Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مهنة "النكافة" سر نجاح وتألق الأعراس في المغرب

يمكن اعتبارها "سيدة الحفل" بلا منازع بعد العروس فهي التي تدبر كل صغيرة وكبيرة بخصوص الأزياء

"النكافة" هي التي تحدد ألوان القفاطين و"التكاشط" التي ستظهر بها العروس في الزفاف (أ ف ب)

لا يمكن لحفل زفاف أن ينظم في المغرب من دون الاستعانة بخدمات "النكافة" التي يمكن اعتبارها "سيدة الحفل" بلا منازع بعد العروس، فهي التي تدبر كل صغيرة وكبيرة بخصوص أزياء العروس وتعتني بطلاتها أمام الحاضرين وترتب لها اللباس وبقية التفاصيل.

"النكافة" باتت مهنة قائمة بذاتها تمارسها نساء بالخصوص، كما أصبح رجال يزاولونها أيضاً بكثير من الإتقان والحرفية، وتبحث الأسر المغربية خصوصاً في فصل الصيف الذي تزدحم فيه مواعيد حفلات الزفاف عن "أفضل نكافة" أو "أفضل نكاف" من أجل أن يمر العرس في أبهى حلة ممكنة.

خدمات "النكافة"

تبدأ تحضيرات العرس المغربي قبل ليلة الزفاف بأيام عديدة يتم فيها اختيار "النكافة" أو ""النكاف" الذي يتكلف بأزياء العروس وطلاتها المتنوعة من خلال التفاوض معه في شركته أو مقر عمله المهني.

حياة السيدة الخمسينية قالت إنها تستعد لتنظيم حفل زفاف ابنتها الشابة، وحجزت موعداً مع النكافة المعروفة "رمسيس في مدينة سلا، بالنظر إلى إقبال العائلات على تنظيم المناسبات السعيدة في الصيف.

وأضافت أنها اختارت هذه "النكافة" لما عرف عنها من إتقان وإبداع في تزيين العروس بمختلف الأزياء والحلي من ذهب ولؤلؤ أيضاً، وأشارت إلى أن السعر قد يكون مرتفعاً لكن الجودة وإخراج العروس في أجمل شكل وحلة يبقى مضموناً.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ولفتت الأم إلى أن حفل العرس يقام عادة مرة واحدة في حياة الإنسان، بالتالي يتعين اختيار "نكافة" تتقن عملها وذات تجربة في المجال ولا يهم المقابل المالي الذي تتقاضاه ما دامت ستعطي لابنتها الشكل الذي تتمناه، وتعطيها المظهر الجميل أمام المدعوين إلى الحفل.

ويعتبر المغاربة أن "النكافة" تعد سر نجاح أي حفل زفاف إذا ما توفقت في اختيار وتنسيق ألوان الأزياء التقليدية التي تظهر بها العروس في الحفل، فضلاً عن تزيينها بأجمل المساحيق التي تتيح للعروس الظهور بأفضل شكل ممكن لها في ليلة عمرها.

مهمات النكافة

من جهتها تفيد مريم منار (تعمل نكافة أعراس في مدينة الرباط) بأنه لا يمكن تصور حفل عرس في المغرب من دون حضور ووجود قوي للنكافة خصوصاً في الحواضر والمدن، بينما في القرى يمكن الاستغناء عنها  بطريقة أو أخرى.

وتشرح منار، بأنه في القرى يمكن لوالدة العروس أن تكلف سيدة في القرية أو من أقاربها للاهتمام بما سترتديه العروس"، مضيفة أن حفلات الزفاف في البوادي لا تزال تتسم بالمحافظة على التقاليد بعيداً من "الفخامة" أو الغربة في البروز.

وأما في المدن فإن وتيرة الحياة جعلت الأسر ترغب في تفويض عدد من المهمات المرتبطة بحفل الزفاف إلى مهنيي حفلات الأعراس ومنهم "النكافة" التي "تتكلف بجانب تزيين العروس من ألفه إلى يائه بأدق التفاصيل".

 

وقالت إن "النكافة" هي التي تحدد بتوافق وتراض مع العروس وزوجها وأمها، ألوان القفاطين و"التكاشط" (ملابس مغربية تقليدية) التي ستظهر بها في الزفاف، وعدد المرات التي ستبرز فيها أمام المدعوين (ثلاث مرات أو أكثر)، بحسب رغبة وإمكانات أصحاب العرس المادية.

ويقوم عمل النكافة على تزيين العروس وسط قريباتها وصديقاتها مع ترديد النساء والفرقة الموسيقية للأغاني والأناشيد، وإلباسها الزي التقليدي الأول قبل حملها فوق "العمارية" من طرف بعض الشباب المكلفين مثل هذه المهة، ثم الزي الثاني فالزي الثالث الذي عادة ما يكون عصرياً، وقد يمتد تغيير الأزياء إلى سبع أو حتى عشر طلات بهية.

رجل "نكاف"

ولم تعد "النكافة" خاصة بالنساء فقط، فقد دخل رجال إلى هذه المهنة وصار "النكاف الرجل" يزاحم بل يتفوق أحياناً على المرأة في هذا المجال، فهو يضفي لمساته الخاصة على أزياء وطلات العروس خلال مناسبات الأعراس وحتى في مناسبات العقيقة.

وفي هذا الصدد، يقول الحاج محمد النكاف من مدينة الدار البيضاء، أول من أدخل الرجال إلى هذه المهنة في المغرب، إن "المهن بصفة عامة ليس لها جنس معين فأفضل خياط في العالم رجل وأفضل طباخ رجل وكذلك أفضل نكاف هو رجل".

ويحكي الحاج محمد عن بعض تفاصيل مهنته فيوضح، إنه يعتمد على أن تكون أزياء العروس تقليدية بالأساس لكون العرس المغربي معروفاً بطقوسه الثرية، وبغناه التراثي والاجتماعي في اللباس والموسيقى والحناء وهدايا العروس.

وأضاف أنه يجتهد في إحياء عادات وطقوس قديمة تشتهر بها مناطق مغربية وكادت تندثر فأدخلها في حفلات الزفاف من قبيل (العلامات) أي الأعلام والرايات، والعماريات بغطاء الحايك (العمارية مائدة يتم حمل العروس عليها من طرف الشباب للدوران وسط الزغاريد أمام الحاضرات).

ومن أشهر الأزياء التي يفتخر الحاج محمد بإلباسها للعروس المغربية زي "الجوهر"، لكونه زياً فخماً محاكاً بأيدي الصناع التقليديين المهرة، كما أنه يكون مرصعاً بالذهب والحلي والحرير وغيرها من الجواهر والأكسسوارات.

وسجل الحاج محمد النكاف إقبالاً كبيراً للعائلات المغربية على الأعراس ذات الطابع التقليدي مع إدخال تحسينات جميلة حسب طلب أصحاب الحفل"، وقال إن "النكاف الناجح هو الذي يقف بنفسه على مهنته ونجاح العرس"، مضيفاً أنه بصفته نكافاً رجلاً تخرج على يديه كثير من النكافات النساء الناجحات اللائي برعن وتألقن في هذا المجال.

اقرأ المزيد

المزيد من منوعات