بعدما أرسلت الولايات المتحدة تعزيزات عسكرية بارزة إلى الشرق الأوسط، شملت حاملة الطائرات "ابراهام لينكولن" والقاذفة "بي-52"، إثر تصاعد التوتر مع إيران في المنطقة، أقدمت بريطانيا أخيراً على تعزيز وجودها العسكري في الخليج العربي، مرسلةً "أقوى" المدمّرات المضادة للطيران في العالم، وفق ما يصفها خبراء عسكريون، وهي المدمّرة "دنكان". فما هي أبرز صفاتها؟
المدمّرات "الجريئة"
المدمرة البحرية البريطانية "دنكان"، واحدة من ستّ مدمّرات حديثة تنتمي إلى طراز 45 (Type 45 destroyer)، وتُعرف بدفعة المدمّرات "الجريئة" (Daring Class or D class).
أُطلقت المدمرة "دنكان"، آخر إصدار في مجموعتها والمعروفة أيضاً بـ "دي37" (D37)، في أكتوبر (تشرين الأول) 2010، ودخلت الخدمة في البحرية البريطانية في ديسمبر (كانون الأول) 2013، بعد أربعة أشهر من التجارب والتدريبات.
في أول مهمة لها. أرسلت عام 2015 إلى البحر الأبيض المتوسط في الشرق الأوسط، لتنضم لاحقاً، في العام ذاته، إلى التحالف الدولي لمحاربة تنظيم "داعش" بقيادة الولايات المتحدة.
تجهيزات عسكرية متطوّرة
يدير سفينة "دنكان" طاقم مؤلف من 190 شخصاً، علماً أنها قادرة على استيعاب 235. يبلغ طولها 152,4 متراً وعرضها 18 متراً. تصل سرعتها القصوى إلى نحو 53,7 كيلومتراً في الساعة، وتزن عند حمولتها القصوى 7350 طناً.
تضطلع المدمّرات "الجريئة" بمهمة الدفاع عن الأسطول الذي ترافقه، عبر تجهيزات عسكرية متطوّرة، تشمل راداراً وأسلحة طويلة المدى، منها صواريخ موجّهة فائقة السرعة، وأنظمة قتال قادرة على التحكّم بطائرات وعلى تنسيق عمليات مضادة للطيران. كما أن سفن الطراز 45 مجهزة بأسلحة من عيار 113 ميليمتراً و30 ميليمتراً، وقادرة على استقبال طائرة هليكوبتر واحدة.
نظام "PAAMS" للصواريخ المضادة للطائرات
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ويبقى السلاح الأبرز للسفينة، النظام الرئيسي للصواريخ المضادة للطائرات (principal anti-aircraft missile system - PAAMS). هذا النظام الثلاثي الجنسية، فرنسي وإيطالي وبريطاني، يطلق صواريخ أرض-جو من طراز "أستر 15" و"أستر 30"، وباستطاعة "دنكان" تحميل 16 صاروخاً من الطراز الأول و32 من الطراز الثاني، تطلق عبر ست قواعد من نظام "سيلفر" لإطلاق الصواريخ بشكل عامودي، سعة كل منها ثمانية صواريخ. هذه الصواريخ مصمّمة لاعتراض وتدمير مجموعة واسعة من التهديدات الجوية، مثل صواريخ كروز المضادة للسفن، حتى عندما تكون على ارتفاع منخفض جداً، وصواريخ وطائرات فائقة السرعة.
ويتميّز نظام "PAAMS" بقدرته على رصد أكثر من ألفي هدف، وعلى التحكّم بعدد من الصواريخ والتنسيق في ما بينها في الوقت ذاته، ما يسمح باعتراض عدد كبير من الهجمات في أي وقت. كما أن السفينة مجهزة بقواعد لإطلاق صواريخ أرض- أرض.
قدرات فائقة وتغطية مساحات واسعة
أنظمة الرادار والاستشعار على متن "دي37" قادرة على تغطية مساحات واسعة، وعلى رصد قاذفات الطوربيد وتقديم مشورة تكتيكية للمناورات ونشر الأفخاخ. وباستطاعة رادار "سامبسون"، الذي تستخدمه السفينة، رصد ألف هدف صغير يتحرّك بسرعة 3 ماخ، أي بسرعة نحو 3704 كيلومترات في الساعة، وفق ما تقول كلية الحرب البحرية الأميركية.
وفيما يستعدّ الشرق الأوسط لاستقبال أقوى المدمّرات البحرية في العالم، يبقى الحذر في المنطقة مسيطراً، والخوف سائداً من الانزلاق في أي لحظة، وعقب أي استفزاز إيراني جديد، نحو حرب معلومة البداية ومجهولة النهاية.