أطلقت كوريا الشمالية، السبت الأول من أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، مقذوفات يُشتبه في أنها صواريخ باليستية، وفق ما نقل خفر سواحل اليابان عن وزارة الدفاع، فيما حذر مسؤولون كبار في القيادة الأميركية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ من هونولولو، من أنه في حال إقدام بيونغ يانغ على تجربة نووية محتملة خلال الأسابيع المقبلة، فإن ذلك سوف "يبدل الوضع" في المنطقة وسيواجه برد أميركي.
وأوضح خفر سواحل اليابان أن مقذوفَين على الأقل أُطلِقا من كوريا الشمالية.
من جهتها نقلت محطة "أن أتش كيه" العامة اليابانية عن مصادر حكومية لم تُسمها أن المقذوفين أنهيا مسارهما خارج المنطقة الاقتصادية الخالصة لليابان.
صاروخ باليستي
وقال خفر السواحل في بيان الساعة 6:47 (21:47 بتوقيت غرينتش) إن "ما يبدو أنه صاروخ باليستي قد أطلِق من كوريا الشمالية". وفي بيان ثان الساعة 7:01، أعلنوا أنه تم إطلاق صاروخ باليستي آخر.
من جانبها، قالت هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة في كوريا الجنوبية، إن كوريا الشمالية أطلقت صاروخاً باليستياً صوب الساحل الشرقي، السبت، في رابع عملية إطلاق تقوم بها بيونغ يانغ، خلال أسبوع، مع تصعيد التوتر في شبه الجزيرة الكورية.
وأجرت كوريا الشمالية عدداً قياسياً من تجارب الأسلحة هذا العام شملت صواريخ باليستية.
وأجرت بيونغ يانغ، الخميس، تجارب صاروخية بعد ساعات على زيارة نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس لكوريا الجنوبية.
وأعلن الجيش في سيول أن كوريا الشمالية أطلقت "صاروخين باليستيين قصيري المدى من مقاطعة سونشون في محافظة بيونغان الجنوبية"، بعيد مغادرة المسؤولة الأميركية.
وفي الأيام التي سبقت وصول هاريس أجرت بيونغ يانغ عمليتي إطلاق لصواريخ باليستية. ويتمركز نحو 28500 جندي أميركي في كوريا الجنوبية للمساعدة في حمايتها من جارتها المسلحة نووياً.
"نزع كامل للسلاح النووي في شبه الجزيرة الكورية"
وأكدت هاريس أن واشنطن وسيول ترغبان بـ"نزع كامل للسلاح النووي في شبه الجزيرة الكورية"، لكنهما "على استعداد لمواجهة أي احتمال".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
واختبرت الدولة الشيوعية أسلحتها النووية ست مرات منذ عام 2006. وكان آخر وأقوى اختبار أجرته في عام 2017- والذي قالت بيونغ يانغ، إنه قنبلة هيدروجينية - ويُقدر بـ250 كيلوطن.
وقالت القيادة الأميركية في منطقة المحيطين الهادئ والهندي، إن الجيش الأميركي على علم بإطلاق كوريا الشمالية صاروخين باليستيين وأضافت أن هذه الوقائع لا تشكل تهديداً مباشراً للأفراد أو الأراضي الأميركية أو لحلفائها.
وقالت القيادة الأميركية في بيان إن "إطلاق الصواريخ يسلط الضوء على التأثير المزعزع للاستقرار لبرامج أسلحة الدمار الشامل والصواريخ الباليستية غير القانونية لكوريا الديمقراطية الشعبية. ولا تزال التزامات الولايات المتحدة الدفاع عن جمهورية كوريا واليابان صارمة".
كما أبلغ خفر السواحل الياباني عما لا يقل عن اختبارين يشتبه بأنهما صاروخان باليستيان أجرتهما بيونغ يانغ. وقال وزير الدولة الياباني للدفاع توشيرو إينو، إن الصاروخين قطعا مسافة تراوحت بين 400 و350 كيلومتراً ووصلا إلى ارتفاع 50 كيلومتراً، مضيفاً أن طوكيو قدمت احتجاجاً ضد كوريا الشمالية عبر القنوات الدبلوماسية.
تحذير أميركي
وتستعد كوريا الشمالية على ما يبدو للقيام بتجربة نووية بعد المؤتمر المقبل للحزب الشيوعي الصني الذي يبدأ في 16 أكتوبر، وفق ما أفاد مسؤول في القيادة العسكرية الأميركية للهند والمحيط الهادئ (إندوباكوم).
وأوضح المسؤول طالباً عدم كشف اسمه، "أعتقد أن احتمال القيام بتجربة مرجح أكثر بعد أسبوع أو أسبوعين على المؤتمر".
ويتوافق هذا الرأي مع ترجيحات أجهزة الاستخبارات الكورية الجنوبية التي ترى أن هذه التجربة النووية الأولى منذ عام 2017 قد تجري بين 16 أكتوبر وانتخابات منتصف الولاية الرئاسية في الولايات المتحدة في السابع من نوفمبر (تشرين الثاني).
وإذ أشار قائد الأسطول الأميركي في المنطقة الأدميرال سام بابارو إلى أنه لم يتم إثبات أي رابط بين تجارب بيونغ يانغ الباليستية الأخيرة واحتمال قيامها بتجربة نووية، أقر بأن مثل هذا التطور سيكون "مصدر قلق شديد". وأضاف، "سيكون ذلك مقلقاً جداً، وسيكون هناك ردّ".
وأوضح أن "الرد سيتم بالتشاور الوثيق مع حليفنا الكوري الجنوبي وسيكون بموجب عقيدة الردع المتكامل التي نتبعها، ويتضمن كل عناصر السلطة الأميركية" الدبلوماسية والعسكرية والاقتصادية.
واعتبر قائد القوات الجوية في المنطقة الجنرال كين ويلسباك أن فكرة امتلاك كوريا الشمالية سلاحاً نووياً مثيرة للمخاوف، خصوصاً وأن نظام بيونغ يانغ لا يعتبر هذا النوع من الأسلحة أداة ردع غير معدّة للاستخدام. ولفت إلى أنهم "هددوا باستخدام هذه الأسلحة ضد جيرانهم وحتى ضد الولايات المتحدة، وهذا غير اعتيادي... الدول الأخرى التي تمتلك هذه الأسلحة لا تتحدث بهذه الطريقة ولا بد أن يثير الأمر مخاوف الجميع".
وقال الجنرال ويلسباك إنه في حال أجرت كوريا الشمالية تجربة نووية، فإن ذلك "سيبدل حتماً الوضع" في المنطقة و"سيكون مصدر قلق للعديد من الدول، أعتقد أن هذا سيقلق حتى الصين وروسيا".
عقيدة جديدة
وفي ظل العقوبات الدولية المفروضة عليها بسبب برامجها العسكرية، أقرت كوريا الشمالية في مطلع سبتمبر (أيلول) عقيدة جديدة تجيز لها تنفيذ ضربات نووية وقائية، بما في ذلك رداً على هجمات بأسلحة تقليدية، مؤكدةً أنها لن تتخلى أبداً عن السلاح النووي.
وأجرت بيونغ يانغ ست تجارب نووية منذ عام 2006، كان آخرها في عام 2017 وكانت التجربة الأقوى إذ بلغت قوتها 250 كيلوطن. وتحدثت بيونغ يانغ حينها عن قنبلة هيدروجين.
وأظهرت صور عبر الأقمار الاصطناعية في الأشهر الأخيرة مؤشرات إلى نشاط في نفق داخل موقع بونغيي-ري للتجارب النووية.
وأكدت بيونغ يانغ أنها دمّرت هذا الموقع في عام 2018 قبل قمة تاريخية بين كيم والرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب شكّلت بداية لمرحلة حوار لم تدم طويلاً ولم تأتِ بنتيجة.
وبمواجهة خطاب بيونغ يانغ الحربي، استأنفت الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية مناوراتهما المشتركة المعلقة منذ عام 2018 بسبب وباء "كوفيد-19" والتقارب الدبلوماسي العابر بين سيول وبيونغ يانغ.