أظهرت إحصاءات رسمية بريطانية أن أكثر من 40 ألف مهاجر عبروا القنال الإنجليزي إلى المملكة المتحدة هذا العام.
تأتي هذا الأنباء بعد الكشف عن عبور نحو ألف شخص على متن قوارب صغيرة يوم السبت الفائت، وهي المرة الأولى هذا الشهر التي يتم فيها الكشف عن مهاجرين متسللين عبر الحدود البحرية. وقد تم تقسيم هؤلاء بحسب البيانات الحكومية، على 22 قارباً فقط.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
يُشار إلى أن عمليات عبور القنال واصلت وتيرتها التصاعدية خلال الأعوام الأخيرة، على رغم محاولات المملكة المتحدة تضييق الخناق على رحلات التسلل، وتعزيز إجراءات الأمن على طول الحدود الفرنسية.
وتبين الإحصاءات أن عدد المهاجرين هذا العام هو حتى الآن أعلى بآلافٍ من العدد المسجل عام 2021 بكامله، على رغم خطط الحكومة إرسال طالبي اللجوء إلى رواندا للنظر في طلباتهم، واعتبار عبور القنال عملاً غير قانوني.
ناشطون في مجال الدفاع عن حقوق المهاجرين دعوا الحكومة البريطانية إلى فتح مزيد من الطرق الآمنة والقانونية لطالبي اللجوء، لمنع الأشخاص من القيام بأعمال التسلل هذه المحفوفة بالمخاطر، والاتكال على مهربي البشر للوصول إلى المملكة المتحدة.
وأظهرت أرقام وزارة الدفاع البريطانية أن 972 شخصاً كانوا قد عبروا القنال الإنجليزي يوم السبت الفائت، وهي المرة الأولى التي تم فيها رصد وصول مهاجرين منذ نحو أسبوعين.
وهذا يعني أنه تم حتى الآن الكشف عن عبور 40885 شخصاً القنال هذا العام، بما في ذلك تحقيق رقم قياسي بوصول 1295 مهاجراً في يوم واحد فقط في أغسطس (آب) الماضي.
وبحسب الإحصاءات، فقد وصل نحو 33800 شخص إلى المملكة المتحدة منذ أن أعلنت وزيرة الداخلية السابقة بريتي باتيل عن خطط لإرسال طالبي لجوء إلى رواندا، قبل نحو 7 أشهر، في محاولة لردع الناس عن عمليات العبور.
وفي مقال نشرته صحيفة "ذا صنداي تلغراف" يوم الأحد الفائت، نُقل عن وزير الدولة لشؤون الهجرة نية الحكومة وضع خطط لاحتواء المنحى التصاعدي لعمليات العبور غير الشرعي إلى البلاد عبر القوارب الصغيرة.
وأصر الوزير روبرت جينريك على ضرورة إجراء مزيد من التسويات الأساسية لإزالة "عامل الجذب" لأولئك الذين يشقون طريقهم إلى المملكة المتحدة على متن هذه القوارب.
كما لفت إلى أن العلاقات الوطيدة مع الفرنسيين تشكل عاملاً حيوياً لردع الأفراد "الذين يحاولون الالتفاف على الإجراءات المعمول بها". وفي هذا الإطار، أعلنت الحكومة البريطانية قبل بضعة أيام، أنه يتم النظر في اتفاق جديد مع فرنسا (يتعلق بالنقاط التي تعبر منها الزوارق الصغيرة القنال الإنجليزي) في شأن عبور المهاجرين، وأنه أصبح في مراحله النهائية.
وتعهد وزير الدولة لشؤون الهجرة أيضاً بالنظر في توسيع خطة ترحيل طالبي اللجوء إلى رواندا، المثيرة للجدل.
وكان قد تم الإعلان الأسبوع الماضي عن إطلاق تحقيق للنظر في ما إذا كان رفض الحكومة القيام بمراجعة طلبات اللجوء المقدمة من الأشخاص الذين يصلون على متن قوارب صغيرة، يشكل انتهاكاً للقانون الدولي. فمنذ بداية العام الماضي، أعلنت الحكومة أن مثل هذه المطالبات تُعد "غير مقبولة" في حال عبور الأشخاص دولة أخرى آمنة، قبل وصولهم إلى المملكة المتحدة. وسيبحث التحقيق أيضاً في قانونية صفقة رواندا والمعاملة التي يحظى بها طالبو اللجوء في بريطانيا.
تأتي هذه الأنباء في وقت تسود مخاوف في شأن الظروف المعيشية الراهنة في مركز مانستون لمعالجة طلبات اللجوء، الذي وردت في شأنه تقارير تفيد عن حالات من الاكتظاظ والمرض.
© The Independent