قال رئيس الوزراء الباكستاني السابق عمران خان، اليوم السبت 26 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، في أول ظهور علني له منذ إصابته بهجوم مسلح في وقت سابق هذا الشهر، إنه سيلغي مسيرته احتجاجية إلى إسلام آباد لأنه يخشى من أن تتسبب في إحداث فوضى بالبلاد. وفقاً لرويترز.
ونظم خان احتجاجات في أنحاء البلاد للضغط على الحكومة لإجراء انتخابات مبكرة منذ إطاحته من السلطة في أبريل (نيسان). وكانت التظاهرات ستصل إلى ذروتها بمسيرة إلى إسلام آباد، مما هدد بتفاقم الفوضى السياسية في الدولة المسلحة نوويا والتي تكافح أزمة اقتصادية.
وفي كلمة ألقاها خلال تجمع لآلاف المؤيدين في مدينة روالبندي القريبة من العاصمة، قال خان "قررت ألا أذهب إلى إسلام آباد لأنني أعلم أنه ستحدث فوضى وستكون الخسائر من نصيب الدولة".
وشُددت الإجراءات الأمنية لظهور خان. وقال مسؤول بالشرطة للقناة التلفزيونية المحلية "جيو تي في" إن 10 آلاف من رجال الأمن نُشروا من أجل الحدث، مع تمركز قناصين في عدة نقاط لتأمينه.
وكان هجوم الثالث من نوفمبر الذي أصيب خلاله رئيس الوزراء السابق في ساقيه، أحدث تطور في أشهر الاضطرابات السياسية التي بدأت خلال أبريل (نيسان) عندما أطيح خان بتصويت لحجب الثقة في البرلمان.
وأصيب خان بالرصاص في ساقه في وقت سابق هذا الشهر عندما تعرضت مسيرته الاحتجاجية المناهضة للحكومة والمتجهة إلى إسلام اباد لهجوم في شرق البلاد، فيما قال عنه معاونوه إنها محاولة واضحة لاغتياله من منافسيه.
وقال خان إن رئيس الوزراء شهباز شريف ومسؤول عسكري كبير خططا لاغتياله، ولكن الحكومة والجيش أنكرا التورط في الأمر. ودعا شريف لإجراء تحقيق يتسم بالشفافية. واعتُقل شخص واحد على خلفية الحادث وقال إنه تصرف من تلقاء نفسه وبمفرده.
واليوم السبت، وصل خان إلى المنصة مستعينا بإطار مشي وخاطب الحشد من خلف زجاج مضاد للرصاص. وقال إن عدة مصادر أمنية أبلغته بأن حياته لا تزال مهددة.
وقال خان إنه يستشير حزبه، حزب حركة الإنصاف الباكستانية، حول إمكانية الاستقالة من جميع المجالس الإقليمية في تحرك جديد للضغط من أجل إجراء انتخابات مبكرة. واستقال الحزب بالفعل من البرلمان الاتحادي، ولكنه يظل في السلطة في إقليمين ووحدتين إداريتين.
اقتصاد مزر
صقر أحمد، خياط يبلغ من العمر 32 عاماً، من بين الآلاف الذين حضروا خطاب خان على منصة مغطاة باللافتات التي تصور قبضة مشدودة تكسر أغلالاً.
وقال أحمد الذي أغلق متجره للحضور، إن الوضع الاقتصادي المزري لباكستان مع التضخم المتسارع وهبوط الروبية جعل الحياة "لا تطاق".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأضاف لوكالة الصحافة الفرنسية "نأمل أن يدخل خان بعض الإصلاحات وأن يتحسن الوضع".
يحظى خان بدعم قوي من أنصاره، لكنه ألقى خطابه، السبت، على بعد مئات الأمتار من الحشد الذي راوح عدده بين 25 و30 ألفاً، مفصولاً عنه بأسلاك شائكة وعناصر شرطة.
محاولة الاغتيال
في محاولة الاغتيال، فتح مسلح النار من مسافة قريبة بينما كانت شاحنة خان المكشوفة تشق طريقها عبر شارع مزدحم.
وقال مسؤول في الشرطة، إن المباني المطلة على موقع المسيرة تم تفتيشها ليلاً بينما انتشر قناصة على أسطح المنازل لاستطلاع المؤيدين ومعظمهم من الذكور وهم يلوحون بالأعلام الحمراء والخضراء.
كان خان نفسه محاطاً بحشد من الحراس الشخصيين في جميع الأوقات، بينما عطلت شبكة الهاتف المحمول في المنطقة المجاورة.
وفرضت السلطات إجراءات أمنية مشددة حول إسلام آباد لمنع أنصار خان من السير إلى المباني الحكومية، مع انتشار آلاف من أفراد الأمن وإغلاق طرق بحاويات شحن.
وتحولت الاحتجاجات التي قادها خان في مايو (أيار) إلى 24 ساعة من الفوضى، مع حصار العاصمة واشتباكات في كل أنحاء باكستان بين الشرطة ومتظاهرين.
وقال خان في التجمع الحاشد، السبت، إنه لن يدعو أنصاره لدخول العاصمة.
"إنذار أحمر" وتبادل اتهامات
أصدر وزير الداخلية رانا صنع الله الذي قال خان إنه متورط في مؤامرة الاغتيال، "إنذاراً أحمر"، الجمعة، محذراً من تهديدات أمنية للتجمع.
وذكر حركة "طالبان" باكستان وتنظيم "القاعدة" ضمن الجماعات المتطرفة التي يمكن أن تستهدف خان.
وتقول الحكومة، إن محاولة الاغتيال نفذها مسلح مدفوع باعتبارات دينية ألقت القبض عليه، مع تسريب الشرطة فيديو "اعترافات" لصاحب متجر خردة يقول فيه، إنه أقدم على ذلك لأن خان يعادي الإسلام.
لكن خان، نجم الكريكت الدولي السابق الذي كان يتمتع بسمعة زير نساء قبل أن يتزوج، أشار إلى أنه حذر قبل فترة طويلة من أن الحكومة ستلقي باللوم على متعصب ديني في أي محاولة لقتله.
واتهم خان رئيس الوزراء شهباز شريف ووزير الداخلية رنا صنع الله وضابطاً عسكرياً كبيراً بالوقوف وراء محاولة الاغتيال من دون تقديم أدلة، وهي اتهامات نفاها الثلاثة.
وجاء تجمع السبت بعد يومين على تسمية الحكومة ضابطاً سابقاً في الاستخبارات ليشغل منصب قائد الجيش.
وقد أنهى تعيين الجنرال سيد عاصم منير أشهراً من التكهنات حول منصب يعتبر السلطة الفعلية في الدولة الإسلامية المسلحة نووياً ويبلغ عدد سكانها 220 مليوناً.
وتولى منير منصب رئاسة وكالة الاستخبارات الداخلية في عهد خان لكن مهمته انتهت بعد ثمانية أشهر فقط بعد أنباء عن وقوع خلاف بينهما.
ويتمتع الجيش الباكستاني، سادس أكبر جيش في العالم، بنفوذ كبير في البلاد وقام بثلاثة انقلابات على الأقل منذ الاستقلال في عام 1947، وحكم البلاد لأكثر من ثلاثة عقود.