رحب سكان العاصمة الصينية بكين اليوم السبت الثالث من ديسمبر (كانون الأول)، بإزالة أكشاك اختبار "كوفيد-19"، بينما قالت مدينة شنتشن إنها لن تطلب من الركاب إظهار نتائج الاختبارات للسماح لهم بالتنقل مع تسريع وتيرة تخفيف القيود المفروضة لمكافحة جائحة كورونا في الصين.
وعلى رغم أن الإصابات اليومية تحوم قرب أعلى مستوياتها على الإطلاق، فإن بعض المدن تتخذ خطوات لتخفيف متطلبات اختبار "كوفيد-19" وقواعد الحجر الصحي مع تطلع الصين إلى جعل سياستها الهادفة إلى "صفر كوفيد" أكثر دقة في استهداف بؤر التفشي، وسط التباطؤ الاقتصادي الحاد والإحباط العام الذي تحول إلى اضطرابات.
وأعلنت مدينة شنتشن الجنوبية أنها لن تطلب من الناس بعد الآن تقديم ما يثبت سلبية نتيجة اختبار "كوفيد" لاستخدام وسائل النقل العام أو دخول الحدائق، بعد تحركات مماثلة في مدينتي تشنغدو وتيانجين.
كما أغلق عديد من أكشاك الاختبار في العاصمة بكين، مع توقف المدينة عن المطالبة بإثبات سلبية نتائج الاختبارات كشرط لدخول أماكن مثل المتاجر، وتستعد للقيام بالمثل في مترو الأنفاق اعتباراً من يوم الإثنين، لكن لا تزال عديد من الأماكن الأخرى مثل الهيئات والشركات تشترط إجراء الاختبار.
وبعد ثلاث سنوات منذ ظهور الجائحة، أصبحت الصين دولة تشذ عن بقية العالم بسبب اتباعها نهجاً صارماً للقضاء على "كوفيد"، وفرضت عمليات إغلاق وإجراء اختبارات بشكل متكرر، وتقول الصين إن تلك الإجراءات ضرورية لإنقاذ الأرواح وتجنب إرهاق نظام الرعاية الصحية.
وفي نهاية الأسبوع الماضي هزت الصين احتجاجات على نطاق غير مسبوق في البلاد منذ عقود للمطالبة بوضع حد لقيود "كوفيد-19"، وبمزيد من الحريات، إلى جانب بعض الدعوات لإنهاء الرقابة ولاستقالة الرئيس الصيني شي جينبينغ.
واندلعت هذه التظاهرات بعد أن قضى 10 أشخاص في حريق في أورومتشي في منطقة شينجيانغ (شمال غربي الصين)، حيث اعتبر كثيرون أن قيود "كوفيد-19" أعاقت عمل فرق الإنقاذ، في ما تأتي تصريحات لمتظاهرين مترجمة ومقتبسة من مقاطع فيديو تنتشر على شبكات التواصل الاجتماعي وتحققت وكالة الصحافة الفرنسية من صحتها.
وقالت متظاهرة، "بعد التدافع (مطلع نوفمبر/ تشرين الثاني) في كوريا الجنوبية (والذي قتل خلاله أكثر من 150 شخصاً)، تحدثت جميع وسائل الإعلام (الصينية) عن ذلك في اليوم التالي، لكن هل هناك أي تغطية من الإعلام الرسمي (لتجاوزات سياسة صفر كوفيد)؟".
وأضافت، "توفي مواطنونا في كارثة بشرية الصنع، هل هناك أي تغطية (إعلامية) لذلك؟". وتابعت، "كلا، إنها مجرد كذبة. إنه مجرد صمت. كل شيء صامت، لذلك أطلقنا حملة حزن، مع أوراق بيض. هل هناك أي شيء على الأوراق؟ كلا، جميع الاتهامات في قلوبنا، الحزن في قلوبنا".
وأردفت، "نريد إنهاء الإغلاق العام وفتح مخارج الطوارئ (...) نريد أن تسمع أصوات الشعب، نحن أيضاً نريد أن نبكي أشقاءنا".
وقال أحد المتظاهرين، "إذا لم نجرؤ على الكلام لأننا نخشى الانجرار في الوحل (من قبل البعض على شبكات التواصل الاجتماعي)، أعتقد أن الناس سيصابون بخيبة أمل منا".
وأضاف، "بصفتي طالباً في جامعة تسينغهوا، سأندم على (صمتي) حتى مماتي".
وفي إشارة إلى اتهام قوات أجنبية بالوقوف وراء الاحتجاجات، قالوا، "هل يمكنني أن أسأل إذا كانت القوات الأجنبية التي تتحدثون عنها تدعى ماركس وانغلز؟ هل هي ستالين؟ هل هي لينين؟ هل القوات الأجنبية هي التي أضرمت النار في شينجيانغ؟". وأضافوا، "لا وصول لدينا حتى إلى الإنترنت الأجنبي. من أين كانت تأتي هذه القوات الأجنبية؟ كيف يمكن للقوات الأجنبية أن تتواصل معنا؟ في المقابل، لدينا قوات داخل حدودنا تمنعنا من التجمع، هذا أمر مؤكد".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتابعوا، "سندعم دائماً الحزب الشيوعي، لكننا نريد الديمقراطية ونريد الحرية. هل هذان المطلبان متناقضان؟".
وقالوا أيضاً، "كان الحزب الشيوعي في طليعة الداعين إلى الديمقراطية والحرية. نريد فقط استعادة الحزب الشيوعي الديمقراطي والحر والمنفتح، هذا كل شيء". وأضافوا، "يسقط الحزب الشيوعي، يسقط شي جينبينغ". وتابعوا، "أعيدوا فتح أورومتشي. أعيدوا فتح شينجيانغ. أعيدوا فتح الصين".
وقالت إحدى المتظاهرات، "لم علينا أن نخاف قول الحقيقة؟ في الأيام الماضية، نشرت رسائل (على شبكات التواصل الصينية). وقال لي جميع أصدقائي، (احذري، احذري من أن يلقى القبض عليك)".
وتساءلت، "لماذا لا يسمح للناس بقول الحقيقة؟ لماذا؟ تقول حكومتنا إننا بلد اشتراكي مع ديمقراطية شعبية، وإن لدى مواطنينا حقوقاً أساسية، مثل حرية التظاهر وحرية الاحتجاج وحرية التعبير، لكن هل لدينا هذه الحريات بالفعل؟". وأضافت، "لا يمكننا التطرق إلى أي موضوع سياسي حساس".
وتابعت، "بت أفهم لماذا تقول الدول الأخرى إنه ليس لدينا حقوق إنسان في الصين. لم أفهم ذلك قبل اليوم، في عام 2022". وقالت أيضاً، "الدبلوماسيون الكبار لدينا يقولون للأجانب كم أن الصينيين مسرورون، لكن انظروا، هل نحن فعلاً مسرورون هنا؟".