عاد الهدوء إلى مدينة البصرة بعد اشتباكات وقعت ليل أمس واستمرت حتى صباح اليوم الخميس، وقال مسؤولون أمنيون محليون إن ثلاثة قتلوا في المواجهات التي وقعت بين فصائل شيعية متناحرة في المدينة الواقعة جنوب العراق.
ووجه صالح محمد العراقي، المعروف بـ"وزير الصدر"، اليوم الخميس، رسالة تحذيرية إلى الأمين العام لعصائب أهل الحق قيس الخزعلي، وقال: "أحذرك يا قيس اذا لم تكبح جماح ميليشياتك الوقحة واذا لم تتبرأ من القتلة والمجرمين التابعين لك أو تثبت انهم لا ينتمون إليك فأنت أيضاً وقح...".
وفي رد لم يتأخر قرر الخزعلي عبر تغريدة على "تويتر"، غلق كافة مكاتب الحركة، وأضاف " أي مكتب أرادوا حرقه فليحرقوه، ولا تهتموا لذلك".
هذا التصعيد الكلامي سبقته الاشتباكات المسلحة التي اندلعت ليل أمس بين "سرايا السلام" لتابعة للتيار الصدري وأفراد تابعين للنائب عدي العوادي قرب منزله في البصرة، وأسفرت بحسب حصيلة أمنية عن مقتل ثلاثة أفراد.
لكن نفت خلية الإعلام الأمني العراقية، مساء الأربعاء، وقوع أحداث أو اضطرابات أمنية، وذكرت في تغريدتين على تويتر أن "بعض مواقع التواصل الاجتماعي تداولت أنباء متضاربة عن وقوع أحداث أمنية واضطرابات في محافظة البصرة."
وأضافت: "نود أن نبين أن الموضوع هو عبارة عن وجود حادث جريمة قتل في مركز المحافظة وإصابة آخر، حيث ألقت القوات الأمنية القبض على عدد من المشتبه فيهم وتقوم بواجباتها والتحقيق في هذا الحادث". وتابعت أن "الأوضاع الأمنية مسيطر عليها وأن الموقف الآن هو هدوء أمني وانتشار تام للقوات الأمنية في المحافظة".
بايدن يهاتف الكاظمي
سياسياً قال البيت الأبيض إن الرئيس الأميركي جو بايدن أجرى اتصالاً هاتفياً، الأربعاء الـ31 من أغسطس (آب)، برئيس الوزراء العراقي الموقت مصطفى الكاظمي بعد أعمال عنف وقعت هذا الأسبوع في بغداد.
ولفت البيت الأبيض في بيان عقب الاتصال إلى أن الرئيس الأميركي أشاد بقيادة الكاظمي خلال تصاعد أعمال العنف على مدار 24 ساعة هذا الأسبوع"، مضيفاً أن الجانبين اتفقا على البقاء على اتصال في الأسابيع المقبلة، وأضاف البيت الأبيض أن بايدن ورئيس الوزراء العراقي "رحبا بعودة الأمن إلى الشوارع" وحثا الزعماء المحليين على الدخول في حوار يتماشى مع الدستور العراقي، وتابع أن بايدن "أشاد بأداء القوات الأمنية العراقية وقدم تعازيه لعائلات ضحايا القتال الأخير"، لكن البيان لم يذكر الصدر بالاسم.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
أسوأ معارك
وشهدت بغداد أسوأ معارك منذ أعوام هذا الأسبوع بعد اشتباك جماعات شيعية متناحرة في العاصمة عقب إعلان زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر أنه سيعتزل السياسة.
تقاعس الزعماء
وقال الصدر إن قراره كان مدفوعاً بتقاعس الزعماء والأحزاب الشيعية الأخرى عن إصلاح نظام الحكم في العراق، وخفت حدة العنف بعدما أمر الصدر أتباعه، الثلاثاء، بإنهاء احتجاجاتهم وسط بغداد، واعتذر إلى العراقيين بعد مقتل العشرات وجرح المئات في اشتباكات بين جماعة مسلحة موالية له وفصائل شيعية منافسة مدعومة من إيران، ودان القتال وأعطى أتباعه أوامر بالانسحاب.
ووقعت الاشتباكات الأخيرة في أعقاب جمود سياسي استمر عشرة أشهر منذ الانتخابات البرلمانية، وحذر الرئيس العراقي برهم صالح من أن الأزمة لم تنته بعد ودعا إلى انتخابات مبكرة.