يلتقي قطاع الصناعات الجوية العالمي في إطار معرض "فارنبرو" الذي افتتح، الإثنين 18 يوليو (تموز)، في بريطانيا وسط موجة القيظ التي تجتاح أوروبا الغربية، في وقت يسجل فيه انتعاشاً في حركة الملاحة الجوية وزيادة في ميزانيات الدفاع.
ومن المتوقع أن يزور نحو ثمانين ألف شخص المعرض الذي يستمر خمسة أيام، ويقام في المطار الواقع جنوب غربي لندن والمخصص عادة لرحلات الأعمال، في درجات حرارة ستكون مرتفعة جداً بحسب الأرصاد الجوية.
وقال محافظ الهيئة العامة للصناعات العسكرية السعودية أحمد العوهلي، بعد افتتاح جناح بلاده في المعرض"إننا نشارك في المعرض من أجل تأصيل دور الهيئة في توطين الصناعات العسكرية والتقنيات وتعريف المستثمرين النافذين وغير السعوديين بفرص الاستثمار في المملكة في قطاع واعد وجديد ومهم".
ويقود العوهلي مهمة طموحة لتوطين الصناعات العسكرية، إذ حققت السعودية في نهاية عام 2021 نسبة تتجاوز 11.7 في المئة في مجال التوطين وتخطط للوصول إلى نسبة 50 في المئة مع حلول عام 2030.
وذكر العوهلي أن هذه الخطة ركزت على منظومة واسعة في مجالات مختلفة منها الصيانة والخدمات وشملت الصناعات الجوية والبرية والبحرية، وكذلك منظومات الدفاع الإلكتروني.
وأعلن محافظ الهيئة العامة للصناعات العسكرية السعودية أن شركة "سامي" ستعمل على إبرام صفقات مع ثلاث شركات عالمية كبرى خلال فعاليات المعرض في هذه المناسبة.
ماء وقبعات وإنذار أحمر
قال المحلل في مكتب "سيريوم" المتخصص ريتشارد إيفانز، "سيكون فارنبرو هذا الأكثر حراً في التاريخ، اجلبوا كثيراً من الماء وقبعة".
وأصدرت المملكة المتحدة للمرة الأولى إنذاراً أحمر محذرة من "درجات حرارة قصوى" الإثنين والثلاثاء. وفي "فارنبرو" توقعت الأرصاد أن تصل الحرارة إلى 37 درجة مئوية على المدرج، حيث تعرض عشرات الطائرات، بدءاً بالطائرات كبيرة الحجم من طراز "إيه 350" و"777 إكس" لشركتي "إيرباص" و"بوينغ"، وصولاً إلى المروحيات والمقاتلات.
وعلى الرغم من القيظ، أكد المنظمون أن المعرض سيجري "كما هو مقرر"، وأقيمت في موقعه نقاط كثيرة لتوزيع الماء ومساحات مظللة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وكان هذا المعرض، الذي يقام كل سنتين، ويعد الأهم في هذا القطاع بعد معرض "لوبورجيه" قرب باريس، ألغي عام 2020 بسبب الأزمة الصحية التي جمدت آلاف الطائرات على الأرض وأغرقت قطاع الطيران في أخطر أزمة في تاريخه.
وقال المدير العام للمعرض غاريث رودجرز، "إنه أول معرض عالمي كبير للطيران يجري منذ ثلاث سنوات".
لا خجل من ركوب الطائرة
وشهدت حركة السفر منذ ذلك الحين انتعاشاً. وسجلت حركة الملاحة الجوية العالمية في مايو (أيار) ما يزيد على ثلثي مستواها عام 2019، ومن المتوقع أن تستعيده بالكامل في 2023 بالنسبة للرحلات الداخلية وفي 2025 بالنسبة للرحلات الطويلة، بحسب الاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا).
ويترافق الانتعاش مع نقص في الطواقم لدى كثير من الشركات الجوية والمطارات بعد أن اضطرت إلى تسريح موظفين خلال الأزمة الصحية وهي مرغمة اليوم على إلغاء رحلات بالآلاف في مواجهة طلب لا يمكنها تلبيته.
غير أن هذه الشركات تعد كذلك للمستقبل، وتعمل على تجديد أساطليها وشراء طائرات عصرية وأكثر ادخاراً تستهلك كميات أقل من الوقود وتتسبب بقدر أقل من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، وهو أمر بات مفروضاً على قطاع يخضع لضغوط شديدة جراء الأوضاع المناخية الداهمة، وبفعل حركات تدعو لمقاطعة الطيران مثل "فلايغسكام" التي يعني اسمها "الخجل من ركوب الطائرة"، بالتالي سيشهد المعرض مرة جديدة منافسة شديدة على وقع إعلانات عن طلبيات كبرى بين المجموعة الأوروبية ومنافستها الأميركية "بوينغ". ووصل حجم الطلبيات والتعهدات خلال آخر معرض عام 2018 إلى 192 مليار دولار، ما يمثل بحسب المنظمين أكثر من 1400 طائرة.
ومع ترقب عشرة مليارات راكب عام 2050 في قطاع الطيران، ما يعكس زيادة بأكثر من الضعف عن عددهم في 2019، من المتوقع أن تتلقى شركتا الطيران الكبريان في العالم طلبات ضخمة.
وتتوقع "إيرباص" أن يحتاج العالم خلال السنوات العشرين المقبلة إلى 39500 طائرة جديدة، فيما تتوقع "بوينغ" الحاجة إلى 41200 طائرة جديدة لتبديل الأساطيل الجوية الحالية وتلبية تنامي حركة الملاحة، بحسب أرقام أصدرتها الشركتان في الأيام الماضية.
ولا يهمل المعرض القطاع الدفاعي، إذ حملت الحرب الروسية معظم الدول الأوروبية على زيادة ميزانياتها الدفاعية من أجل تعزيز قواتها المسلحة. وقال غاريث روجرز، "نلاحظ بالطبع اهتماماً أكبر بالعنصر الدفاعي في المعرض".
وخلافاً للاتفاقات التجارية الكبرى، لا يتم الإعلان عموماً عن عقود الأسلحة في هذه المناسبة.