حل رئيس وزراء ماليزيا إسماعيل صبري يعقوب اليوم الإثنين، العاشر من أكتوبر (تشرين الأول)، البرلمان تمهيداً لإجراء انتخابات باكرة، في محاولة لإعادة الاستقرار السياسي للبلد الذي يحاول التعافي من تداعيات تفشي "كوفيد-19" وفضيحة فساد بمليارات الدولارات.
ولم يحدد بعد أي تاريخ للانتخابات، غير أن الدستور ينص على إجرائها خلال 60 يوماً عقب حل البرلمان.
وكان من المقرر أن تنظم الانتخابات في سبتمبر (أيلول) 2023، لكن يعقوب واجه ضغوطاً كبيرة من داخل حزبه، المنظمة الوطنية الماليزية المتحدة، لحل البرلمان وتأمين تفويض قوي عبر إجراء انتخابات باكرة.
وكانت المنظمة الوطنية الماليزية المتحدة تحظى بأغلبية ضئيلة في البرلمان الذي حله يعقوب الإثنين.
وقال رئيس الوزراء في خطاب تلفزيوني بعد لقائه السلطان عبدالله "التقيت الملك أمس وطلبت موافقته على حل البرلمان، ووافق على طلبي اليوم".
وأضاف، "آمل أن يستخدم الناس أصواتهم بحكمة للتصويت من أجل الاستقرار والنمو الاقتصادي والوئام في البلد" الواقع جنوب شرقي آسيا وذي الأغلبية المسلمة والتعدد العرقي.
وجاء حل البرلمان بعد أيام من إعلان الحكومة موازنة تضمنت مليارات الدولارات كمساعدات نقدية وخفض لضرائب الدخل الفردي.
وتشهد ماليزيا حالاً من الاضطراب السياسي منذ الانتخابات الوطنية الأخيرة التي أجريت عام 2018 وأفضت إلى تولي مهاتير محمد رئاسة الوزراء وهزيمة رئيس الحكومة المنتهية ولايته نجيب رزاق من المنظمة الوطنية الماليزية المتحدة التي حكمت البلاد 60 عاماً.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ودين رزاق لاحقاً بالفساد بعد محاكمة مطولة وبدأ بقضاء عقوبة السجن مدة 12 عاماً في أغسطس (آب) ضمن مجموعة أولى من التهم، فيما يواجه أخرى قد تبقيه في السجن فترة أطول.
وتلاشت سريعاً الآمال بالاستقرار بعد رحيل رزاق، إذ انهارت حكومة مهاتير بعد 22 شهراً، وخلفه مساعده السابق محيي الدين ياسين، غير أن الغضب الشعبي المتزايد حيال إدارته لأزمة تفشي "كوفيد-19" أرغمه على الاستقالة بعد أقل من عامين من توليه رئاسة الوزراء، وعندها عين إسماعيل رئيساً جديداً لحكومة ماليزيا.
وكانت ولاية إسماعيل هادئة نسبياً بعد أن وقع هدنة مع المعارضة الماليزية سمحت للحكومة بالتركيز على التعافي بعد الجائحة.
ويعتقد محللون أن الانتخابات قد تمنح تفويضاً أقوى للحكومة المقبلة لمدة خمس سنوات، ويقول الأستاذ في الدراسات الآسيوية في جامعة "تاسمانيا جيمس شين" لوكالة الصحافة الفرنسية، "تكمن أهمية هذه الانتخابات في أنها أول انتخابات عامة منذ جائحة ’كوفيد-19‘ ولذلك فهي انتخابات لاختيار حكومة تعيد ماليزيا للاستقرار السياسي".
وأضاف، "الناس يبحثون عن الاستقرار السياسي وسئموا وتعبوا من الحكومات الثلاث التي عرفتها ماليزيا منذ العام 2018، ويدرك الناس أن الحكومة أو البلد بحاجة إلى الاستقرار السياسي من أجل التقدم".