قال مسؤول عسكري أوكراني إن روسيا تستعد للمرحلة التالية من هجومها في أوكرانيا، بعد أن قالت موسكو إن قواتها ستكثف عملياتها العسكرية في "جميع مناطق العمليات".
وكثفت القوات الروسية هجماتها على "جميع مناطق العمليات" في أوكرانيا، بضربات صاروخية تساقطت على المدن. وقالت كييف إن تلك الهجمات أودت بحياة عشرات السكان خلال الأيام الماضية.
وفي أحدث الضربات، قال حاكم منطقة خاركيف أوليج سينهوبوف، إن الصواريخ أصابت بلدة تشوهيف، التابعة للمنطقة، الواقعة في شمال شرقي البلاد، مما أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص، منهم امرأة تبلغ من العمر 70 عاماً، وإصابة ثلاثة آخرين.
وقال الجيش الأوكراني إن روسيا تعيد على ما يبدو تجميع وحداتها لشن هجوم على مدينة سلافيانسك ذات الأهمية الرمزية التي تسيطر عليها أوكرانيا في منطقة دونيتسك الشرقية.
أمطار من الصواريخ
جنوباً، قال حاكم إقليم دنيبروبتروفسك فالنتين ريزنيشنكو، إن أكثر من 50 صاروخاً روسياً من طراز "غراد" سقطت على مدينة نيكوبول المطلة على نهر دنيبرو، مما أودى بحياة اثنين عُثر على جثتيهما بين الأنقاض.
وتقول أوكرانيا إن عدد قتلى هذه الهجمات على المناطق الحضرية بلغ نحو 40 على الأقل خلال الأيام الثلاثة الماضية. وتقول روسيا إنها تقصف أهدافاً عسكرية.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، في بيان على موقعها على الإنترنت، أن وزير الدفاع سيرجي شويجو أمر الوحدات العسكرية بتكثيف عملياتها لمنع توجيه ضربات لشرق أوكرانيا ومناطق أخرى تسيطر عليها روسيا.
وقال المتحدث باسم الاستخبارات العسكرية الأوكرانية فاديم سكيبيتسكي، "من الواضح أن الاستعدادات جارية الآن للمرحلة التالية من الهجوم"، مشيراً إلى استمرار القصف الروسي على امتداد خط المواجهة بأكمله واستخدام نشط لطائرات الهليكوبتر الهجومية.
حرب استنزاف
في حين انتقل تركيز الحرب إلى منطقة دونباس في شرق أوكرانيا، توجه القوات الروسية ضرباتها الصاروخية إلى مدن في أماكن أخرى من البلاد في ما تحول بشكل متزايد إلى حرب استنزاف.
وتقول موسكو، التي شنت ما سمته "عمليتها العسكرية الخاصة" ضد أوكرانيا في 24 فبراير (شباط)، إنها تستخدم أسلحة عالية الدقة لتقويض البنية التحتية العسكرية لأوكرانيا وحماية أمنها. ونفت روسيا مراراً استهداف المدنيين.
وتقول كييف والغرب إن الحرب محاولة غير مبررة لإعادة احتلال دولة تحررت من حكم موسكو مع تفكك الاتحاد السوفياتي في عام 1991.
وفي إحدى الهجمات التي أثارت غضب أوكرانيا وحلفائها الغربيين في الآونة الأخيرة، أصابت صواريخ كاليبر كروز أطلقتها غواصة روسية في البحر الأسود يوم الخميس مبنى إدارياً في فينيتسا، وهي مدينة يسكنها 370 ألف شخص على بعد نحو 200 كيلومتر جنوب غربي كييف.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقالت كييف إن الضربة أدت إلى مقتل 23 شخصاً على الأقل وإصابة العشرات. وكان من بين القتلى طفلة تدعى ليزا، تبلغ من العمر أربع سنوات ومصابة بمتلازمة داون، وُجدت جثتها بين الأنقاض بجوار عربة أطفال. وسرعان ما انتشرت صور لها وهي تدفع عربة الأطفال التي نشرتها والدتها على مدونة قبل أقل من ساعتين من الهجوم، وقالت وزارة الدفاع الروسية إن الضربة على فينيتسا كانت موجهة إلى مبنى كان بداخله مسؤولون كبار من القوات المسلحة الأوكرانية في اجتماع مع موردي أسلحة أجانب.
وقال حاكم إقليم دنيبروبتروفسك التي تضم المدينتين، عبر "تلغرام" إن صواريخ روسية أصابت مدينة دنيبرو الواقعة على بعد نحو 120 كيلومتراً شمال نيكوبول في ساعة متأخرة من مساء الجمعة، مما أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة 15 آخرين. وأضاف أن الضربات أصابت مصعناً وشارعاً مزدحماً.
وأعلنت روسيا، السبت، أنها دمرت مصنعاً في دنيبرو يُصنّع مكونات صاروخية.
مواقع دفاعية
وقالت وزارة الدفاع البريطانية، إن روسيا تعزز مواقعها الدفاعية في المناطق التي تحتلها في جنوب أوكرانيا، وكتبت الوزارة على "تويتر" في نشرة دورية، إن التعزيزات تشمل حركة القوات والعتاد بين ماريوبول وزابوريجيا وفي خيرسون، بينما تزيد القوات الروسية في ميليتوبول الإجراءات الأمنية.
انقسام في مجموعة العشرين
وهيمنت الحرب على اجتماع وزراء مالية دول مجموعة العشرين في إندونيسيا. وقالت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين إن الخلافات بسبب الصراع منعت الوزراء ومحافظي البنوك المركزية من إصدار بيان رسمي، لكنهم اتفقوا على ضرورة معالجة أزمة الأمن الغذائي المتفاقمة.
وقالت يلين، "هذا وقت صعب لأن روسيا عضو في مجموعة العشرين ولا تتفق معنا في شأن كيفية وصف الحرب".
وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين، "على موسكو أن تستمر في دفع ثمن باهظ لعدوانها"، وبحسب مسؤول أوروبي كبير، لا يتوقع اتخاذ أي قرار خلال مناقشة أولية في بروكسل في شأن هذه العقوبات الجديدة.
الاتحاد الأوروبي نحو تشديد العقوبات على روسيا
في الأثناء، يبحث وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، الإثنين، تشديد العقوبات على روسيا، في وقت تتهم موسكو باستخدام محطة زابوريجيا للطاقة النووية لنشر قاذفات وإطلاق صواريخ على المناطق المحيطة بالمنشأة في جنوب أوكرانيا، وسيتعين على وزراء الاتحاد الأوروبي النظر في أمور عدة، بينها اقتراح للمفوضية الأوروبية يقضي بحظر مشتريات الذهب من روسيا، لمواءمة عقوبات الاتحاد الأوروبي مع تلك التابعة لشركائه في مجموعة "السبع"، ويهدف اقتراح آخر إلى وضع شخصيات روسية إضافية على اللائحة السوداء للاتحاد الأوروبي.
جرائم حرب
وفرضت دول غربية عقوبات صارمة على روسيا واتهمتها بارتكاب جرائم حرب في أوكرانيا، وهو ما تنفيه موسكو. ولم يصدر عن دول أخرى في مجموعة العشرين، منها الصين والهند وجنوب أفريقيا، موقف معلن من هذا الصراع.
وفي إحدى تداعيات الصراع، أثار حصار يُقيّد صادرات الحبوب الأوكرانية تحذيرات من أنه قد يعرض الملايين في البلدان الفقيرة لخطر المجاعة.
وعلى الرغم من إراقة الدماء، تحدثت كل من روسيا وأوكرانيا عن إحراز تقدم نحو التوصل لاتفاق لرفع الحصار خلال محادثات في الآونة الأخيرة. وقالت تركيا، التي توسطت في المحادثات، إن اتفاقاً ربما يتم توقيعه هذا الأسبوع.