لقيت الاستراتيجية الجديدة لشركة "#بريتيش_بتروليم" (بي بي) استحسان مساهميها و#المستثمرين عامة في السوق الذين أقبلوا على شراء أسهمها، مما رفع سعر السهم بنسبة 20 في المئة بالمتوسط الأسبوعي بنهاية تعاملات الأسبوع.
وكانت الشركة، التي أعلنت عن عائدات وأرباح هائلة خلال العام الماضي في إفصاحها للسوق، الثلاثاء الماضي، كشفت عن استراتيجية جديدة تركز على الاستمرار بالاستثمار في إنتاج النفط والغاز، ويعني ذلك إبطاء خطط "بي بي" بهدف التحول من مصادر الطاقة التقليدية إلى الطاقة الجديدة في إطار أهداف مكافحة التغيرات المناخية.
ونتيجة لتلك الاستراتيجية الجديدة وإقبال المستثمرين على شراء أسهم الشركة البريطانية العملاقة في مجال الطاقة التي ارتفع سعرها، تجاوزت القيمة السوقية للشركة حاجز 100 مليار جنيه استرليني (121 مليار دولار) للمرة الأولى منذ ثلاث سنوات.
ومنذ إفصاحها المالي، وحتى نهاية تعاملات، أول من أمس الجمعة، ارتفع سهم "بي بي" بنسبة 19 في المئة في التعاملات بالبورصة. وأرجعت وكالة "بلومبيرغ" ذلك إلى أرباحها الهائلة، "فضلاً عن التحول الاستراتيجي لضخ مزيد من النفط والغاز عما كان مخططاً له في السابق، على رغم تأثير ذلك على أهدافها المناخية".
عودة الاهتمام بالنفط والغاز
واعتبر المحللون في السوق أن المستثمرين كافأوا شركة "بي بي" على تغيير استراتيجيتها التي جعلتها تتخلف عن نظيراتها الأميركية مثل "شيفرون" و"إكسون موبيل"، والتي ظلت تركز على إنتاج النفط والغاز. وكان تقييم الشركة البريطانية قد تراجع في العامين الأخيرين، مقارنة بتقييم شركات الطاقة المتجددة الأوروبية العملاقة "أورستيد" و"إبردرولا" و"إينل"، لكن عودة الاهتمام مجدداً بمصادر الطاقة من الوقود الأحفوري أعادت الاهتمام بالشركات الكبرى التي تركز على قطاعات النفط والغاز.
وأعلنت "بي بي"، الأسبوع الماضي، أنها ستركز على إنتاج مزيد من النفط والغاز لفترة أطول، مما أعلنته سابقاً، وستزيد استثماراتها في مشروعاتها لإنتاج النفط والغاز بمقدار مليار دولار سنوياً، أو إجمالاً بنحو ثمانية مليارات دولار حتى عام 2030. وقدرت الشركة أن يصل إنتاجها من النفط والغاز إلى 2.3 مليون برميل يومياً بحلول العام بعد المقبل 2025 على أن ينخفض بحلول عام 2030 إلى نحو مليوني برميل يومياً.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ويعني المعدل المستهدف بحلول عام 2030 انخفاضاً في إنتاج الشركة من النفط والغاز بنسبة 25 في المئة عن معدلات الإنتاج في عام 2019. وكانت الخطط الاستراتيجية السابقة للشركة أن تخفض إنتاجها من النفط والغاز بنسبة 40 في المئة عن معدلات إنتاج 2019 ضمن أهداف خفض الانبعاثات الكربونية من إنتاجها. وتغيرت الآن أهداف خفض الانبعاثات للشركة إلى نسبة ما بين 20 و30 في المئة عن مستويات عام 2019، بينما كانت أهدافها السابقة خفض تلك الانبعاثات بنسبة ما بين 35 و40 في المئة.
وقدرت الشركة أن تعود هذه الاستثمارات عليها بزيادة في العائدات والأرباح، متوقعة أن تصل عائداتها من النفط والغاز بحلول عام 2025 إلى 42 مليار دولار. وأكدت أن هدف استراتيجيتها هو "زيادة القيمة... ويظل تركيزنا على تعظيم العائدات وانسياب الأموال".
ورحب المساهمون في الشركة والمستثمرون في الأسواق بهذا التغيير في استراتيجية الشركة التي أصبحت متسقة مع شركات الطاقة الأميركية الكبرى التي ما زالت تركز على إنتاج الوقود الأحفوري. وعن خطط التحول للطاقة الجديدة قال رئيس الشركة برنارد لوني، "نريد الاستمرار في الاستثمار على المدى القريب في نظام الطاقة الحالي، الذي يعتمد على النفط والغاز، وذلك لتلبية الطلب الحالي على الطاقة وضمان أن يكون التحول إلى مصادر طاقة جديدة عملية منظمة".
أرباح طائلة
كانت شركة "بي بي" قد أعلنت، خلال الأسبوع، عن تحقيقها عائدات وأرباحاً العام الماضي 2022 تزيد على ضعف مثيلتها في العام السابق. ووصلت أرباح الشركة الصافية إلى 27.7 مليار دولار، مقارنة بأرباح بقيمة 12.8 مليار دولار في عام 2021. ومع الأرباح الطائلة أعلنت الشركة العملاقة عن برنامج لإعادة شراء أسهمها بمقدار 2.75 مليار دولار، كما رفعت توزيعات الأرباح للمساهمين بنسبة 10 في المئة ليصل العائد على السهم العادي إلى 6.61 سنت.
وسارت الشركة البريطانية على خطى شركات الطاقة الغربية الكبرى التي حققت العام الماضي أرباحاً تجاوزت 200 مليار دولار، إذ أعلنت شركة "شل" عن أرباح سنوية العام الماضي بنحو 40 مليار دولار، وأعلنت شركة "شيفرون" عن أرباح بقيمة 36.5 مليار دولار للعام الماضي (2022). أما الشركة الأميركية العملاقة "إكسون موبيل" فأعلنت عن أرباح سنوية للعام الماضي بقيمة 56 مليار دولار.
وبعد عامين من الضغوط على شركات الطاقة بخفض الانبعاثات الكربونية وزيادة الاستثمارات في مصادر الطاقة الجديدة منخفضة الانبعاثات، تعود الشركات الكبرى لاستخدام القدر الأكبر من عائداتها وأرباحها للاستثمار في إنتاج النفط والغاز. وكانت الاستثمارات في استكشاف وإنتاج الوقود الأحفوري قد تراجعت بشدة في السنوات الأخيرة، بخاصة في وقت أزمة وباء كورونا، وما بعده، وأيضاً نتيجة ضغوط المستثمرين "النشطاء" الذين يضعون استثماراتهم في أسهم الشركات قليلة أو منعدمة الانبعاثات.