مرّت مياه كثيرة تحت الجسر، وحوله، وأحياناً فوقه، منذ أن أطلت "أختى البريونية المحجبة" على جموع المصريين من المثبتين أمام شاشات التلفزيون متابعين لمسلسل هنا، أو فيلم هناك. الإعلان ظهر فجأة وبكثافة شديدة في وقت وصفه فيه مراقبون مستاؤون بـ"المفقر" و"المدمر"، ناعتين العصر بـ"عصر التجريف والخراب"، واعتبره آخرون أفضل ما جرى للبلاد، وأحسن ما طرأ على العباد، ناعتين العصر بـ"عصر النهضة والبناء".
"أختى المحجبة"، كان النداء الجهوري الذي يميز الإعلان التلفزيوني والإذاعي الذي أصبح يبث على مدار الساعة على شاشات القنوات المصرية الثلاث: الأولى والثانية والثالثة في أواخر سبعينيات وأوائل ثمانينيات القرن الماضي. الإعلان أدهش جموع المصريين. فمسألة "الحجاب" لم تكن شائعة على الإطلاق. وتغطية شعر النساء كانت مرتبطة بفئات: القادمات من الريف، وكن يرتدين فساتين زاهية الألوان من دون عباءة أو خمار أو إسدال، بل كانت الضفائر تتدلى خلف "منديل الشعر"، وبعض السيدات المتقدمات في العمر من المسلمات والمسيحيات ومن تبقى من يهوديات، وعشرات من الإناث اللاتي كن يرتدين أشكالاً مختلفة من أغطية الرأس مع تنانير أو فساتين تحت الركبة. وهذه الفئة الأخيرة كانت تسترعي الانتباه وتلفت الأنظار باعتبار ما ترتديه شكلاً غير مألوف في الشارع المصري.
طرفا نقيض الشارع
الشارع المصري الحالي يقف على طرف نقيض من الشارع المصري في ما يقرب من عقدين. الغالبية المطلقة من الإناث المسلمات من كل الأعمار، وأحياناً الطفلات في سن السادسة والسابعة، يرتدين "الحجاب". صحيح أن مقاييس الحجاب ومعاييره تبقى بعيدة عن المعادلة، حيث إن غطاء الرأس هو العلامة الفارقة والسمة المميزة، إلا أن أي غطاء للشعر بات اسمه "حجاباً". المسيحيات، باستثناء البعض من الأكبر سناً، لا يغطين شعرهن، ولم تعد هناك يهوديات باستثناء واحدة هي رئيسة الجالية اليهودية في مصر، وربما اثنتان، حيث إن مجموع عدد الجالية لا يتعدى ستة أفراد.
في العقد الثالث من الألفية الثالثة باتت الأنثى التي لا تغطي شعرها في شوارع المحروسة هي الاستثناء. ومع حلول عام 2022 كانت أجيال من المصريين قد وُلدت والقاعدة العريضة منها تعتقد أن الأصل في مصر هو أن تغطي كل أنثى شعرها ما إن تبلغ سن الـ12 أو الـ13 عاماً. هذه القاعدة لا تتعجب لدى رؤية طفلة تخلصت من حفّاضتها بالأمس القريب، لكنها تغطي شعرها اليوم، كما أنها تُبدي تعجبها وتظهر اندهاشها في كل مرة تتصادف وتشاهد فيلماً مصرياً قديماً بالأبيض والأسود، حيث إنه لا مشهد واحداً يحتوي على أنثى محجبة، باستثناء الريفيات.
أختي المحجبة
وعلى الرغم من أن هذه الأجيال لا تعرف شيئاً عن إعلان "أختي المحجبة"، فإن الشواهد تؤكد أنهم أبناء هذه المرحلة التي تؤرخ لانتشار الحجاب في مصر وتحوله إلى الزي المتوقع لأي أنثى مسلمة، وكل ما عداه فهو إما ينتمي لعقيدة أخرى، وإما يعكس وهناً في الإيمان وانفلاتاً في الأخلاق.
حادث قتل الطالبة الجامعية المصرية نيرة أشرف قبل أيام على يد زميلها الذي أحبها ولم تبادله مشاعره، والربط الجمعي الشعبي المصري الآنيّ بين مقتلها المباشر وغير المباشر ونصف المباشر بين "أخلاق" المغدورة ومقتلها، إذ ربما أخلاقها وسُمعتها تشوبها شبهة أو تعكرها أفعال غير مسؤولة، حيث إنها غير محجبة، فتح الباب على مصراعيه أمام جدل ونقاش وعراك لم يسبق لها مثال في تاريخ الحجاب المصري الحديث.
حداثة، وإلى حد كبير غموض ظاهرة الحجاب، لم يشفعا لتلك القلة القليلة من الأفراد الذين يطرحون تساؤلات منذ عقود حول الدور الذي يلعبه حجاب المصريات في السياسة والاقتصاد والإسلام السياسي والصراع المزمن بين الدولة المدنية والدينية على الحكم، أو على الأقل على اقتسام أكبر قضمة ممكنة من كعكة الحكم.
كعكة الحجاب التي أطلت على المصريين في نهاية سبعينيات وأوائل ثمانينيات القرن الماضي تجلّت في إعلان "أختي المحجبة"، حيث المحل المخصص لبيع أزياء المحجبات، وهو تخصص كان فريداً وغير مسبوق في مصر قبل نصف قرن، يناشد "أختي المحجبة"، استبدال ملابسها القديمة (قبل أن تتحجب) بأخرى جديدة مخصصة للمحجبات، أما الأسعار فكانت مذهلة، وبعضها يكاد يكون مجانياً. اليوم، لم تعد المسألة في حاجة إلى مناشدات لـ"أختي المحجبة" لتتخلى عن ملابسها لغير المحجبات، وتتبنى ملابس المحجبات.
قصة نجاح الحجاب
قصة نجاح انتشار الحجاب في مصر بعد عقود من الأفلام المصرية الأبيض والأسود وحفلات السيدة أم كلثوم وصور المصطافين والمصطافات على شواطئ الإسكندرية الشعبية بملابس البحر (المايوهات) وذكريات الشوارع والميادين دون أثر لغطاء رأس إلا فيما ندر تؤرخها دراسة عنوانها "التطور التاريخي للحجاب في مصر" للباحثة في العلوم السياسية رضوى منتصر الفقي. تربط الفقي بين الثقافة وملابس المرأة المصرية التي ظلت حتى مطلع القرن الماضي ترتدي شكلاً من أشكال الحجاب (ما يغطي رأسها ووجهها) عند خروجها من منزلها، بغضّ النظر عن معتقدها الديني، أو مستواها الاجتماعي. وحتى حين تراجع سؤال التدين كانت "الملاية اللّف"، و"البُرقع"، و"المنديل أبو أوية"، و"اليشمك"، و"البيشة"، حاضرة كجزء لا يتجزّأ من الشكل الاجتماعي المقبول والزي الشائع للمرأة المصرية في الطبقات الاجتماعية المختلفة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ورصدت الباحثة التحولات السياسية والاجتماعية في المجتمع المصري، التي فتحت آفاق المجتمع المصري على الحداثة والتطور، كما ظهرت شخصيات مثل قاسم أمين وصفية زغلول والمثّال محمود مختار صاحب تمثال "نهضة مصر" الشهير لامرأة مصرية تضع يدها اليمنى على رأس تمثال "أبو الهول"، واليسرى تشيح بالحجاب بعيداً من وجهها، إضافة إلى الخطابات اليسارية السياسية منذ خمسينيات القرن الماضي، التي رفعت شعارات قومية، ونأت بنفسها بعيداً من صبغة الدين السياسي.
"نقيم الحجاب في مصر"
وليس أدل على ذلك من واقعة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر التي حكاها بنفسه في إحدى خطبه أمام المصريين حين قال، "قابلت المرشد العام للجماعة. كنا مخلصين في أننا نتعاون مع (الإخوان)، على أن يسيروا في الطريق الصحيح والسليم. قابلت المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين الذي جلس وطلب مطالب. وأول ما طلب كان أن نقيم الحجاب في مصر، ونجعل كل واحدة تمشي في الشارع تلبس طرحة. يا أستاذ انت لك بنت في كلية الطب لا ترتدي طرحة، لماذا لا تجعلها ترتديها؟ إذا كنت غير قادر على أن تجعل ابنتك ترتدي طرحة، تريدني أن أجعل 10 ملايين امرأة مصرية في البلد يرتدين طُرحاً؟".
هنا غرق الحضور في الضحك. لقد كان تخيل مشهد الشارع المصري والنساء يرتدين طُرحاً أمراً مضحكاً.
لكن ما جرى بعد ذلك لم يكن مضحكاً أبداً، فقد "عاد" الحجاب (لو افترض أن ما كان سائداً من قبل من "ملاية لفّ" و"يشمك" وغيرها حجاباً) بكل قوة. وأصبح غير الحجاب هو الاستثناء، ومدعاة لا للضحك، بل التعجب وافتراض سوء الأخلاق وضعف الإيمان.
تقول الباحثة رضوى الفقي في تأريخها، إن "الحجاب لم يعد فجأةً إلى الشارع المصري، بل مرّ بمخاض طويل مهّدت له زيادة الوازع الديني ورغبة المصريين في التقرب إلى الله بعد نكسة يونيو (حزيران) عام 1967، وتراجع المشروع القومي".
الخروج من الهزيمة
تربط الفقي بين الحجاب ومحاولة المصريين البحث في الدين عن وسيلة للتغلب على الشعور بالهزيمة ورفع الروح المعنوية، "فكان أن تحول المجتمع تدريجياً نحو الإسلام، وهو ما ظهر في حرب أكتوبر (تشرين الأول) عام 1973، حين رُفعت الشعارات الدينية، وهي الحرب التي رسخت النصر باعتباره تحولاً مجتمعياً نحو التدين".
وتشير الفقي إلى الزيادة المتدرجة لكن السريعة لمرتديات الحجاب، وهي الزيادة التي غذّتها موجات هجرة المصريين الاقتصادية لدول خليجية وتبني نمط الملابس النسائية السائدة هناك، بما فيها النقاب. حتى حين قررت الدولة أن تضيق الخناق على جماعات الإسلام السياسي ووقف أنشطتها عقب اغتيال الرئيس الراحل محمد أنور السادات في عام 1981، لم يتأثر الحجاب. كان الحجاب كـ"زيٍّ" قد ترسّخ في المجتمع المصري، متخذاً بُعداً دينياً وثقافياً واجتماعياً.
وتؤكد الفقي دور مشايخ الأزهر الجُدد والدروس والبرامج الدينية التي أصبحت فقرات ثابتة في المحطات التلفزيونية والإذاعية المصرية. وسارعت فنانات إلى الاعتزال وارتداء الحجاب (وأغلبهن عُدن بعد سنوات)، كما هرع مصممو الأزياء وأصحاب المحال التجارية إلى تبني التوجه الجديد الذي تحول من زيٍّ إلى منظومة تختزل السياسة وتدعم الاقتصاد، وتقوي شوكة الإسلام السياسي، وتفرق بين المسلمة والمسيحية وتدعم فكرة الهوية بناءً على المعتقد، وتُعلي من شأن من تتبعها وتنتقص من قيمة من تتركها حتى بات البعض يرفع شعار "الله، الوطن، الحجاب"، وأحياناً يُعاد ترتيبها لتكون "الله، الحجاب، الوطن".
هوية مأزومة
الهوية المصرية المأزومة تعبر عن نفسها بين الحين والآخر، لكن التعبير الأخير، أو بالأحرى الانفجار الأخير، بين معتنقي منظومة الحجاب باعتبارها حصن الأمان وحائط الصد والوسيلة شبه الوحيدة لإشهار التدين والالتزام والعفة، إضافة إلى كونها "الركن السادس" من أركان الإسلام الخمسة، بحسب ما تم الترويج لها من جهة، وبين من يرون أن الحجاب تحول من اختيار إلى إلزام، سواء بالأمر المباشر من قبل مشايخ ذاع سيطهم، وبزغ نجمهم في الخمسين سنة الأخيرة من عمر الإسلام، أو بالأمر غير المباشر، حيث إن المحجبة مسلمة درجة أولى، وغير المحجبة إما مسلمة درجة ثانية، وإما غير مسلمة.
الفريقان موجودان منذ عقود، لكن في العقد الأخير، وتحديداً منذ اندلاع أحداث يناير (كانون الثاني) عام 2011، يتجدد الجدال بين الحين والآخر في ضوء حادثة أو حدث أو حديث. وفي كل مرة يحرز الفريقان أهدافاً في مرمى بعضهما البعض، أحدهما باتهام الآخر بالفسق والدعوة إلى الزندقة ومحاربة الدين والمتدينين والدعوة إلى تعرية النساء وإشاعة الفجور، والآخر باتهام الأول بممارسة الفاشية الدينية واتخاذ المرأة وسيلة سهلة لفرض السطوة وبسط الهيمنة.
هيمنة على الرؤوس
هيمنة الحجاب لا تتوقف عند حدود رؤوس النساء في الشارع المصري، بل غزت المنظومة الأدمغة، سواء أكانت على قناعة بفرضيته ووجوبه، أو لم تكن. وفي أعقاب جريمة ذبح الطالبة المصرية وتبرير الجريمة من قبل البعض بأنها لم تكن محجبة وقيام الآخر بإلباسها الحجاب في صور نشرت لها عبر تقنيات إلكترونية، بدا الحجاب وكأنه الوسيلة والغاية والمشكلة في آنٍ.
ويبدو أن أوان فتح النقاش حول ما هو أبعد من والحجاب قد آن. الإعلام التقليدي حافل بكم هائل من "أخبار" الحجاب. نشر موقع إخباري نتائج دراسة "غربية" لم يُفصح عن عنوانها "تؤكد أن المرأة التي ترتدي الحجاب تكون في حالة نفسية أفضل من السافرة. ووجد الباحثون أن المرأة المحجبة تتمتع بقدر كبير من احترام الذات والإحساس بالأمان، كما لا تشغل المرأة ذات الحجاب نفسها بأمور تتعلق بوزنها ومظهرها الخارجي، فتصبح أقل قلقاً من السافرة. والرجال في الغرب لا يتحرشون بالمرأة المحجبة بسبب صورة ذهنية لديهم بأن المحجبة لن تستجب لهم، هذا إضافة لأن الحجاب يقي المرأة من سرطان الجلد الناجم عن التعرض لأشعة الشمس".
ونشرت صحيفة يومية موضوعاً عنوانه "امرأة من دون شعر فهل يلزمها الشرع بالحجاب؟". وجاء في الموضوع أن المرأة يستحيل أن تختار أن تحلق شعرها لأن الشعر تاج المرأة وعنوان جمالها. وذهبت الآراء إلى أن حلق المرأة لشعرها مكروه. وخلص الموضوع الصحافي إلى أن الحجاب مفروض على المرأة، حتى لو كانت من دون شعر. ولم يتلفت الموضوع إلى مريضات السرطان اللاتي يفقدهن العلاج الكيماوي شعرهن على سبيل المثال. والأمثلة المنشورة كثيرة، وأغلبها يصب في خانة ذكر محاسن الحجاب ومعجزاته، باستثناء عدد قليل من كتاب الرأي وأصحاب القناعات المختلفة، لكنهم قلة قليلة.
وبعيداً من اجتهاد البعض للدفاع عن الحجاب، كل بوجهة نظره، فإن الجدال حالياً مُستعر بين فريق كبير يدافع عن الحجاب بكل ما أوتي من حجة وبرهان وحصانة دينية، وآخر صغير فيه من يدعو إلى النقاش حول الفرضية، أو يطرح أسئلة حول التفسير، أو يرفض فكرة تقسيم النساء إلى فئة أولى مفضلة محجبة وأخيرة منبوذة غير محجبة.
ستر العورة
أستاذ الفقه المقارن في جامعة الأزهر سعد الدين الهلالي، الذي يثير غضب علماء الأزهر بآرائه ومواقفه وتفسيراته، ويصفها الفريق الثاني بالتنويرية والمتحضرة والمواكبة للعصر ومتغيراته، قال قبل أيام قليلة في لقاء تلفزيوني، إن "الفقهاء الأُمناء أكدوا أن ستر العورة فريضة، ثم تم تحريف العبارة لتتحول من (ستر العورة فريضة) إلى (الحجاب فريضة)". قامت دنيا الأزهر ودار الإفتاء وغالبية وسائل الإعلام التقليدية وجموع من المصريين والمصريات الذين يمسكون بتلابيب الحجاب باعتباره أقرب ما يكون إلى الركن السادس في الإسلام.
ومضى الهلالي صادماً الجموع الغفيرة بقوله، إن "أكبر دليل أنه لا يوجد نص في عورات المحارم، ولا يوجد نص في عورات المرأة مع المرأة، ولا يوجد نص في عورات الأطفال، وبخاصة المراهقين، ولكن تتحكم فيها الأعراف"، مضيفاً أن "أحكام العورات عُرفية، وهذه الأحكام العرفية انتهى الفقهاء ممن يتمتعون بالأمانة للقول إن ستر العورة فريضة، لكن تم تحريف العبارة من (ستر العورة فريضة) إلى (الحجاب فريضة)".
الشجب لكل مُتلاعب بـ"الثوابت"
فرضية أو لا فرضية الحجاب تتحول إلى حديث الساعة بين الحين والآخر، لكن هذه المرة، حديث الساعة يتسم بحدة شديدة من كل الأطراف. هرع كل من الأزهر الشريف ودار الإفتاء إلى إصدار البيانات الشاجبة لكل من "يتلاعب بثوابت الدين"، و"يشكك فيما اتفق عليه المسلمون قبل 15 قرناً". الشجب والإدانة لكل من يفسر الحجاب بشكل مختلف عما ساد منذ سبعينيات القرن الماضي، أو يشكك في الفرضية، أو يطالب بتوقف الدّق على منظومة "المحجبة الآمنة"، و"المحجبة غير الآمنة"، يجوبان أثير منصات التواصل الاجتماعي وجانباً من أثير الإعلام التقليدي.
هذه المرة، تشارك المؤسسات الدينية الرسمية الجموع التي تعتبر الحجاب مسألة حياة وهوية ودنيا وضمان آخرة في تحذير الفريق الآخر من المساس بالحجاب، ولو بالنقاش. في الوقت نفسه، تجرّأ الفريق الأخير، ونجحت منصات التواصل الاجتماعي في تكوين تكتلات ممن كانوا يظنون أنهم وحدهم المشككون، فتلاقوا وبدأوا في تبادل الآراء والتحليلات في علن الـ"سوشيال ميديا"، وهو ما استنفر أعضاء الفريق الأول.
"ستتعلّق من رقبتها"
ووصل الأمر لدرجة خروج أحد المشايخ قبل ساعات على قناة فضائية متحدثاً عن أن الحجاب فرض، وليس اختياراً أو حرية شخصية، وقال، "هتتعلّقي من رقبتك يا امرأة لو خلعتي الحجاب".
ويستمر الجدل المُستعر. ويستمر الفريق الأول في الدفع بتفسيرات قوامها أن الحجاب فرض، وأن من تتركه تتأرجح بين كونها "عاصية"، و"منقصة الدين"، أو "هتتعلّق من رقبتها". ويستمر الفريق الثاني في الدفع بعدم قبول التفسيرات وطرح الحجج للنقاش وتاريخ انتشار الحجاب في الشارع المصري للبحث والتحليل. لم يعد الحجاب من عدمه مسألة حرية شخصية، بل بات مثار شد وجذب مُشتعلين، وأصبح سبباً للانقسام، ولحرب بين فريقين غير متكافئين.