قال نصف البالغين البريطانيين تقريباً إنهم يعانون منذ الآن في دفع فواتير الطاقة المتوقع أن تقفز بأكثر من ألف و600 جنيه استرليني (ألف و893 دولاراً) سنوياً هذا الخريف.
ومع تفاقم أزمة كلفة المعيشة، وجد استطلاع أجراه مكتب الإحصاءات الوطنية أن 45 في المئة من البالغين في البلاد يواجهون بالفعل صعوبة في تلبية متطلباتهم.
ويسبق التقييم رفعاً متوقعاً في فواتير الطاقة السنوية المترتبة على الأسرة المتوسطة من ألف و971 إلى ثلاثة آلاف و600 جنيه تقريباً في أكتوبر (تشرين الأول).
ولم يمض على رفع مكتب أسواق الغاز والكهرباء، الجهة المنظمة لقطاع الطاقة، سقف أسعار الطاقة الحالي وقت طويل، إذ اتخذ القرار في بداية أبريل (نيسان)، مستشهداً بزيادة أسعار الغاز بالجملة بسبب غزو روسيا أوكرانيا.
وكانت الكلفة محددة قبل ذلك بسقف يبلغ ألفاً و277 جنيهاً، بزيادة نحو 700 جنيه عن الرفع الأخير. وردت الحكومة بتقديم مبلغ 650 جنيهاً يدفع لمرة واحدة لمساعدة أكثر الفئات ضعفاً في تحمل كلفة المعيشة، ومبلغ 400 جنيه يدفع لمرة واحدة أيضاً إلى كل أسرة بدءاً من أكتوبر، لكن خبراء يعتقدون أن هذه السياسات لا تكفي، ذلك أن أسعار الطاقة قد ترتفع إلى ما يزيد على خمسة آلاف جنيه أوائل العام المقبل.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ونشر أكاديميون من جامعة يورك تقريراً في وقت سابق من هذا الشهر قدر أن 15 مليون شخص سيعانون فقر الوقود بحلول يناير (كانون الثاني) ما لم تتخذ إجراءات عاجلة. وهذا يعادل أكثر من نصف الأسر كلها في المملكة المتحدة.
ولوضع حد للأزمة المتنامية، وجهت أحزاب المعارضة دعوة إلى الحكومة لتجميد سقف أسعار الطاقة لستة أشهر.
ومن ضمن هذه الدعوة، كتب حزب العمال إلى بوريس جونسون مطالباً إياه بالدعوة إلى إعادة عقد البرلمان الأسبوع المقبل، قبل 14 يوماً من النهاية الرسمية لعطلة المجلس الصيفية.
وأشار حزب العمال إلى أن العودة إلى مجلس العموم هي الطريقة الوحيدة لضمان تجميد سقف الأسعار، إذ من المقرر أن يعلن مكتب أسواق الغاز والكهرباء آخر رفع للسقف الجمعة المقبل.
وفي رسالة موجهة إلى رئيس الوزراء المنتهية ولايته، تحدثت زعيمة مجلس العموم في حكومة الظل، ثانغام ديبونير، عن مخاوف على المالية العامة، تفاقمت بفعل معدل التضخم المتزايد.
وقالت، "تستحق العائلات حكومة تقف إلى جانبها وتكون على استعداد لاتخاذ التدابير اللازمة الآن لمواجهة حجم حالة الطوارئ الوطنية هذه. وأنا أحضكم على تبني خطة حزب العمال واتخاذ الإجراءات اللازمة لتجميد سقف الأسعار الآن".
وحتى الآن يرفض المحافظون دعم هذا الخيار، مدافعين عن تدابير الدعم المالي المباشر التي يتخذونها، لكن قادة هيئة خدمات الصحة الوطنية عبروا عن العواقب الوخيمة المترتبة على الفشل في منح عامة الناس مزيداً من المساعدة، فقد قال رئيس اتحاد هيئة الخدمات الصحية الوطنية، ماثيو تايلور، إن البلاد تواجه "مسألة كبرى على صعيد الصحة العامة" إذا لم يتمكن الناس من تشغيل التدفئة هذا الشتاء.
© The Independent