حذرت دراسة جديدة من أن أعداد الحيوانات المنوية لدى الرجال في آسيا وأفريقيا وأميركا الجنوبية والوسطى قد تراجعت خلال العقود الخمسة الماضية، فيما تسارعت وتيرة الاتجاه نفسه، الذي لوحظ قبلاً، في كل من أميركا الشمالية وأوروبا وأستراليا.
لا تشكل هذه الظاهرة دليلاً على انخفاض الخصوبة لدى البشر فحسب، بل هي مؤشر لصحة الرجال إجمالاً، إذ ترتبط قلة أعداد الحيوانات المنوية بارتفاع خطر الإصابة بمرض مزمن، وانخفاض متوسط العمر، بحسبما قال الباحثون، ومن بينهم باحثون في الجامعة العبرية في القدس.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ويتضمن التحليل، الذي نشر في دورية "هيومن ريبرودكشن أبديت" Human Reproduction Update، بيانات من 53 بلداً، وقد ركز على الاتجاهات في أعداد الحيوانات المنوية لدى رجال من مناطق لم تخضع للمراجعة سابقاً.
وشمل الباحثون في الدراسة بيانات جمعت خلال سبع سنوات 2011 – 2018، مع تحليل شامل لبيانات من 223 دراسة استندت إلى عينات من السائل المنوي جمعت بين عامي 1973 و2018.
وأصدر العلماء بياناً صحافياً قالوا فيه إن انخفاض أعداد الحيوانات المنوية في أميركا الشمالية وأوروبا وأستراليا استمر وتسارع بوتيرة "مقلقة جداً" بعد عام 2000.
وقال الباحث المشارك في الدراسة، هاغاي ليفين، من الجامعة العبرية في القدس في بيان: "بشكل عام، نشهد انخفاضاً كبيراً حول العالم في أعداد الحيوانات المنوية، وصل إلى أكثر من 50 في المئة على امتداد السنوات الـ46 الماضية، وهو انحفاض تسارعت وتيرته خلال السنوات الأخيرة".
ويفترض العلماء أنه من المحتمل ارتباط اختلال نمو الجهاز التناسلي خلال فترة نمو الجنين بضعف الخصوبة مدى العمر وغيرها من علامات ضعف الخصوبة.
حذر الباحثون من أن هذه النتائج تشكل "علامة خطر"، مضيفين أن خيارات أسلوب الحياة ووجود المواد الكيماوية في البيئة "يؤثران سلباً في نمو هذه الوظائف لدى الجنين".
وقال الدكتور ليفين "أمامنا مشكلة خطرة، وإن لم نتصد لها، فقد تهدد استمرارية البشرية. نحن نوجه نداء عاجلاً لتحرك عالمي نحو تعزيز البيئة الصحية بشكل أكبر لكل الأنواع، وتقليص التعرض (للمواد الكيماوية) والسلوك الذي يهدد صحتنا الإنجابية".
وشرح العلماء بأن انخفاض عدد الحيوانات المنوية يعكس صحة الرجال بشكل عام، وهو يرتبط باتجاهات أخرى تسمى متلازمة خلل تكوين الخصيتين.
وأضافت شانا سوان، إحدى الباحثات في الدراسة، من كلية إيكان للطب في ماونت سناي، نيويورك: "يتوافق الانخفاض المقلق لتركيز الحيوانات المنوية وعددها الإجمالي عند الرجال بأكثر من واحد في المئة سنوياً، كما جاء في دراستنا، مع اتجاهات سلبية أخرى لصحة الرجال مثل سرطان الخصية والاضطراب الهرموني والعيوب الخلقية في الأعضاء التناسلية، إضافة إلى الانخفاض في الصحة الإنجابية لدى النساء".
وكتب الباحثون في دراستهم أن "البيانات تشير إلى استمرار هذا الانخفاض العالمي بوتيرة متسارعة في القرن الـ21. وبأن الحاجة ماسة إلى إجراء أبحاث تتحرى أسباب هذا الانخفاض المستمر، ولاتخاذ إجراءات تمنع تدهور الصحة الإنجابية لدى الرجال بشكل أكبر".
© The Independent