج سبايك لي (1992). يحترم المعجبون تلك الأداءات ولكن ما زال من المرجح أن يكون حاضراً في ذكرياتهم بدور الشرطي الماكر ذي المزاج الحارق أكثر من جميع الأبطال الآخرين الذين جسدهم.

ينطبق الأمر نفسه على إل باتشينو. إنه أحد نجوم الأسلوب العظماء، لكن المشهد الذي يستمتع به معجبوه إلى أقصى حد من بين كل أعماله هو عندما تخترق شخصية رجل العصابات توني مونتانا المنافي للبطولة التقليدية وابلاً من الرصاص في نهاية فيلم "الوجه ذو الندبة" Scarface (1983). صحيح أنه كان جيداً - وشبه شرير - في سلسلة "العراب" The Godfather وفيلم "ظهيرة يوم قائظ" Dog Day After، لكن هذه الأداءات تبدو ضئيلة مقارنة بالأداء الناري في "الوجه ذو الندبة" عندما يندفع بمدفعه الرشاش قبل أن يثقب جسده بالرصاص.

من الواضح أن أدوار الأشرار جذابة. ويمكن أن تكون مربحة. تمتعت أنجلينا جولي بأكبر نجاح لها في شباك التذاكر عندما قدرت أدوار الشر ولعب شخصية الملكة الشريرة في فيلم "ماليفيسنت" Maleficent (2014). إنها طريقة للممثلين الذين يبدون دائماً بأدوار رتيبة لإظهار بعد جديد في قدراتهم - وغالباً ما يفوزون بالجوائز نتيجة لذلك، كما أنه أمر ممتع أيضاً. تبدو ميريل ستريب مستمتعة عندما تلعب دور رئيسة التحرير الشريرة صاحبة الطباع اللاذعة والحادة في فيلم "الشيطان يرتدي برادا" The Devil Wears Prada (2006) أكثر بكثير مما كانت عليه عندما كانت تبذل الكثير من أجل أداء دورها الفني على أمثل وجه، حيث لعبت كل تلك الشخصيات الصالحة وبلهجات مضحكة في بعض أدوارها السينمائية السابقة.

في حالات معينة، يمكن للنجوم الذين تطاردهم الفضائح إصلاح سُمعتهم من خلال لعب دور الأشرار. قد يكون من الصعب على الجماهير حالياً قبول ويل سميث كرجل قيادي تقليدي بعد اعتدائه على الممثل الكوميدي كريس روك في حفل توزيع جوائز الأوسكار هذا العام، ولكن هذه الحادثة قد تؤهله إلى لعب شخصيات أكثر تعقيداً وأقل وضوحاً.

قبل وقت طويل من تجسيده دور القاتل المتسلسل في "10 ريلينغتون بليس"، لعب أتينبرة الذي كان ما زال وجهاً جديداً دور البطولة كقائد عصابة السكاكين بينكي براون في المعالجة التي قدمها الأخوان بولتينغ عام 1984 لرواية "صخرة برايتن" Brighton Rock لغراهام غرين. في مرحلة متأخرة من حياته، كان أتينبرة لا يزال مأخوذاً بمراجعة نقدية نشرت في صحيفة ديلي إكسبرس وصفه فيها الناقد ليونارد موسلي بأنه "مراهق بغيض ولا يؤخذ على محمل الجد". وأشار إلى أن "النسخة التي يقدمها الفيلم من شخصية بينكي التي رسمها المؤلف غراهام غرين كانت أقرب ما يمكن للشخصية الحقيقية كما هو قرب شخصية الرسوم المتحركة دونالد داك من الممثلة غريتا غاربو".

في حالة فيلم "إلفيس" للمخرج لورمان، هناك مخزون كبير من حسن النية تجاه هانكس بحيث يمكنه تجسيد وغد مثل باركر من دون المساس بسُمعته. يمكن القول، إن مشكلة أدائه هي أنه ليس شريراً بما يكفي. عندما يرتدي قبعته وسترة السفاري الخاصة به، يمتلك سحراً شعبياً طريفاً. غالباً ما تنسج النكات حوله، وهو شخصية مثيرة للإزعاج أكثر من كونها شخصية شريرة. كان هانكس منفذاً للغوغاء في فيلم "الطريق إلى الهلاك" Road to Perdition للمخرج سام مينديز (2002)، وقد ابتعد قليلاً عن نمطه المعهود في أدوار أخرى، لكن هذا ليس كافياً. إذا كان يريد حقاً إثبات جدارته في أدوار الشرير على الشاشة، فمن المؤكد أنه يتعين عليه أن يعيش تجربة أتينبرة الكاملة ويلعب دور قاتل متسلسل.

يُعرض فيلم "إلفيس" في دور السينما حالياً.

© The Independent

المزيد من سينما