أقرت عضوة في الكونغرس تنتمي إلى الحزب الجمهوري ما سبق أن أدركه المحللون وخصوصاً الناشطون المؤيدون لحق الاختيار [الإجهاض] على مدى أشهر، بأن حقوق الإجهاض ومعارضة الحزب الجمهوري لها ألحقت ضرراً بحزبها في انتخابات منتصف الولاية التي أُجريت خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الفائت.
وجاء إقرار نانسي مايس بهذا الأمر يوم الأحد أثناء إدلائها بحديث ضمن برنامج "ميت ذا برس" (مع الصحافة) Meet the Press على قناة "أن بي سي" NBC، وشرحت أنه بعد نقض القرار بقضية "رو ضد وايد" خلال العام الماضي شكلت حماية الحق بالسعي إلى الإجهاض أولوية انتخابية قصوى للعديد من الأميركيين رجالاً ونساءً قبيل انتخابات نوفمبر.
وأكدت مايس، "كان يفترض أن نحصل على غالبية بـ 10 أو 20 مقعداً خلال هذه الدورة الانتخابية التشريعية، ولكن ذلك لم يحصل لأن مسألة الإجهاض كانت من أبرز المسائل على سلم أولويات الناخبين المترددين أو المتأرجحين".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
شكل ذلك بمثابة توبيخ صريح ومهم نظراً إلى أن زميلها في الولاية السيناتور ليندسي غراهام كان هو البطل الذي يقود حملة حظر الإجهاض على المستوى الوطني بعد إلغاء قانون "رو".
وتقدم غراهام بتشريع لفرض حظر مدته 15 أسبوعاً في سبتمبر (أيلول) أي قبل شهرين من توجه الناخبين للإدلاء بأصواتهم في مختلف الولايات عبر البلاد، ولم يشكل الأمر أكثر من تحية للنشطاء المناهضين للإجهاض الذي أملوا ببقاء الحظ إلى جانبهم بعد قرار المحكمة العليا، ولكنه عنى ضربة موجعة للمرشحين الجمهوريين الضعفاء في ضواحي المقاطعات المتأرجحة.
وفي سياق متصل حاول زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ السيناتور الجمهوري ميتش ماكونيل تهدئة المخاوف المرتبطة بالتشريع الذي دعمه معظم أعضاء مجلس الشيوخ المنتمين إلى الحزب الجمهوري، بيد أن الضرر كان قد وقع، وفي عدد من الولايات فازت إجراءات اقتراع ballot measure مؤيدة للإجهاض وتخطت [بحجم الأصوات] المرشحين الديمقراطيين الفائزين مما دل على أن المسألة شكلت أمراً أساساً في الانتخاب بالنسبة إلى عدد من المقترعين.
وفيما تأخر الجمهوريون في استيعاب الرسالة، حتى إنهم توقعوا حدوث "موجة حمراء" [موجة مؤيدة للجمهوريين] في صباح اليوم الأخير من التصويت، كان الناشطون المؤيدون لحق الاختيار والذين تحدثوا مع "اندبندنت" العام الفائت قبيل الانتخابات النصفية واثقين من أن القضية تملك القدرة على وقف الزخم الانتخابي للحزب الجمهوري وتحييده عن مساره، وهو توقع أثبت صحته عندما فشل الجمهوريون في الحصول على معظم المقاعد في مجلس الشيوخ، وبالكاد حصلوا على غالبية لا تتخطى عدد أصابع اليدين في البرلمان.
وفي سياق متصل قالت كريستن روي- فينكباينر، الرئيسة التنفيذية لمؤسسة "مامز رايزينغ" MomsRising [تعنى بحقوق المرأة] في حديث مع "اندبندنت" العام الماضي تناول استطلاعات الرأي حول قضايا محددة قبيل الانتخابات، "لسبب أو لآخر لم يدرك العديد من النقاد أنه عندما يقول الأشخاص أنهم يشعرون بالقلق حيال الاقتصاد، فهم يعنون بذلك القلق من الحصول على رعاية أطفال بأسعار منطقية وأجور عادلة وحصول العائلات على إجازة مرضية مدفوعة والحق بالرعاية في حال الإجهاض".
وأضافت "يشكل الإجهاض مسألة اقتصادية رئيسة، ولهذا عندما تمزجون بين عدم الحصول على بنية تحتية للرعاية والنقص في الحصول على الرعاية في الإجهاض تصبحون أمام جمهور متحمس ومندفع بشكل كبير من الناخبين".
© The Independent