أعلن الجيش الأميركي أن جنوده تمكنوا، أمس السبت، بالتعاون مع "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) من اعتقال قيادي في "داعش" بسوريا، بينما أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الهجوم الذي نسب إلى التنظيم المتشدد في منطقة صحراوية بوسط #سوريا، أول من أمس الجمعة، أسفر عن مقتل 68 شخصاً، بحسب حصيلة جديدة.
عملية نظيفة
وقالت القيادة المركزية الأميركية في بيان إن القيادي المعتقل المعروف باسم "بتار" متورط في التخطيط لهجمات على مراكز اعتقال وتصنيع عبوات ناسفة. وأضافت أنه لم يسقط قتلى أو جرحى بين المدنيين أو الجنود الأميركيين المشاركين في العملية التي نفذت بواسطة مروحية وبمشاركة قوات "قسد" التي يقودها الأكراد.
وأشارت القيادة المركزية إلى أن العملية جاءت بعد يوم من إصابة أربعة جنود أميركيين خلال قيامهم بمهمة أخرى لتحييد قيادي بارز آخر في التنظيم في شمال شرقي سوريا يعرف باسم حمزة الحمصي الذي ذكرت القيادة المركزية الأميركية أنه "أشرف على الشبكة الإرهابية الفتاكة للتنظيم في شرق سوريا".
هجوم البادية
وبالعودة إلى الهجوم الدامي، قال مدير المرصد رامي عبدالرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية، "في المجموع قتل 61 مدنياً وسبعة عسكريين في هجوم" في البادية بشرق محافظة حمص.
وكثف التنظيم في الأشهر الأخيرة هجماته الدامية على رغم خسارته معاقله في سوريا والضربات التي تعرض لها من التحالف الدولي ضد المتشددين بقيادة الولايات المتحدة.
وأعلن التحالف، الجمعة، أنه قتل أحد قادة التنظيم في عملية أصيب خلالها أربعة عسكريين أميركيين.
وفي حصيلة سابقة، قال التلفزيون السوري الرسمي "53 شخصاً كانوا يجمعون الكمأة قتلوا في هجوم لإرهابيي (داعش) جنوب شرقي مدينة السخنة بشرق محافظة حمص".
ونقلت إذاعة "شام أف أم" القريبة من النظام عن وليد عودة مدير مستشفى تدمر الذي نقلت إليه جثث الضحايا أن بين القتلى سبعة عسكريين.
من جهته، أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان بأن بين القتلى سبعة عسكريين فيما البقية مدنيون.
ويأتي هذا الهجوم بعد أيام قليلة من هجوم مماثل وقع، أمس السبت، في المنطقة نفسها، وخلف 16 قتيلاً، بحسب المرصد الذي أوضح أن الضحايا كانوا يجمعون الكمأة بدورهم، لافتاً إلى خطف 60 شخصاً في الهجوم نفسه.
ويستغل التنظيم، وفق المرصد، خروج سكان المناطق الريفية النائية في وسط سوريا من أجل جمع الكمأة تمهيداً لبيعها، من أجل شن هجمات ضدهم. والكمأة الصحراوية تقطف عموماً بين فبراير (شباط) وأبريل (نيسان) وتباع بسعر باهظ.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وذكر المرصد السوري أن المهاجمين كانوا يستقلون دراجات نارية حين أطلقوا النار على ضحاياهم. وفي وقت سابق، الجمعة، أفرج تنظيم "داعش" عن 25 شخصاً من 60 كان قد خطفهم، السبت الماضي، وفق المصدر نفسه.
وهجوم الجمعة هو الأكثر دموية الذي يشنه التنظيم منذ أكثر من عام، حين هاجم سجناً في شمال شرقي سوريا، وتحديداً في منطقة تسيطر عليها القوات الكردية.
وأسفر الهجوم يومها عن 373 قتيلاً بينهم 268 متشدداً بعد معارك شرسة استمرت أياماً عدة، وفق المرصد.
ومنذ إعلان القضاء على خلافته عام 2019 وخسارته كل مناطق سيطرته، انكفأ التنظيم المتطرف إلى البادية السورية الممتدة بين محافظتي حمص (وسط) ودير الزور (شرق) عند الحدود مع العراق، حيث يتحصن مقاتلوه في مناطق جبلية.
وبين الحين والآخر يشن مقاتلو التنظيم هجمات في البادية تستهدف خصوصاً مقاتلين أكراداً وقوات النظام السوري.
وتلاحق القوات الأميركية والتحالف الدولي بقيادة واشنطن قياديي التنظيم. وتشن بين حين وآخر غارات وعمليات دهم أو إنزال جوي ضد عناصر يشتبه في انتمائهم إلى التنظيم في سوريا.
كذلك توجه المروحيات السورية والروسية ضربات تستهدف تحركات التنظيم ومواقعه في البادية.
ومساء الخميس، قتل قيادي مهم في التنظيم هو حمزة الحمصي، بحسب الجيش الأميركي الذي لفت إلى إصابة أربعة من جنوده خلال العملية.
وفي العاشر من فبراير أدت عملية أخرى نفذت مع القوات الكردية إلى مصادرة أسلحة ومقتل قيادي آخر في التنظيم.