قالت غَيل برادبروك، وهي من مؤسسي "تمرد الانقراض"، إن التغير المناخي قد يتسبب في معاناة المملكة المتحدة من نقص في الأغذية "في غضون سنوات قليلة"، الأمر الذي سيؤدي إلى انتشار أعمال شغب وفتح الطريق أمام الفاشية للتغلغل على نطاق واسع، حسبما تتوقع.
جاءت تعليقات الدكتورة برادبروك هذه في إطار إجاباتها على أسئلة وجهتها لها "هيئة الأعمال والطاقة والاستراتيجية الصناعية" (بي إي آي أس)، حول ما إذا كان على المملكة المتحدة أن تعمل بهدف تصفير الانبعاثات الكربونية بحلول عام 2050.
تجدر الإشارة إلى أن حركة "تمرد الانقراض" التي نظمت عددا من التظاهرات في مدن بريطانية أوائل العام الحالي، مقتنعة بأن على المملكة المتحدة تصفير الانبعاث غازاتها في موعد اقصاه عام 2025 ووصفت تحقيق التصفير بحلول 2050 بأنه عبارة عن "عقوبةَ إعدام".
وقالت الدكتورة برادبروك في معرض ردها على الأسئلة أثناء اجتماعها بالهيئة " دعوا الشعب البريطاني يعرف أنه سيذهب، ربما في غضون سنوات قليلة، إلى المتاجر الكبرى.. لكنه لن يجد الغذاء على رفوفها، وهذا حين تبدأ أعمال الشغب ويصاب الناس بالذعر وهذا يفتح الباب أمام الفاشية".
وأضاف الناشطة، وهي واحدة من مؤسسي حركة "تمرد الانقراض" أن من الممكن أن يتحول هذا السيناريو الأسوأ إلى حقيقة حين يحصل تراجع كبير في الانتاج في دورة الحبوب السنوية في عدد من الدول المصدّرة للقمح، وذلك بسبب شروط جوية متطرفة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأضحت الدكتورة برادبروك موقف الحركة قائلة "نحن نرى أن هذا من الأمور التي تندرج تحت قضايا الأمن الوطني ويجب التعامل معه على هذا الاساس، والرد المناسب هو بذل الجهود المألوفة في أوقات الحروب لمواجهته... نتحمل جميعاً مسؤولية التحرك بشكل أسرع". وأضافت "لدينا بالفعل معلِّقون موثوق بهم، وهم يتحدثون عن انهيار الحضارة خلال حياة أبنائنا نتيجة عدم اتخاذ إجراءات طارئة".
من جانبه، لفت جون ماكدونيل، النائب العمالي ووزير المالية في حكومة الظل، إن حزب العمال يتبنى خططا راديكالية للوصول إلى تصفير الانبعاثات الكربونية بحلول عام 2030 تماشيا مع مطالب الناشطين البيئيين باتخاذ إجراءات أقوى في هذا المجال.
وترى حركة "تمرد الانقراض" أن الحكومة لاتتخذ الخطوات اللازمة حاليا للرد بشكل مناسب على التغير المناخي، الأمر الذي دفعها إلى إطلاق حملة لإقناع الحكومة بتنظيم تجمعات للمواطنين، كيفما اتفق، يكون من شأنها تحديد كيفية رد الفعل على المستوى الوطني حيال التغير المناخي.
في المقابل، قال متحدث باسم "تمرد الانقراض" إن الدكتورة برادبروك قد عبّرت عن آرائها الشخصية أمام "هيئة الأعمال والطاقة والاستراتيجية الصناعية" . بيد أنه أردف مبيناً أن " ما حدث في فنزويلا (وبالتأكيد، في بلدان كثيرة أخرى، في وقت قريب) يدلل على أن النقص في الغذاء سرعان ما يُفضي إلى أعمال الشغب، وذلك النوع من عدم الاستقرار الذي يفتح الطريق إلى انهيار المجتمع.. لذلك، كيف لا يكون صعود الفاشية أمرا يثير الخوف إذا لم تقل الحكومة الحقيقة وتأخذ أزمة المناخ بشكل جدي؟"
في هذه الأثناء، اعتُقل متظاهر ضد التغير المناخي بعد تشكيل سلسلة بشرية خارج البرلمان الاسكتلندي. واستعمل متظاهران الصمغ للصق نفسيهما بالأرض وإغلاق مدخل ومخرج مرأب السيارات مبنى البرلمان في منطقة هوليرود بوسط العاصمة الاسكتلندية إدنبره.
وكان المتظاهرون تظاهروا خارج مدخل البرلمان الاسكتلندي بشكل متزامن مع مناقشة النواب تشريعا جديدا يضع أهدافا محددة لمعالجة التغير المناخي.
© The Independent