لا تزال ردود الأفعال المتضامنة مع ضحايا أطفال مرضى السرطان الذين قضوا بعلاج منتهي الصلاحية في صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين تتوالى، ليصل صداها إلى أوروبا في فاعلية تضامنية تذكر بالمأساة الإنسانية المروعة.
وأخيراً أضاء المنتدى السويدي للحقوق والتنمية بالتعاون مع منظمة أنقذوا الأطفال (Save the Children) والائتلاف اليمني للنساء المستقلات، الشموع، تضامناً مع أرواح أطفال سرطان الدم بالعاصمة صنعاء، الذين قتلوا جراء حقنهم بدواء كيماوي منتهي الصلاحية صرفته وزارة الصحة والسكان في حكومة الحوثيين، غير المعترف بها.
حق التضامن
وقالت رئيسة الائتلاف اليمني للنساء المستقلات، وسام باسندوة، إن الفاعلية وما تحمله من رمزية إنسانية تأتي ضمن سلسلة فعاليات تقام في أوروبا وبأشكال مختلفة للتذكير بأطفال السرطان الذين قتلهم الحوثيون بدم بارد من خلال حقنهم بعلاج مهرب منتهي الصلاحية.
وأضافت أن الفاعلية "محاولة لتعريف العالم بهذه الجريمة التي صدمت العالم كما صدمت أهالي الضحايا، الذين كان أطفالهم يتلقون العلاج على أمل الشفاء، وهي جرائم حوثية مركبة تبدأ من تهريب الأدوية وسرقة المساعدات الإنسانية، وكذا المتاجرة بأدوية منتهية في سبيل الكسب المادي الذي تستميت الميليشيات للحصول عليه بشتى السبل".
وكان نحو 10 من أطفال مرضى السرطان قد قتلوا في العاصمة صنعاء الشهر الماضي، بعد حقنهم بجرعة علاج كيماوي منتهية الصلاحية، إذ أقدمت جماعة الحوثي على تزييف تاريخ الصلاحية وتم صرفها في مستشفى الكويت بالعاصمة صنعاء للأطفال المصابين بالسرطان، مما أدى إلى تسمم ووفاة العشرات.
العالم نحو أطفال اليمن
عن أثر الفاعلية التي شارك فيها العشرات من الأطفال، تؤكد باسندوة أن الفاعلية وجدت تفاعلاً كبيراً كون الفكرة تشابه فاعلية التضامن مع أطفال أوكرانيا، وتم فيها توزيع نشرات تعريفية باللغات الإنجليزية والسويدية والعربية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأوضحت أن هذه المناسبة تأتي ضمن عديد من الفعاليات والأنشطة التي يقوم بها المنتدى السويدي والائتلاف اليمني للنساء المستقلات في أوروبا، للتنديد والتعريف بجرائم ميليشيات الحوثي التي ترتكبها في حق اليمنيين بخاصة الأطفال والنساء.
وأثارت الحادثة ردود فعل غاضبة في البلاد قبل أن يتردد صداها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وسط دعوات بمحاسبة المسؤولين وإنقاذ ملايين الأطفال الذين باتوا يدفعون ضريبة الحرب الباهظة وطالبت بفتح تحقيق دولي في القضية، الأمر الذي دفع السلطات الصحية التابعة للحوثيين إلى إصدار توضيحات تحاول النأي بنفسها عن تهم بيع العلاج القاتل.
ونقلت وكالة سبأ التابعة للجماعة المدعومة من إيران، عن وزارة الصحة العامة والسكان، قولها إنه توفي "10 أطفال من أصل 19 طفلاً تتراوح أعمارهم بين ثلاث و15 سنة من المصابين بسرطان الدم".
تورط قادة حوثيين
وأرجع حقوقيون وناشطون مسؤولية الحادثة نتيجة لاستهتار مسؤولي الصحة في الحكومة الحوثية وغياب الرقابة الكافية واللازمة للتأكد من صلاحية الأدوية المستخدمة داخل المستشفيات.
وحينها، ألقى وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باللوم على الحوثيين، متهماً إياهم "بتوزيع كمية من الأدوية الفاسدة على المستشفيات بعد التلاعب بتاريخ الانتهاء".
وناشد في تغريدة على "تويتر" المجتمع الدولي بفتح تحقيق عاجل في الحادثة، والتصدي لـ"عمليات تهريب الأدوية الفاسدة ومنتهية الصلاحية عبر شركات يملكها قيادات في الحوثي".