دعت وزارة الخارجية الأميركية ميليشيات الحوثي إلى الوقف الفوري لهجماتها على الموانئ اليمنية لما لها من تأثير سلبي على توزيع الموارد التي يحتاج إليها اليمنيون بشدة. وكانت الميليشيات قد استهدفت بشكل متكرر موانئ نفطية في مناطق سيطرة الشرعية أبرزها ميناء الضبة في محافظة حضرموت (شرق اليمن) بطائرة مسيرة مرتين. واعتبرت واشنطن أن "مثل هذه الهجمات لا تخاطر إلا بإغراق اليمنيين في دورة أخرى لا طائل منها من العنف والمعاناة"، معتبراً أن "البيئة التي أوجدتها الهدنة بوساطة الأمم المتحدة أفضل فرصة أتيحت لليمن من أجل السلام منذ عدة سنوات".
جولة جديدة للمبعوث الأميركي
وجاء بيان الخارجية تزامناً مع جولة جديدة للمبعوث الأميركي الخاص إلى اليمن تيم ليندركينغ إلى المنطقة لبحث ملف استئناف الهدنة وإحلال السلام. واستهل ليندركينغ زيارته، الأحد 27 نوفمبر (تشرين الثاني) إلى عمان، وسيسافر إلى السعودية لدعم جهود السلام الجارية.
موقف عادي
وحول رأي اليمنيين تجاه الموقف الأميركي، قال الصحافي اليمني خالد عبدالهادي، إن هذا "التصريح عادي جداً، ولا مبالغة في القول إنه يندرج في سياق المواظبة على تحديث الملف اليمني ومواكبته".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأضاف عبدالهادي، "الولايات المتحدة لا تزال تتعامل مع الملف اليمني وفقاً للسياسة المعلنة من الإدارة الديمقراطية غداة فوز بايدن بالرئاسة قبل عامين، وهي سياسة تعزف على وتر متناقضات ومصالح إقليمية متداخلة ومعقدة تهم الأميركيين". وفي رأيه أن من "مقتضيات هذه السياسة تقديم فرص مختلفة للحوثيين ورعاتهم الإقليميين لجذبهم إلى مفاوضات سلام تفضي إلى تسوية سياسية شاملة في اليمن".
واعتبر أن مواصلة الإدارة هذه السياسية تجاه الأزمة اليمنية "تعني أنهم قد اتخذوه قاعدة سياسية خلال ولايتهم، ولا يتوقف ثباته أو تغيره على سلوك الحوثيين".
بيانات استهلاكي
أما الباحث اليمني علي الذهب فلا يعول على مثل هذه البيانات، فهي برأيه "للاستهلاك الإعلامي وتزيد الحوثيين إصراراً على مواقفهم المتعنتة تجاه الهدنة أو تجاه عملية السلام برمتها".
وقال الذهب إن "المطلوب من الولايات المتحدة ليس البيانات، وإنما أن تكف يدها والقوى الأخرى عن الوقوف أمام الحكومة اليمنية في مواجهة الحوثيين وتذليل التحديات التي تواجه الحكومة في إنهاء الانقلاب الحوثية واستعادة الدولة اليمنية".
ويعتقد علي الذهب، أن "الإدارة الأميركية الحالية لديها تفاهمات غير معلنة مع الحوثيين، ويمكن الاستدلال بهذا الأمر على قنوات التواصل فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب". فبرأيه أنه "لا يزال هناك تواصل بين الأميركيين وجماعة الحوثي" في هذا الخصوص، مستشهداً "بما أفصح عنه السفير البريطاني حول قنوات الاتصال مع الحوثيين".
ويرى أن الحوثيين لا يشكلون خطراً على الولايات المتحدة أو مصالحها أو حتى أفرادها في المنطقة، مشيراً إلى أن واشنطن ستعيد تصنيف الجماعة الحوثية كمنظمة إرهابية خارجية في حال شكلت خطراً فعلياً على المصالح القومية الأميركية أو مصالح أحد أفرادها في المنطقة، وفقاً للقانون الأميركي.
بيان ترضية
واعتبر سفير اليمن لدى منظمة الأمم المتحدة (اليونيسكو) محمد جميح أن صدور هذه الإدانات والبيانات يأتي من قبيل الترضية وتطييب الخواطر ومن قبيل تسجيل الموقف ورفع العتب". وقال، "على الولايات المتحدة والمجتمع الدولي أن يتعاملوا مع جماعة الحوثي كجماعة إرهابية، لأن التوصيف الإرهابي ينطبق تماماً على ما تقوم به هذه من استهداف المنشآت المدنية والموانئ والمطارات، والأحياء المدنية".
واعتبر قرارها برفع الحوثيين من قائمة الإرهاب يعود إلى صراع داخلي بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري، وأن الإدارة الحالية أرادت أن تقدم للحوثيين وإيران جزرة لجلبهم إلى طاولة المفاوضات، إلا أن كلا الهدفين لم يحققا لها ذلك، ولم يعد أمام هذه الإدارة إلا السبب الداخلي المتعلق بالانتخابات، حيث يريد الديمقراطيون الزعم بأنهم يسعون إلى تحقيق السلام في اليمن من خلال احتواء الحوثيين وكسبهم إلى طاولة الحوار". وبرأي جميح، فإن قرار رفع الحوثيين من قوائم الإرهاب لن يجلب السلام لليمن، لأن هذه الرؤية الأميركية تقوم على أساس أن التحالف هو الذي تسبب في الحرب، أو هو الذي يرفض السلام، إلا أنه مع الوقت تبين أن الحوثيين هم الذين يرفضون السلام وأن قرار رفعهم من قائمة الإرهاب كان خاطئاً.