في اليوم نفسه الذي أدى فيه اليمين الدستورية، أعاد رئيس الوزراء الجديد في الولاية الهندية الأغنى "ماهاراشترا" إحياء مشروع مثير للجدل يقضي بإنشاء سقيفة سيارات للمترو في غابة حضرية محمية فريدة في نوعها تقع ضمن الولاية نفسها.
الآن تنطلق أعمال البناء قرب "غابة آري" Aarey الواقعة في مدينة مومباي المالية، بعد أن انتزع إكناث شيندي السلطة من زعيمه السياسي ورئيس الوزراء السابق أودهاف ثاكيري يوم الخميس، متوجاً اضطرابات سياسية استمرت تسعة أيام في الولاية.
وأعاد شيندي يوم الخميس العمل بذلك المشروع الذي ألغته حكومة مومباي السابقة عام 2020.
وطلب شيندي من المدعي العام تمثيل الجانب الحكومي والتوجه إلى سقيفة سيارات المترو التي من المقرر بنائها في مستعمرة "آري" في مومباي، بهدف تمهيد الطريق أمام أعمال البناء بجوار "غابة آري" الكثيفة، علماً أنها غابة حضرية فريدة من نوعها في العالم.
وتعرف "آري" بأنها "أمازون" بالنسبة إلى المدينة مومباي، وتوصف غالباً بأنها رئتي المنطقة، وكذلك تشكل موطناً لأنواع من النباتات والحيوانات وعدد من الحيوانات البرية ومن بينها الفهود.
وفي وقت سابق ألغت حكومة ثاكيراي مشروع البناء المقترح في محمية "آري" عقب احتجاجات حاشدة شارك فيها عدد من دعاة حماية البيئة وسكان محليين.
تمتد الغابة على مساحة تفوق الـ 13 ألف هكتار من الأراضي عبر منطقة "غوريغاون" في المدينة، كذلك تعتبر موطناً لآلاف من القبائل التي تسكن 27 قرية صغيرة.
وفي العام 2019 اقترحت حكومة مومباي بناء سقيفة للسيارات في المنطقة كجزء من خططها التوسعية لمشروع مترو مومباي الثالث الذي يتألف من ممر تحت الأرض بطول 33.5 كيلومتر يمتد على طول طريق يقطع منطقتي كولابا وباندرا في جنوب مومباي.
بعد ذلك منحت الهيئة البلدية في المدينة الإذن بقطع وزرع نحو 2700 شجرة في محمية "آري".
وبعد ذلك اندلعت احتجاجات حاشدة شارك فيها دعاة من حماية البيئة وسكان محليون، محذرين من أن أي أعمال بناء في منطقة الغابات الفائقة الأهمية من شأنه أن يدمر توازنها البيئي.
وآنذاك وصفت حكومة مومباي المشروع بأنه ضرورة لتنمية المنطقة، وظلت المسألة محل خلاف بين مشاريع العمران في مقابل حفظ البيئة داخل مومباي طوال أكثر من عامين.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وحظيت قضية غابة "آري" بدعم من سياسيين كثر، واتخذ نجوم بوليوود موقفاً حازماً أيضاً، وكذلك أدت الاحتجاجات إلى اعتقال عشرات النشطاء.
وأمرت حكومة ثاكيراي التي تولت السلطة عام 2019 بنقل المشروع المثير للجدل إلى منطقة "كانجورمارغ" في مومباي عام 2020، وأشارت إلى أن سقيفة السيارات ستنقل إلى قطعة أرض حكومية، معلنة أن حكومة الولاية لن تتحمل أي كلفة إضافية.
وآنذاك أعلنت حكومة ثاكيراي 800 فدان من الأراضي في "آري" غابة محمية وقدمت لها الحماية.
وسرعان ما غرق المشروع في معارك قانونية، ولم تبدأ أعمال البناء في الموقع الجديد.
كذلك قدم ثاكيراي خطة الوصول إلى الصفر الصافي في انبعاثات غازات الدفيئة في محاولة ترمي إلى تحول مومباي لأول مدينة تحقق الحياد الكربوني في جنوب آسيا.
وفي المقابل، أجبر ثاكيراي الذي ينظر إليه على أنه شخصية معتدلة داخل الحزب اليميني المتشدد "شيف سينا" على الاستقالة بعدما عمد شيندي إلى تقسيم الحزب والاستيلاء على السلطة، وبالتالي أصبح مصير سياساته على المحك الآن.
ومع ذلك ذكر نشطاء أنهم مستعدون مجدداً للخروج في احتجاجات ضد القرار وإنقاذ الغابة البالغة الأهمية من الدمار المزعوم.
وفي ذلك الصدد، ذكر ياش مروح متطوع في مجموعة "آري لحفظ الطبيعة"، إن رئيس الوزراء الجديد "أتاح تدمير غابة ونهر وحيوات الناس والحيوانات والنباتات التي تعتمد عليهم".
وأضاف، "نراجع الاستراتيجيات ونعمل على الاتصال بالمتطوعين مجدداً، ونعيد صياغة التواصل في ما بيننا، وسنعقد قريباً اجتماعات تطوعية وعامة، وإذا رأينا المناشير تتجه نحو "آري" فسنخوض المعارك".
نشر في "اندبندنت" بتاريخ 02 يوليو 2022
© The Independent