يزداد القلق حيال مصير صحافيتين إيرانيتين تقبعان في السجن بعد أن أسهمتا في تسليط الضوء على وفاة مهسا أميني، بينما يفيد نشطاء حالياً بأنهما استهدفتا في حملة تصورهما على أنهما جاسوستان.
واعتقلت كل من نيلوفر حامدي وإلهة محمدي في بداية التظاهرات التي اندلعت في أعقاب وفاة أميني بعد توقيفها من قبل "شرطة الأخلاق" الإيرانية.
وكانت حامدي مراسلة صحيفة "شرق" الإيرانية من المستشفى حيث بقيت أميني في غيبوبة امتدت ثلاثة أيام قبل وفاتها وأوقفت في 20 سبتمبر (أيلول)، بحسب عائلتها.
أما محمدي، فهي مراسلة لصحيفة "هم ميهن" وتوجهت إلى بلدة أميني سقز في كردستان (شمال غربي) لتغطية جنازتها التي تحولت يومها إلى إحدى أولى التظاهرات واعتقلت في 29 سبتمبر.
مزاعم ومطاردات
ولا تزال الصحافيتان في سجن إيفين في طهران، بحسب منشورات لعائلتيهما على وسائل التواصل الاجتماعي وهما من بين 51 صحافياً اعتقلوا في إطار الحملة الأمنية الواسعة التي رافقت الاحتجاجات، بحسب لجنة حماية الصحافيين ومقرها نيويورك وتأكد إطلاق سراح 14 منهم فقط بكفالة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأعرب مركز حقوق الإنسان في إيران (يتخذ من نيويورك مقراً) في بيان عن "قلقه البالغ" حيال وضع الصحافيتين، وقال "يتم اعتقالهما من دون إمكانية وصولهما إلى المعايير المعترف بها دولياً بالإجراءات القانونية الواجبة"، ويمكن أن "تواجها عقوبة السجن لأعوام إذا تمت إدانتهما".
واتهمت الاستخبارات الإيرانية الأسبوع الماضي السيدتين بأنهما عميلتان أجنبيتان واعتبرت أن وضعهما كصحافيتين ليس إلا "غطاء" وزعم بيان بأنهما خضعتا لبرامج تدريبية خارجية وسعيتا عبر تغطيتهما للأحداث إلى تحريض عائلة أميني والمتظاهرين الذين خرجوا بعد جنازتها، مضيفاً أنهما "كانتا أول مصدرين لفبركة هذه الأخبار للإعلام الأجنبي".
ولفت مركز حقوق الإنسان بدوره إلى أن البيان "كان مشبعاً بالمزاعم غير المدعومة بالأدلة" بما في ذلك الاتهام بأن حامدي نشرت صورة لأميني على "تويتر" انتشرت على الإنترنت بشكل واسع.
قد تواجهان الإعدام
وأفاد مدير مركز حقوق الإنسان في إيران هادي قائمي بأن "هذه المطاردة الشعواء عبارة عن محاولة جبانة من النظام الإيراني لإلصاق إخفاقاته بصحافيتين لصرف الأنظار عن سياسات القمع التي تمخضت عنها الحركة الاحتجاجية العفوية والمتنامية في البلاد".
وأضاف أن "إيران تتوقع أن ينصرف انتباه العالم عن القمع الدامي للتظاهرات لتتمكن من القتل والتنكيل والاعتقال وتشويه سمعة أبرياء مثل هاتين السيدتين".
وذكرت لجنة حماية الصحافيين أن بيان أجهزة الاستخبارات الإيرانية يعني أن الصحافيتين ربما "تواجهان عقوبة الإعدام في حال تم توجيه تهمة التجسس إليهما وإدانتهما بها".
والأحد، وقّع أكثر من 300 صحافي ومصور صحافي إيراني بياناً ينتقد السلطات "لتوقيفها زملاء وتجريدهم من حقوقهم المدنية بعد اعتقالهم".