انطلقت خمس سفن شحن محملة بالحبوب، الأحد السابع من أغسطس (آب) الحالي، من ميناءي تشيرنومورسك وأوديسا الأوكرانيين لمواصلة تصدير الحبوب، وفق ما أعلن مركز التنسيق المشترك الذي يشرف على العمليات، مساء السبت.
وتنقل السفن أكثر من 161 ألف طن من الذرة والمواد الغذائية إلى تركيا والصين وإيطاليا، وفق المركز الذي سيتابع تقدمها حتى وصولها إلى إسطنبول، حيث سيتم تفتيشها في البحر قبل أن تعبر مضيق البوسفور.
وقال وزير البنية التحتية الأوكراني أولكسندر كوبراكوف إن قافلة من السفن المحملة بمنتجات زراعية أوكرانية أبحرت من موانئ البلاد المطلة على البحر الأسود الأحد، في إطار اتفاق لفك الحصار عن الصادرات الأوكرانية.
وكتب في تغريدة أن أربع سفن هي "مصطفى نجاتي" و"ستار هيلينا" و"غلوري" و"ريفا ويند"، انطلقت محملةً بنحو 170 ألف طن من الحبوب.
ومع انطلاق هذه السفن تتخذ صادرات الحبوب الأوكرانية تدريجياً وتيرة ثابتة.
وأوضح مركز التنسيق المشترك، في بيان، أنه "بصدد إنهاء إجراءات التصدير المنتظم" في إطار اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود.
وقال البيان، "قد تتأثر جداول المواعيد بالاستعدادات والظروف الجوية أو أي ظروف أخرى غير متوقعة".
تزامناً مع ذلك، سمح المركز لسفينة الشحن "أم في أوسبراي" بالإبحار فارغة إلى تشيرنومورسك بعد أن يتم تفتيشها، الأحد، قبالة سواحل إسطنبول.
التنسيق المشترك
وأُنشئ مركز التنسيق المشترك في اسطنبول بموجب الاتفاق الدولي الموقع في 22 يوليو (تموز) بين روسيا وأوكرانيا وتركيا والأمم المتحدة. ويسمح الاتفاق باستئناف صادرات الحبوب الأوكرانية المتوقفة منذ الهجوم الروسي في 24 فبراير (شباط)، وشحنات المنتجات الزراعية الروسية على الرغم من العقوبات الغربية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأنهى الخبراء، مساء السبت، تفتيش الناقلة "نافيستار" التي غادرت أوديسا، الجمعة، متوجهةً إلى إيرلندا.
وأكد المركز أن سفينتين أخريين غادرتا في الوقت عينه ستخضعان للتفتيش، الأحد.
ترحيب أوكراني
واعتبر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن استئناف الصادرات أمر إيجابي، مضيفاً أن المخاطر الأمنية ما زالت قائمة.
وفي كلمة مسجلة بالفيديو، قال زيلينسكي في وقت متأخر من ليل السبت، "خطر الاستفزازات الروسية والعمليات الإرهابية ما زال قائماً. يجب أن يدرك الجميع ذلك، لكن إذا ما أوفى شركاؤنا بما عليهم من التزامات، وضمنوا أمن الإمدادات، فإن ذلك سيحل في الواقع أزمة الأغذية العالمية".
وقال وزير البنية التحتية الأوكراني أولكسندر كوبراكوف، إن أوكرانيا تهدف في نهاية المطاف إلى شحن ثلاثة ملايين طن شهرياً من موانئها على البحر الأسود.
وأضاف، "هذا الحدث إشارة مهمة للأسواق على أن (اتفاق شحن الحبوب) هو فرصة عمل آمنة، والأهم من ذلك مربحة لأصحاب السفن من أجل العودة إلى الموانئ الأوكرانية".
ولا يزال نحو 20 مليون طن من الحبوب من محاصيل العام الماضي عالقةً في البلاد.
السفينة الأولى
في سياق متصل، قالت السفارة الأوكرانية في لبنان إن أول سفينة حبوب تغادر ميناءا أوكرانيا بموجب الاتفاق الذي تم التوصل إليه الشهر الماضي لن تصل إلى لبنان الأحد كما هو مخطط.
وغادرت السفينة "رازوني" ميناء أوديسا على البحر الأسود في ساعة مبكرة من صباح الإثنين الماضي وعلى متنها 26527 طناً من الذرة، وكان من المقرر أن ترسو الأحد 7 أغسطس، في مدينة طرابلس الساحلية بشمال لبنان، وفقا لمسؤولين أوكرانيين وسلطات موانئ لبنانية.
لكن السفارة الأوكرانية في لبنان قالت لـ"رويترز" إن السفينة "تأخرت" و "لن تصل اليوم" دون توفير تفاصيل عن موعد وصول جديد أو سبب التأجيل.
وأظهرت بيانات الشحن على موقع "مارين ترافيك" أن السفينة رازوني موجودة قبالة الساحل التركي صباح الأحد.
وتاريخ الوصول المتوقع على بوليصة شحن السفينة، هو يوم الثلاثاء المقبل ووجهة الشحن المدرجة عليها هي "تحت الطلب"، مما يعني عادة أنه يمكن نقل شحنة السفينة من مالك إلى آخر.
وقال وزراء النقل والزراعة والاقتصاد اللبنانيون لـ"رويترز" الأسبوع الماضي، إنهم لا يعرفون مَن سيشتري الحبوب على متن سفينة "رازوني".
وتسنى إبحار الشحنة بعد أن توسطت تركيا والأمم المتحدة في اتفاق لتصدير الحبوب والأسمدة بين موسكو وكييف الشهر الماضي - في انفراجة دبلوماسية نادرة في حرب استنزاف طويلة.
وحذرت الأمم المتحدة من أن توقف شحنات الحبوب من أوكرانيا عبر البحر الأسود الذي تهيمن عليه روسيا قد يؤدي إلى اندلاع مجاعة في جميع أنحاء العالم.
وقال مركز التنسيق المشترك، الذي يشرف على تصدير الحبوب الأوكرانية، إن السفينة ستكون بمثابة عملية تجريبية، على أن تٌستخدم معلومات من طاقم رازوني لضبط الإجراءات الخاصة بالشحنات التالية.