قالت وزارة الدفاع البريطانية، اليوم الأحد 28 أغسطس (آب)، إنه لم يتضح بعد كيف ستحقق روسيا ما أعلنته من زيادة كبيرة في عدد جنودها بالجيش، لكن من غير المرجح أن تؤدي تلك التعزيزات إلى زيادة قوتها القتالية في أوكرانيا بشكل كبير.
وقالت وزارة الدفاع البريطانية في إفادة دورية عن الحرب إلى أنه لم يتضح ما إذا كان سيتم تحقيق ذلك من خلال تجنيد المزيد من المتطوعين أو زيادة أعداد المجندين إلزامياً، وأضافت الوزارة على "تويتر" أنه في كلتا الحالتين، من المحتمل ألا يكون لذلك تأثير كبير على الحرب في أوكرانيا نظرا لأن "روسيا فقدت عشرات الألوف من جنودها في حين يتم تجنيد عدد قليل جداً من الجنود الجدد المتعاقد معهم، أما الخاضعون للتجنيد الإلزامي فهم من الناحية الفنية ليسوا ملزمين بالخدمة خارج الأراضي الروسية".
ووقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مرسوماً بزيادة عدد أفراد القوات المسلحة إلى 2.04 مليون من 1.9 مليون مع دخول الحرب في أوكرانيا شهرها السابع.
اتهامات متبادلة
وتبادلت موسكو وكييف اتهامات جديدة بقصف محطة زابوريجيا النووية الأوكرانية الواقعة تحت سيطرة روسيا، التي أثارت قلقاً دولياً خشية أن يتسبب القتال بالمنطقة في كارثة.
وتخضع زابوريجيا، أكبر محطة للطاقة النووية في أوروبا، لسيطرة القوات الروسية منذ أوائل مارس (آذار)، ويواصل موظفون أوكرانيون تشغيلها، وفي الأسابيع الأخيرة تبادل الجانبان الاتهام بقصف منطقة قرب المحطة.
وقالت شركة الطاقة النووية الأوكرانية الحكومية "إنرغواتوم"، السبت، إن القوات الروسية قصفت مجدداً أراضي مجمع المحطة في الساعات الـ24 الماضية. وكتبت الشركة في بيان على تطبيق "تيليغرام"، "يتم التحقق حالياً من الضرر"، محذرة من مخاطر "انتشار مواد مشعة".
في المقابل، اتهمت وزارة الدفاع الروسية القوات الأوكرانية بقصف مجمع المحطة ثلاث مرات في الساعات الـ24 الماضية.
وقالت وزارة الدفاع الروسية، في بيان، "تم إطلاق 17 قذيفة في المجمل، سقط أربع منها على سطح المبنى الخاص رقم 1 حيث يتم تخزين 168 مجموعة من الوقود النووي لشركة ويستنغهاوس الأميركية".
وأفادت بأن عشر قذائف انفجرت بالقرب من منشأة تخزين قديمة للوقود النووي المستهلك، وثلاث قذائف أخرى بالقرب من مبنى يضم مخزناً جديداً للوقود النووي. وقالت، إن مستوى الإشعاع في المحطة ظل طبيعياً.
تصدير الحبوب
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن أوكرانيا صدرت إلى الآن مليون طن من المنتجات الزراعية من موانئها على البحر الأسود في إطار اتفاق برعاية الأمم المتحدة، وأضاف أنه تم تسلم 70 طلباً آخر لتحميل سفن، مؤكداً أن هدف كييف هو تصدير ثلاثة ملايين طن شهرياً.
تعطيل جسر تستخدمه روسيا في خيرسون
ميدانياً، قالت القيادة العسكرية الجنوبية في أوكرانيا إن صواريخ أوكرانية أصابت جسراً مهماً تستخدمه القوات الروسية في منطقة خيرسون الجنوبية وأخرجته من العمل، وقالت القيادة الجنوبية في بيان إن "وحدات المدفعية الصاروخية واصلت القيام بمهام، بما في ذلك ضمان السيطرة على جسر داريفسكي. توقفت عملياته حالياً". ولم يصدر تعليق فوري من موسكو.
والجسر الذي يمتد إلى ما يقرب من مئة متر هو المعبر الوحيد الذي تسيطر عليه روسيا عبر نهر إنهوليتس، وهو أحد روافد نهر دنيبرو الكبير.
ويقسم نهر إنهوليتس الأراضي التي تحتلها روسيا غرب نهر دنيبرو إلى قسمين. ويرتبط هذان القسمان بدورهما بالضفة الشرقية لنهر دنيبرو، باتجاه روسيا، بواسطة جسر واحد لكل منهما.
وتعرض كلا الجسرين لضربات أوكرانية في الأسابيع الأخيرة، لكنهما ما زالا يُستخدمان في عمليات العبور.
وقد يؤدي تعطيل جسر داريفسكي إلى تعقيد الطرق بين شطري الأراضي التي تسيطر عليها روسيا غرب دنيبرو.
وإذا تم أيضاً تعطيل أحد الجسرين اللذين تسيطر عليهما روسيا عبر نهر دنيبرو، فقد يؤدي ذلك إلى عزل بعض القوات الروسية تماماً.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
الاستخبارات الروسية "تجسست" على دورات تدريب أوكرانية
وسط هذه الأجواء، كشفت مجلة "دير شبيغل" الألمانية عن أن الاستخبارات الروسية تجسست على دورات لتدريب الجنود الأوكرانيين على استخدام أسلحة جديدة في قواعد عسكرية في ألمانيا، من بينها واحدة تابعة للجيش الأميركي.
وفي حوزة خدمة مكافحة التجسس العسكري في ألمانيا (أم أي دي) "أدلة" على تلك العمليات التجسسية، بحسب المجلة الأسبوعية. وأشارت الاستخبارات الألمانية خصوصاً إلى وجود مركبات على مقربة من مداخل مخيمات التدريب العسكري.
وفي إيدار-أوبرشتاين (غرب)، كان الجيش الألماني يدرب جنوداً أوكرانيين على استخدام مدافع "بانتسرهاوبيتسيه 2000"، في حين كان الجيش الأميركي يمرن الأوكرانيين على استعمال أنظمة المدفعية الغربية في غرافينفور (شرق).
وبحسب "أم أي دي"، حلقت طائرات مسيرة فوق ميادين التمرينات مرات عدة.
وتشتبه الاستخبارات الألمانية في أن روسيا حاولت التجسس على هواتف محمولة تابعة لأوكرانيين خلال تلقيهم التدريب في فرنسا.
وهي تخشى أن تكون الاستخبارات الروسية تحاول اغتيال معارضين فروا من روسيا لاجئين إلى ألمانيا، أو عناصر يفكرون في الانشقاق عن القوات الأمنية الروسية أو منشقين انضموا إلى المعسكر الآخر.
وشهدت ألمانيا في السنوات الأخيرة عمليات تجسس نُسبت إلى الاستخبارات الروسية التي يشتبه في أنها دبرت اغتيال معارض شيشاني يحمل الجنسية الجورجية في برلين.
عرقلة نص أممي
وعرقلت روسيا، الجمعة، تبني إعلان مشترك في ختام مؤتمر الأمم المتحدة للنظر في معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، الذي استمر أربعة أسابيع، منددة بالمصطلحات "السياسية".
واجتمعت 191 دولة موقعة على معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية الهادفة إلى تعزيز نزع السلاح والتعاون في مجال الاستخدام السلمي للطاقة النووية، في مقر الأمم المتحدة في نيويورك منذ الأول من أغسطس.
وعلى الرغم من شهر من المفاوضات وجلسة أخيرة تم تأجيلها لعدة ساعات، الجمعة، فإن "المؤتمر ليس في وضع يسمح له بالتوصل إلى اتفاق"، وفق ما أعلن رئيس المؤتمر الأرجنتيني غوستافو زلاوفينين، بعد تدخل روسيا.
إذ تتخذ القرارات بتوافق الآراء، استنكر الممثل الروسي إيغور فيشنفيتسكي عدم وجود "توازن" في مشروع النص النهائي المكون من أكثر من 30 صفحة.
وقال، "لدى وفدنا اعتراض رئيس على فقرات معينة سياسية مسيئة"، وكرر أن روسيا ليست الدولة الوحيدة التي لديها اعتراضات على النص بشكل عام.
وأشارت مصادر قريبة من المفاوضات إلى أن روسيا عارضت بشكل خاص الفقرات المتعلقة بمحطة زابوريجيا للطاقة النووية، التي يسيطر عليها الجيش الروسي.
وشدد النص الأخير المطروح على الطاولة على "القلق البالغ" في شأن الأنشطة العسكرية حول محطات الطاقة الأوكرانية، وبينها زابوريجيا، و"فقدان أوكرانيا السيطرة" على هذه المواقع و"التأثير الكبير على الأمن".
البرنامج النووي الإيراني
كما جرت مناقشة عناصر حساسة أخرى بالنسبة لبعض الدول خلال هذه الأسابيع الأربعة، لا سيما البرنامج النووي الإيراني والتجارب النووية لكوريا الشمالية.
في مؤتمر المراجعة الأخير في عام 2015، فشلت الأطراف أيضاً في التوصل إلى اتفاق في شأن القضايا الجوهرية.
اعتبرت بياتريس فين مديرة منظمة "الحملة الدولية للقضاء على الأسلحة النووية" (آيكان) أن "ما هو إشكالي حقاً هو أنه مع النص أو من دونه، هذا لا يؤدي إلى خفض مستوى التهديد النووي في الوقت الحالي".
وأضافت، أن مسودة النص كانت "ضعيفة جداً ومنفصلة عن الواقع"، مشيرة إلى عدم وجود "التزامات ملموسة بنزع السلاح".
في افتتاح المؤتمر، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إن العالم يواجه تهديداً "لا مثيل له منذ ذروة الحرب الباردة". وحذر من أن "خطوة واحدة غير محسوبة" قد تؤدي إلى "الإبادة النووية".