Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مع اقتراب الشتاء... الأمم المتحدة تلوح بتقليص المساعدات للاجئين السوريين

مخاوف دولية من تفاقم الوضع الكارثي مع انعدام مواد التدفئة وتفشي الكوليرا 

يحث السوريون خطواتهم للحصول على مواد التدفئة شبه المفقودة (اندبندنت عربية)

قرعت المنظمات الدولية الأممية العاملة في سوريا ناقوس الخطر في أعقاب الأوضاع الاقتصادية والصحية الكارثية، وحثت المجتمع الدولي على الالتزام بدوره الإنساني والإسراع بإرسال المساعدات العاجلة وإلا سيزداد الواقع سوءاً مع اقتراب فصل الشتاء. 

البرد على الأبواب

المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين تحتاج وبصورة عاجلة إلى الحصول على مبلغ 271 مليون دولار أميركي لمواصلة تقديم المساعدة للنازحين واللاجئين في سوريا، والدول المضيفة المجاورة حتى نهاية العام الحالي، ومن دون ذلك ستضطر إلى تقليص حجم المساعدات الأساسية والحيوية.

يأتي ذلك النداء في ختام جولة اطلاعية داخل سوريا للمفوض السامي لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي شملت مناطق منكوبة، لافتاً أنظار العالم إلى معاناة قرابة 14.6 مليون شخص ممن هم بحاجة إلى مساعدة داخل البلاد، بمن فيهم 6.9 مليون نازح داخلي، في وقت يعيش نحو 90 في المئة تحت خط الفقر مع نزوح أكثر من 13 مليون شخص في السنوات الماضية، بينما تستضيف خمس دول مجاورة 5.5 مليون لاجئ.

وبالتزامن مع اقتراب فصل الشتاء يحث السوريون خطواتهم للحصول على مواد التدفئة شبه المفقودة، إذ خصصت الحكومة شراء 50 ليتراً لكل عائلة وهي لا تكفي لدرء البرد، مما دفع المواطنين إلى استخدام مصادر جديدة وأحدها التحطيب.

وفي حين سيلجأ ميسورو الحال لشراء كميات إضافية من السوق الموازية بأسعار مضاعفة، سيزداد فيها ثمن ليتر المازوت المنزلي يوماً بعد يوم مع اقتراب شهر أكتوبر (تشرين الأول). وتعزو وزارة النفط على الدوام ندرة الكميات من المازوت المنزلي المدعوم إلى الشح في التوريدات مع صيانة وتأهيل محطات تكرير المواد النفطية إثر دمارها بالحرب. 

مخيمات النزوح

في غضون ذلك يقدر متابعون بالشؤون الإنسانية أن تراجع الوضع الإغاثي ودعم اللاجئين السوريين إن كان على الأراضي السورية أو في بلدان اللجوء المجاورة (لبنان وتركيا والأردن والعراق) يعود إلى طول فترة الحرب المندلعة منذ عام 2011 إلى اليوم من دون أي حل سياسي، في وقت يتحدث الناشط في المجال الإغاثي في الشمال السوري محمد الشيخ عن زيادة العوز بين السوريين في مخيمات النزوح، مع تدني المساعدات الإنسانية القادمة لهم.

ويتابع في حديثه لـ"اندبندنت عربية" إلى الحاجة الماسة إلى مواد التدفئة بالإضافة إلى الغذاء، قائلاً "تحديات لم تنته جعلت الأوضاع أكثر صعوبة لما نسبته ثلاثة ملايين نصفهم من النساء والأطفال وثلاثة في المئة منهم من ذوي الاحتياجات الخاصة". 

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويتابع "بالإضافة لتفشي البطالة والفقر في أرجاء مخيمات تلامس عددها 1500 مخيم يعاني أفرادها فقدان ونقص حليب الأطفال والدواء وكثرة الأمراض المعدية والخطيرة ومحدودية العلاج، علاوة على انخفاض في مادة الطحين وهو أساس القوت اليومي إذا لم يكن الوحيد لدى أهالي المخيمات".

ويتحدث الشاب جابر كما أطلق على نفسه (25 سنة) عن حالات صعبة من العوز يعيشها الناس هناك، حيث عاش لمدة أربع سنوات قبل انتقاله إلى تركيا قبل عام "الأكثر إيلاماً حين يدخل فصل الشتاء، تغرق الخيام بالأمطار وتتساقط الثلوج التي تهدمها، في أحد الأيام ماتت طفلة من شدة البرد أتذكر ذلك اليوم قبل سنوات".

الاستجابة السريعة

أثناء ذلك دعا وكيل الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث في الـ14 من سبتمبر (أيلول) الحالي لتقديم المزيد من التمويل بهدف تلبية الاحتياجات الإنسانية، ونقلت وكالة شينخوا عنه أن خطة الأمم المتحدة تتطلب 4.4 مليار دولار لعام 2022 وتحتاج خطة اللاجئين والصمود الإقليمية لتلبي احتياجات اللاجئين في المنطقة خارج سوريا إلى 6.1 مليار دولار، وهذا يعني الحاجة إلى 10.5 مليار دولار "لقد تحقق تمويل ربع خطة الاستجابة الإنسانية البالغة 6.1 مليار دولار ما نسبته 20 في المئة".

يأتي كل ذلك وسط ظهور إصابات لمرض الكوليرا لم تصب به سوريا منذ عام 2009، لكن الوباء آخذ بالانتشار في الشمال السوري مصيباً العشرات. وأعرب غريفيث عن قلقه من انتشار المرض "نظراً إلى دمار النظام الصحي بسبب سنوات الصراع، هذا التفشي يعد مؤشراً على النقص الحاد في المياه في جميع أنحاء سوريا".

تجديد آلية وصول المساعدات

بالمقابل أرخت الاحتياجات العاجلة للاجئين بظلالها على مناقشات الجلسة الدورية الحالية لمجلس الأمن الدولي، وقد خصصت جانباً منها لمناقشة الأزمة السورية، وتحدثت المندوبة الأميركية الدائمة لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد عن تمويل جديد مقدم من بلادها بقيمة 756 مليون دولار لدعم الاحتياجات الماسة للسوريين "يجب علينا تمديد الآلية في يناير (كانون الثاني) لمدة عام إضافي".

وكان مجلس الأمن تبنى في الـ12 من يوليو (تموز) من العام الحالي القرار (2642) الذي مدد بموجبه تفويض آلية إيصال المساعدات الأممية عبر الحدود من تركيا إلى سوريا لمدة ستة أشهر.

ومن المتوقع أن يكون الشتاء هذا العام أكثر برودة في سوريا حالها كحال دول العالم قاطبة. لكن ثمة رهان على توقيت وصول المساعدات مع توجس من عدم وصولها بسرعة مما قد يزيد من الأزمات التي تصيب حياة النازحين.

المزيد من تقارير