أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الثلاثاء 23 نوفمبر (تشرين الثاني)، أن إيران تخصب اليورانيوم بنسبة نقاء تصل إلى 60 في المئة وهي النسبة القريبة من الدرجة اللازمة لصنع أسلحة، وذلك لأول مرة في منشأة فوردو الواقعة تحت الأرض، مضيفة أن إيران تخطط أيضاً لزيادة قدرتها على التخصيب على نحو كبير.
وقالت إيران، في وقت سابق الثلاثاء، إنها بدأت في تخصيب اليورانيوم بنسبة تصل إلى 60 في المئة في موقع ثان هو فوردو بعد أن نفذت ذلك بالفعل في محطة تجريبية فوق الأرض في نطنز منذ أكثر من عام. وفي تلك المحطة تعمل سلسلتان من أجهزة الطرد المركزي المتقدمة في تخصيب اليورانيوم إلى ذلك المستوى.
وتأتي الخطوة الإيرانية الأخيرة رداً على قرار أصدره مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي يضم 35 دولة، في الأسبوع الماضي، الذي يأمر إيران بالتعاون مع تحقيق تجريه الوكالة منذ سنوات حول مصدر جزيئات يورانيوم عثر عليها في ثلاثة مواقع غير معلن عنها.
وقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في بيان "قال المدير العام رافائيل ماريانو غروسي اليوم إن إيران بدأت في إنتاج يورانيوم عالي التخصيب - سادس فلوريد اليورانيوم المخصب بنسبة تصل إلى 60 في المئة- باستخدام سلسلتين من أجهزة الطرد المركزي (آي.آر-6) الموجودة في محطة فوردو لتخصيب الوقود، إضافة إلى إنتاج (تخصيب يورانيوم) من هذا القبيل يحدث في نطنز منذ أبريل (نيسان) 2021".
ويلخص البيان تقريراً سرياً مرفوعاً إلى الدول الأعضاء اطلعت عليه "رويترز" حول مختلف الخطوات التي اتخذتها إيران أو التي تنوي اتخاذها في موقعي التخصيب في فوردو ونطنز.
ولا تملك إيران سوى ست سلاسل من أجهزة الطرد المركزي "آي.آر-6" تعمل في ثلاث محطات تخصيب في فوردو ونطنز. ويقول دبلوماسيون، إن أجهزة الطرد المركزي آي.آر-6 هي الطراز الأحدث الذي تستخدمه إيران على هذا النطاق.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، إن إيران تعتزم استخدام 14 سلسلة إضافية من أجهزة الطرد المركزي "آي.آر-6" في فوردو ستحل ست منها محل الجيل الأول "آي.آر-1". وأضافت أن هذه الأجهزة ستخصب إلى ما يصل إلى خمسة في المئة أو ما يصل إلى 20 في المئة.
ومع ذلك فإن إيران تخطط على المدى البعيد لتوسيع هائل لمحطتها لتخصيب الوقود تحت الأرض على نطاق تجاري في نطنز حيث تنصب وتشغل مزيداً من سلاسل أجهزة الطرد المركزي المتطورة.
وقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية "تواصل إيران تطوير أنشطتها لتخصيب اليورانيوم في محطة تخصيب الوقود في نطنز وتعتزم الآن تركيب ثاني مبنى إنتاجي قادر على استيعاب أكثر من مئة سلسلة من أجهزة الطرد المركزي".
إدانة دولية
ودانت لندن وباريس وبرلين، الثلاثاء، توسيع إيران برنامجها النووي، قائلة إنه ليس لديه "مبرر مدني معقول" وإنه "تحد للنظام العالمي لعدم انتشار" الأسلحة النووية.
وأضافت الحكومات الثلاث أنه من خلال بدء إنتاج اليورانيوم المخصب بنسبة تصل إلى 60 في المئة في مجمعها في فوردو "اتخذت إيران خطوات مهمة أخرى في تقويض خطة العمل الشاملة المشتركة" في إشارة إلى الاتفاق النووي الذي أبرم في العام 2015.
وأشارت إلى أن إيران، من خلال إنتاج اليورانيوم المخصب بنسبة تصل إلى 60 في المئة في مجمع فوردو، تتحدى حظر الانتشار العالمي للأسلحة النووية.
وتابعت "هذه الخطوة التي تنطوي على أخطار كبيرة تتعلق بانتشار (الأسلحة النووية)، ليس لها أي مبرر مدني معقول". وقالت "سنواصل التشاور مع الشركاء الدوليين في أفضل السبل لمواجهة التصعيد النووي الإيراني المستمر".