أوردت "دايلي مايل" أن ثمانية جنود من الكتيبة الأولى للحرس حملة القنابل اليدوية في جيش المملكة المتحدة الذين حملوا نعش الملكة إليزابيث الثانية خلال جنازتها جيء بهم من قاعدة جوية عسكرية في العراق تستخدم في محاربة تنظيم "داعش" وسيعادون إلى القاعدة هذا الأسبوع. ويعمل الجنود وغيرهم من أعضاء الكتيبة في حماية القاعدة التي يتمركز فيها جنود من سلاحي الجو البريطاني والأميركي، ويسهمون أيضاً في تدريب قوات الأمن العراقية من ضمن بعثة غير قتالية أرسلها حلف شمال الأطلسي إلى العراق. وكان الثمانية حظوا بكثير من التقدير والثناء لانضباطهم الذي أسهم في دقة تنظيم الجنازة التاريخية التي شاهدها مباشرة عبر وسائل الإعلام مليارات البشر حول العالم.
ونقلت الصحيفة عن مصدر في الجيش البريطاني لم تسمه قوله: "في الأمر تناقض يجد فيه الرجال جاذبية. فلو عملوا فقط في مهام احتفالية، لفقدت حياتهم المهنية بريقها، على ما أعتقد. هم في الأساس وقبل كل شيء جنود مقاتلون". ونشرت صورة لهم يتدربون في العراق في يوليو (تموز) وكانت درجة الحرارة تبلغ 44 درجة مئوية على حد وصفهم. وأصغرهم هو فلتشر كوكس البالغ من العمر 19 سنة، وهو من جيرسي وتخرج أولاً في صفه وهو لا يزال تلميذاً عسكرياً في سن الـ15 وذلك في جزر القنال الإنجليزي وحاز وقتئذ أعلى وسام يمكن أن يحصل عليه متدرب في سنه وهو ميدالية نائب حاكم الأرخبيل. وقال في خطاب تسلم الميدالية إنه يطمح إلى المشاركة في استعراض تكريماً للملكة.
ووفق "دايلي مايل"، حظي الثمانية بتدريب رفيع المستوى على يد السرجنت ميجور دين جونز، الأستاذ في الأكاديمية العسكرية الملكية ساندهيرست حيث تدرب الأمير هاري ضابطاً. وكانت أبرز مهامهم في الجنازة دفن الملكة في ختام المراسم إلى جانب زوجها ووالدها ووالدتها وشقيقتها في المدفن الملكي بكنيسة القديس جورج بقصر وندسور أمام حضور قليل العدد اقتصر على الملك تشارلز الثالث وأقرب أفراد عائلته إليه. وتعد الكتيبة الأبرز من بين كتائب الجيش النظامية وهي أسست عام 1656 لحماية الملك تشارلز الثاني في منفاه أثناء الحرب الأهلية الإنجليزية وقبل توليه العرش في نهايتها. ومن المتوقع أن ينال الثمانية شهادات على دورهم في الجنازة على رغم دعوات إلى منحهم وسام الإمبراطورية البريطانية، على غرار أعضاء في الكتيبة حملوا نعش رئيس الوزراء السابق ونستون تشرشل إلى مثواه الأخير عام 1965.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وعرضت الصحيفة سيراً مختصرة للثمانية، فأوردت أن جيمس باترسون لاعب كمال أجسام، درج على المشاركة في حمل نعوش القتلى بفضل قوته العضلية، وهو درس في مدرسة الملك إدوارد السادس ثم في جامعة وست سافولك. ويتحدر ديفيد ساندرسون من موربيث في نورثامبرلاند، وتخرج في المدرسة الثانوية نفسها كزميله لكنه التحق بكلية المؤسسة العسكرية في هاروغايت. وهو عضو في الفرقة الملكية التابعة للكتيبة، على غرار ما كان جده. ومن شدة تمسكه بالواجب، لم يخبر عائلته عن اختياره للمشاركة في حمل النعش الملكي ولم تعرف عائلته بالأمر إلا حين شاهدت صور الجنازة.
وأفادت "دايلي مايل" بأن لوك سيمبسون، من سيلستون بنوتنغهامشاير، نال ثناء من مدرسيه السابقين في مدرسة أشفيلد لمشاركته في الجنازة. ورحب نادي البلدة لكرة القدم على صفحته على "فيسبوك" بدور سيمبسون واصفاً أداءه أثناء المناسبة بأنه "خلا من أي خلل". أما فلتشر، الأصغر سناً بين الثمانية كما ذكر، فخريج مدرسة غراينفيل قبل أن يلتحق بالمدرسة العسكرية بسن الـ16. أما اللانس سرجنت جايك أورلوفسكي فمحب للكلاب يتحدر من العاصمة لندن. ومن هوايات رايان غريفيث ركوب الأمواج خلال إجازاته من الجيش، في حين تزوج اللانس كوربورال توني فلين في يوليو وهو من ألدرشوت بهامبشاير. أما جونز الذي قاد حملة النعش فمتزوج وأب لطفل.
ولفتت الصحيفة إلى أن اللانس سرجنت أليكس تورنر تقدم حملة النعش موجهاً لهم، في حين شارك 148 بحاراً في سحب عربة المدفع التي نقلت النعش قبل أن يحمله الثمانية. ويعود تقليد استخدام عربة مدفع في الجنازات الرسمية إلى أكثر من قرن، بدءاً بجنازة الملكة فيكتوريا عام 1901، وظهر منذئذ في الجنازات الملكية كلها، إلى جانب جنازتي تشرشل واللورد مونتباتن، آخر حاكم بريطاني للهند والذي كانت والدته إحدى حفيدات الملكة فيكتوريا. وسار عسكريون خدموا في مقار الملكة إليزابيث الثانية قبل وفاتها إلى جانب نعشها، إضافة إلى أعضاء في فرق عسكرية كثيرة من بريطانيا ودول لا تزال تعتبر الملوك البريطانيين رأس الدولة فيها، مثل كندا وأستراليا ونيوزيلندا. وقدر إجمالي عدد العسكريين الذين شاركوا في مختلف مراحل اليوم الوداعي للملكة الراحلة بخمسة آلاف و948 شخصاً، إلى جانب 175 جندياً من بلدان الكومنولث. وكانت الملكة تتولى رمزياً قيادة كتيبة حملة القنابل اليدوية ومن المرجح أن تؤول القيادة الرمزية إلى الملك تشارلز الثالث.