"لا تقلق يا عزيزي" Don’t Worry Darling، فيلم هوليوودي جديد توقع له كثيرون النجاح، لكن الخلافات المزعومة بين أبطاله حكمت عليه مسبقاً حتى قبل وصوله إلى صالات السينما في سبتمبر (أيلول) الماضي. أوراق حضانة الأطفال تسلم على الملأ إلى الأم أثناء تقديمها عرضاً على خشبة المسرح. مقطع فيديو يزعم أن هاري ستايل بصق على كريس باين، أو ربما لم يقم بذلك. والآن حديث يدور عن أكثر صلصة سلطة إثارة للجدل في عالم الأضواء.
يوم الإثنين الماضي 17 أكتوبر (تشرين الأول) قدمت مربية أطفال كانت تعمل سابقاً لصالح الممثلين أوليفيا وايلد وجيسون سوديكيس سلسلة من الادعاءات ضد الثنائي السابق - وحول علاقة وايلد اللاحقة بالمغني والممثل هاري ستايلز - لصحيفة "ديلي ميل". تمت الإشارة في الادعاءات بشكل متكرر إلى "صلصة السلطة الخاصة" الغامضة التي كانت تحضرها وايلد، وأرفقت المربية لقطات شاشة لرسائل تزعم أنها تبادلتها مع الثنائي المشهور. حتى الآن، هذه مادة مثالية لجدل الإنترنت. على كل، ما حدث في التالي يمثل نقطة تحول فيما كان من الممكن أن يكون فضيحة مشاهير عادية تستحق الثرثرة. وسط مزاعم المربية، وحد وايلد وسوديكيس موقفهما لإصدار بيان مشترك ضدها.
كتب الثنائي السابق: "كأبوين، من المؤرق جداً معرفة أن المربية السابقة لطفلينا الصغيرين اختارت توجيه اتهامات علنية كاذبة ومخزية عنا. للأسف، وصلت حملتها المستمرة منذ 18 شهراً للإساءة إلينا، وكذلك إلى أحبائنا وأصدقائنا المقربين وزملائنا، إلى ذروتها. سنواصل التركيز على تربية طفلينا وحمايتهما، بينما نأمل بصدق أن [المربية] ستختار الآن ترك أسرتنا وشأنها".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
دعونا نرجع بالحكاية إلى الوراء قليلاً. في نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2020، أعلن وايلد وسوديكيس، ولديهما طفلان، انفصالهما بعد علاقة استمرت تسع سنوات. في ذلك الوقت، كانت وايلد منشغلة بتصوير فيلم "لا تقلق يا عزيزي" الذي يشاركها بطولته كل من ستايلز وفلورنس بيو. بعد شهرين، أعلن وايلد وستايلز ارتباطهما، مما أدى إلى تقارير متضاربة حول التسلسل الزمني للأحداث. انهارت علاقة هوليوودية ذهبية وتشكلت واحدة أخرى. تسلمت وايلد أوراق حضانة طفليها على الملأ، بينما كانت على المسرح تناقش فيلمها الجديد في حدث سينمائي في أبريل (نيسان)، وبعد ذلك ظهرت إشاعات عن الخلافات بين وايلد وبيو حول علاقتها بستايلز، ولا عجب أن كل ذلك طغى على "لا تقلق يا عزيزي".
على كل، وعلى رغم ما سلف، فإنه يمكننا فهم شيء ما من حقيقة أن وايلد وسوديكيس اجتمعا على رأي واحد في مواجهة مربية الأطفال. بعد أشهر من الحدة الواضحة، توحد الشريكان السابقان من أجل حماية طفليهما.
هذا وضع غير عادي. عادة، عندما يتدخل طرف ثالث في الانفصال – عشيق ربما، أو حبيب سابق مهجور أو حماة ساخطة - فإنه يخلق نزاعاً. أياً كان هذا الطرف الثالث، من المتعارف عليه أنه سيزيد انقسام الشريكين السابقين بدلاً من تقريبهما. على كل، في حالة وايلد وسوديكيس، يبدو أن المربية قد وفرت لهما فرصة لإيجاد أرضية مشتركة وعدو مشترك: شخص ستكون مواجهته أسهل من مواجهة بعضهما البعض. على الأقل، يبدو الأمر هكذا.
تقول أخصائية علم نفس العلاقات مادلين ميسن رونتري: "يمكن أن يسهم إشراك طرف ثالث في إعادة توحيد الثنائيات... يمكنني القول إن هذا محتمل بالتأكيد، لأن الناس عادة، الثنائيات في هذه الحالة، يتحدون ضد تهديد أكبر محسوس".
مع ذلك، تصبح الأمور أكثر تعقيداً، إذا أخذنا في عين الاعتبار ديناميات جنس الأشخاص المعنيين هنا. يعد الانقسام بين وايلد وسوديكيس أحدث حلقة في مسلسل طويل من انفصالات المشاهير من جنسين متباينين، حيث يتم إلقاء لائمة الانفصال على المرأة. في حالة براد بيت وجنيفر أنيستون مثلاً، هجمت وسائل الإعلام على أنجلينا جولي على رغم حقيقة أن بيت هو المتهم بالخيانة.
نفت وايلد خيانة سوديكيس مع ستايل، تماماً مثلما أنكر بيت وجولي وجود علاقة غرامية بينهما، بينما كان بيت لا يزال متزوجاً. على كل، في هذه الحالة، لم يعتبر ستايل شريراً على غرار جولي في القصة. لقد اعتبرت وايلد هي الخبيثة. وحتى في الوضع الحالي، عندما دخلت المربية السابقة لطفليها على الخط، انتقل كامل اللوم إلى امرأة مختلفة تماماً. ليس من قبيل المصادفة أنه بعد ساعات من نشر المقابلة مع المربية، ألقت وايلد خطاباً أشارت فيه إلى "كراهية النساء المؤذية التي تحدد هذه الصناعة".
يصبح التأثير الدائم لكل هذا معقداً بالمعنى القانوني، لا يكون إشراك طرف ثالث مفيداً دائماً لأي من الوالدين عندما يتعلق الأمر بحضانة الأطفال. يوضح جيمس ماغواير، الشريك والمؤسس لمكتب ماغواير للمحاماة المتخصص بشؤون الأسرة أنه في إنجلترا، قد يدفع تقديم طرف ثالث مزاعم ضد الثنائي المعني القاضي إلى الأمر بما يسمى جلسة استماع "لتقصي الحقائق".
يضيف "الغرض من ذلك هو أن يقرر القاضي في جلسة استماع موقتة (استناداً إلى الأدلة) ما حدث، ويتوصل إلى نتائج ضمن هذا السياق. في هذه الحالة، كما أفهم، قدمت المربية مزاعم ضد كلا الطرفين، وهذا يجعل القضية أكثر تعقيداً".
مع ذلك، يقول ماغواير إن المبادئ نفسها ستطبق في إنجلترا، موضحاً: "ما هي النتائج التي يجب التوصل إليها لتحديد ما هي الحقيقة، قدر استطاعة المحكمة، وهل هذه المزاعم/ النتائج تؤثر على قضايا متعلقة بسلامة الطفل، وإذا كان الأمر كذلك، فإلى أي مدى؟ المشكلة التي قد تواجه القاضي هي أنه في ظل وجود أبوين (متحاربين) يوجهان ادعاءات ضد بعضهما ويتبادلان الاتهامات، يمكن أن يضيع الأطفال في كل هذا. في بعض الأحيان، قد يشعر القاضي أنه يجب تمثيل الطفل تمثيلاً منفصلاً خاصاً به عن طريق وصي".
في كل الأحوال، تصبح الأمور أكثر تعقيداً عندما يكون الآباء تحت أنظار الجمهور. يوضح عالم النفس العيادي مارك هيكستر: "هذه الفئة من العلاقات تختلف كثيراً عن العلاقات غير الشهيرة. المشكلة في علاقات المشاهير هي أن هناك بالفعل طرفاً ثالثاً معنياً منذ البداية، وهو (العالم الخارجي): المعجبون ووسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي".
في غمرة كل هذه الظروف، يوضح هيكستر أن علاقة المشاهير تواجه بالفعل تحديات إضافية. ويتابع "لكن في حالة وجود نية خبيثة تأتي من طرف ثالث مثل مربية الأطفال، يمكنني تخيل أنه من المحتمل أن يدفع هذا الأمر الثنائي إلى الرغبة في السيطرة على الثغرات وحماية نفسيهما. في عالم المشاهير، على رغم ذلك، ربما تكون الثنائيات الأكثر تحصناً هي فقط القادرة على النجاة من الهجمات الخارجية التي يشنها آخرون محيطون بها".
© The Independent