مسرحية #"سيدتي_الجميلة" أحد أهم الأعمال في تاريخ #المسرح_المصري التي شكلت أيقونة مميزة لكل من فؤاد المهندس و#شويكار، وكانت إعادة عرضها بعد مرور حوالى 53 عاماً تحدياً كبيراً قوبل بهجوم قبل بداية المشروع، نال منه المؤلف أيمن بهجت قمر نصيب الأسد، وكذلك طاولت التحفظات أحمد السقا وريم مصطفى.
حلم قديم
في حواره مع "اندبندنت عربية" تحدث قمر عن سبب اختياره لهذا المشروع الذي كتبه والده منذ أكثر من نصف قرن، وترشيح السقا وريم، ورده على الهجوم وكيف أعاد عملاً قديماً بروح عصرية حتى تتقبله الأجيال الجديدة، كما تحدث عن دور موسم الرياض في تنفيذ مشاريع مهمة، ودور صناع الفن في إحياء أعمال العمالقة الراحلين مثل توفيق الحكيم ومحمود السعدني وبهجت قمر وغيرهم.
وفي البداية كشف أيمن بهجت قمر سبب اختياره مسرحية "سيدتي الجميلة" تحديداً لإعادة تقديمها، ويقول "إنه يعتبرها من أهم المسرحيات التي كتبها والده الكاتب الراحل، وعلى رغم أهميتها لم تعرض سوى حوالى شهرين خلال فترة الستينيات، وكانت على وشك ألا يتم تصويرها تلفزيونياً".
وأشار قمر إلى أنه رأى "أن المسرحية بها حبكة وقصة ومشاعر وغناء وأشياء تحتمل أن يعاد تقديمها بشكل جديد حتى تتعرف عليها الأجيال الجديدة، ومن هنا انطلق نحو الفكرة وعدل كثيراً من الخطوط الدرامية والشخصيات لتلائم العصر، فكانت المسرحية الأصلية أربع ساعات لكنه اختصرها لساعتين، ووضع بعض المفردات العصرية على مستوى اللغة في حوار الأبطال، كما حول أفندينا إلى شخص له علاقة بسطوة الإعلام ومالك قنوات بدلاً من أن كان على علاقة بالاحتلال في النص القديم، كما جعل البطل كمال الطاروطي مذيعاً له برنامج على القنوات المملوكة لكاظم بك أفندينا، الذي يكبله بشروط وعقود ومشكلات كثيرة كانت محركاً مهماً في الأحداث والشخصيات.
إحياء التراث
وأوضح قمر أنه من السهل أن يقدم عملاً من تأليفه وهذا أبسط بالنسبة إليه، لكنه يرى أن إحياء تراث المؤلفين الكبار أصحاب المسرحيات المهمة في تاريخ الفن واجب حقيقي على الجيل الجديد من المبدعين، لأن الشباب والأطفال حالياً لا يشاهدون أعمالاً بالأبيض والأسود، ويقتصر اهتمامهم على المسرحيات والأعمال الحديثة.
وأوضح قمر أن أهمية تقديم العمل القديم له فائدتان، الأولى أنه من الخطأ إهدارها بمرور الزمن خصوصاً أنها لكتاب كبار مثل محمود السعدني وبهجت قمر وتوفيق الحكيم وعلي سالم وغيرهم، وحقاً تمثل كنزاً فنياً ثرياً، والأخيرة ستستفيد الأجيال الجديدة بأعمال قيمة وذات معنى.
وأشار إلى أنه إذا تشجع كل مؤلف أو فنان أن يقدم عملاً من الأعمال القديمة كل فترة وبطريقة حديثة الأمر سيكون رائعاً وملهماً.
ويتابع أن تجربة "سيدتي الجميلة" ربما أثمرت، إذ تعرفت شرائح مختلفة من الأجيال الجديدة على عمل قديم لممثلين ونجوم كبار حتى إن ابنه الذي لم يكن يعرف شيئاً عن المسرحية الأصلية بعد مشاهدته للعرض الحديث أعاد مشاهدة العمل القديم ليقارن ويعرف الفرق، كما أن الإقبال من الجمهور من أجيال شابة رائعاً ومكثفاً، وهذا دليل أن الشباب سيحبون متابعة أعمال قديمة إذا تم تحديثها.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأوضح أن مخرج المسرحية الأصلي هو حسن عبدالسلام، وكان ابنه مصطفى أحد أبطال العمل وراجع معه قمر التفاصيل حتى يكون الإخراج بروح المخرج الأصلي ويتم حفظ حقوقه مثل وضع والده كاتب المسرحية، مشيراً إلى أنه يخطط لعمل مزيد من المسرحيات القديمة بصورة حديثة سواء لوالده أو لغيره من المؤلفين، فإضافة إلى أن هناك أزمة نصوص حقيقية، فهذه فرصة ذهبية ثرية للجميع ستحدث فرقاً كبيراً.
ترشيحات عدة
سألنا أيمن بهجت قمر عن وجود قائمة من المرشحين للبطولة قبل أحمد السقا وريم مصطفى، تردد أن بينهم روبي وحسن الرداد وشيرين عبدالوهاب وكريم عبدالعزيز، وهو ما أكده بقوله "بالفعل كانت هذه الترشيحات موجودة لكنها لا تتجاوز كونها مجرد اقتراحات لا أكثر، ولم يدخل أحد المشروع من بدايته عندما بدأ في حيز التنفيذ سوى السقا وريم".
وعن اختيار السقا قال كتبت له فيلم "ابن القنصل" منذ سنوات طويلة وقدمته في شخصية كوميدية تعتمد على كوميديا الموقف وليس "الإفيهات"، كما أنه غائب منذ 17 عاماً عن خشبة المسرح، وكان مكسباً كبيراً أن يوافق على العودة في شخصية لعبها فؤاد المهندس، وأحب أن أحييه على قبول المغامرة خصوصاً أنه قدم الشخصية بروح مختلفة تماماً وبطريقته التي تخصه ولا تشبه المهندس أو غيره.
أما ريم مصطفى فهي ممثلة جيدة وتعاونت معها في مسرحية "نص الليل" ورأيت فيها موهبة مسرحية جيدة، وفي الحقيقة كل أبطال العمل بلا استثناء خاضوا مغامرة كبيرة، ومنذ التحضير والبروفات هناك اجتهاد غير طبيعي من الجميع، وهذا شجعني على عرض المسرحية في مصر حتى يشاهد الناس قيمة المجهود المبذول، ولأن الجمهور المصري أيضاً من حقه أن يشاهد الفرق بين المسرحيتين ويستمتع بالتجربة.
موسم الرياض
وعن سبب تحوله إلى منتج في هذا العمل، ودور موسم الرياض في ظهور المسرحية للنور، إذ إنها عرضت في البداية بالسعودية ثم القاهرة وقال "بالتأكيد قررت أن أنتج العمل في البداية لأنه يحمل تجربة خاصة، وشجعني جداً في ظل التعثرات المادية الموجودة بوجه عام في الإنتاج أن موسم الرياض منفذ مهم لكثيرين، وهو سوق تساعد كثيراً في تنفيذ أحلام صناع الفن، وقد تكون المخاطرة أقل لأننا لن نعتمد فقط وبشكل حصري على شباك التذاكر المصري في ظل الغلاء والظروف وارتفاع أسعار التذاكر وتلك المشكلات، وتشجعت وقدمت العمل ونجح في موسم الرياض، وأعتقد أن لو كل فنان فكر ضمن عروضه بموسم الرياض أن يحيي عملاً قديماً سيرحب الجمهور السعودي جداً بالتجربة مثلما حدث في (سيدتي الجميلة)".
وأوضح أن هذا الاتجاه كان موجوداً أيضاً في الأجيال القديمة، وكثير منهم أحيا أعمالاً لكتاب قدامي منهم شكسبير على سبيل المثال، وعن استمراره في العملية الإنتاجية قال قمر "لست مخططاً لشيء ولكني أنوي الاستمرار، لكن القرار يخضع لتقييم التجربة الأولى وهل ستمكنني من مواصلة الفكرة أم لا."
هجوم مفيد
وطاول الهجوم مسرحية "سيدتي الجميلة" حتى قبل عرضها بحجة عدم ملائمة السقا وريم مصطفى لدوري فؤاد المهندي وشويكار، ورد المؤلف بالقول إنه كان مبالغاً فيه وليس منطقياً بل ومن دون أسباب، ولكن كما يقولون "رب ضارة نافعة"، فقد تسبب الهجوم في لفت النظر نحو التجربة وحرص كثيرون على المشاهدة بدافع المقارنة، وهذه النغمة الهجومية أسهمت في نجاح وانتشار العمل بشكل كبير، واجتهاد الأبطال جعل الصورة تختلف بمجرد مشاهدة العمل.
"أهل الكهف"
وعن مشروعاته المقبلة قال قمر إن هناك فيلماً يحضر له بطولة أحمد السقا وإخراج خالد مرعي، وأنه سيستكمل تصوير فيلم "أهل الكهف" الذي مر بمشكلات إنتاجية وتعثر بسبب المنتج وليد منصور، لكن تم التفاوض مع المنتج المشارك محمد الرشيدي الذي اشترى الحقوق الخاصة بإنتاج الفيلم وسيتم تصوير مشاهده الباقية بعد عيد الفطر، وهو بطولة نخبة كبيرة من النجوم وإخراج عمرو عرفة.