قتل العديد من الأشخاص وأصيب العشرات في منطقة أرض الصومال (صوماليلاند) الانفصالية في الصومال، الخميس 11 أغسطس (آب)، بعد اشتباكات بين المحتجين المناهضين للحكومة وقوى الأمن.
وانفصلت أرض الصومال عن الصومال عام 1991 لكنها لم تحصل على اعتراف دولي واسع النطاق باستقلالها. وساد السلام المنطقة في أغلب الأوقات بينما يخوض الصومال حرباً أهلية منذ ثلاثة عقود.
ونزل مئات الأشخاص إلى شوارع العاصمة هرجيسا ومدينتي بوراو وإيريغافو، بعد فشل المفاوضات بين الحكومة وأحزاب المعارضة التي تتهم السلطات بالسعي إلى إرجاء الانتخابات الرئاسية المقررة في نوفمبر (تشرين الثاني).
ورفع المتظاهرون لافتات تطالب بالإبقاء على موعد الانتخابات في 13 نوفمبر 2022 ورددوا شعارات مناهضة للحكومة.
وقال عبدالرحمن محمد عبدالله، زعيم حزب أرض الصومال الوطني "واداني" (أو أيضاً وطني)، أكبر أحزاب المعارضة، أمام المتظاهرين، "لا يمكن أن يسود السلام في أرض الصومال إلا من خلال انتخابات حرة ونزيهة".
قتلى وجرحى
وقال موسى بيهي عبدي، رئيس أرض الصومال، في منشور على "فيسبوك" في وقت متأخر الخميس، إن خمسة أشخاص على الأقل قتلوا وأصيب 100 في الاحتجاجات، مضيفاً أن أغلب المصابين من أفراد قوات الأمن "الذين هوجموا بالهراوات والقضبان المعدنية والحجارة". ولم يذكر إذا ما كان القتلى من المدنيين أم من أفراد الأمن.
وأضاف، "لن نسمح بالفوضى والتظاهر في أي بلدة أو في أي قرية. سيتم مواجهتها. وأي تظاهرة غير مصرح بها يشوبها العنف لتدمير الأمة فهي غير مقبولة".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال زعماء المعارضة إن بعض القتلى سقطوا بعد أن ضربت قوات الأمن المتظاهرين ثم فتحت النار عليهم في هرجيسا وبلدتين أخريين.
وقال أحمد إسماعيل، أحد منظمي الاحتجاج، لوكالة الصحافة الفرنسية، إن ثلاثة أشخاص من بينهم امرأة قتلوا في هرجيسا ونقل 34 آخرون إلى المستشفى.
وأوضح عضو في حزب "واداني" تحدث مشترطاً عدم كشف هويته، "قتل العديد من الأشخاص بينهم أحد الحراس الأمنيين لزعيم حزبنا، وما زلنا نحقق في حصيلة القتلى التي قد تكون أعلى".
بدوره، قال الشاهد عبدالله محمود، إن شخصاً قتل أيضاً في إيريغافو خلال اشتباكات بين المتظاهرين والشرطة.
الاحتجاجات "ستستمر"
وأظهرت لقطات مصورة انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، متظاهرين يرشقون الحجارة ويحرقون إطارات السيارات في شوارع هرجيسا، فيما أطلقت بعض قوات الأمن النار والغاز المسيل للدموع. ولم تتمكن "رويترز" من التحقق من صحة اللقطات المصورة بشكل مستقل.
وأثار قرار الحكومة تسجيل أحزاب سياسية جديدة قبل الانتخابات غضب حزب "واداني" وحزب العدالة والرفاهية المعارض، اللذين يخشيان أن تؤدي حركات جديدة إلى إضعافهما.
وقال زعيم حزب "واداني"، المرشح للرئاسة، إن ستة أشخاص قتلوا. وتابع، "ستستمر التظاهرات وهي مجرد البداية حتى نحصل على الحيز الديمقراطي الكامل ونتحرر من الديكتاتورية والقيادة السيئة".
وقال عبدي حسن مير، نائب قائد شرطة أرض الصومال، إن العشرات من أفراد الأمن أصيبوا بجروح خلال الاشتباكات على أيدي متظاهرين مسلحين بالسكاكين والهراوات، وكان بعضهم يحمل أسلحة ويطلق الرصاص. وقالت الشرطة إن ممتلكات وسيارات دُمرت أيضاً.
وقال إبراهيم عبدي حاجي، رئيس العمليات بشرطة أرض الصومال، إنه تم اعتقال 100 شخص على الأقل يُشتبه في تورطهم في الاشتباكات وستوجه إليهم اتهامات قريباً.
ونددت ست بعثات دبلوماسية أجنبية، من بينها الولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد الأوروبي، في بيان صدر الخميس بما وصفته "بالاستخدام المفرط للقوة" خلال التظاهرات.