دعا البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي، رجل الدين المسيحي البارز في لبنان، أمس الأحد، طارق البيطار، القاضي الذي يتولى التحقيق في انفجار مرفأ بيروت، إلى متابعة عمله والحصول على مساعدة من أي "مرجعية دولية" لتحديد المسؤولين عن ذلك الانفجار المدمر.
وتفاقم التوتر المستمر منذ فترة طويلة بسبب التحقيق منذ أن وجه البيطار اتهامات لبعض أكثر الشخصيات نفوذاً في لبنان، متحدياً الضغوط السياسية لإلغاء التحقيق في الكارثة التي أودت بحياة 220 شخصاً.
ومع وجود أصدقاء وحلفاء من أقوى الفصائل في لبنان، ومنهم "حزب الله" من بين المتهمين، ردت المؤسسة بسرعة، الأسبوع الماضي، عندما اتهم المدعي العام البيطار باغتصاب السلطات. ووصف منتقدون ذلك بأنه "انقلاب" على تحقيقه.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال الراعي خلال عظة الأحد، "نرجو أن يواصل المحقق العدلي القاضي طارق البيطار عمله لإجلاء الحقيقة وإصدار القرار الظني والاستعانة بأي مرجعية دولية يمكن أن تساعد على كشف الحقيقة".
ونتج الانفجار الذي وقع في الرابع من أغسطس (آب) 2020 عن مئات الأطنان من المواد الكيماوية المخزنة من دون مراعاة قواعد السلامة، والتي كان الرئيس ورئيس الوزراء في ذلك الوقت على علم بها إلى جانب مسؤولين آخرين.
واستأنف البيطار تحقيقه في 23 يناير (كانون الثاني) بعد انقطاع دام 13 شهراً بسبب جدل قانوني وضغوط سياسية رفيعة المستوى، ووجه تهماً لعدد من كبار المسؤولين، منهم النائب العام غسان عويدات. ورفض عويدات خطوة البيطار، ووجه له اتهامات بإساءة التعامل مع التحقيق، وكذلك الأمر بالإفراج عن محتجزين فيما له صلة بالانفجار.
ويدعو الراعي منذ وقت طويل إلى ضرورة أن يكون القضاء اللبناني بعيداً من التدخل السياسي والنشاط الطائفي. وقال الراعي، "لن نسمح، مهما طال الزمن وتغير الحكام، بأن تمر جريمة تفجير المرفأ من دون عقاب".