Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

لغة جونسون غير الدبلوماسية من شأنها تهديد العلاقات البريطانية - الأميركية

من غير الحكيم أن نضع جانباً حسن النية الأميركية ودعمها خلال المراحل الأخيرة والحساسة للجهود المبذولة كي يتحقق "بريكست"

لم يرغب جونسون في قبول فكرة أنّ بايدن هو كاثوليكي من أصول إيرلندية مهتم إلى درجة كبيرة بأوضاع الجزيرة الإيرلندية (رويترز)

ملخص

بينما تبتهج أوروبا و #بريطانيا بالتوصل إلى اتفاق حول #إيرلندا_الشمالية يقوم رئيس الحكومة السابق بوريس #جونسون بإطلاق تصريحات من شأتها تهديد العلاقات مع واشنطن

البداية كانت مع "اللعنة على قطاع الأعمال"، واليوم ها هو يفاجئنا بـ "اللعنة على الأميركيين" F*** the Americans.

لا يمكن لبوريس جونسون إلا أن يكون بوريس جونسون، بحسب ما يقوله المدافعون عن رئيس الوزراء البريطاني السابق، تماماً كما آخرون ممن يتمنون أن يختفي جونسون تماماً، ولكنهم يلتزمون الصمت لعدم رغبتهم في التأثير على وحدة حزب المحافظين المهزوزة، عبر القول إن لغة بوريس جونسون وتصرفاته تجاه من خلفه في منصب رئيس الوزراء تخرج عن السياق المقبول لما يمكن قوله، ولا تنبع من تصرفات حميدة.

كان علينا أن نتعود على نوع جديد من الخطاب السياسي منذ أصبح بوريس جونسون شخصية سياسية مهمة [في الحياة العامة البريطانية]، فهو لعب دور الشرير في المسرحية الصامتة لإثارة الضحك والتصفيق، فيما نجحت وعوده الفارغة في إقناع 37 في المئة من الناخبين للتصويت من أجل الخروج من الاتحاد الأوروبي، وفي النهاية تمكن من الفوز في الانتخابات العامة عام 2019. 

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

إن أترابه من زعماء الدول المختلفة أيضاً اعتادوا على شخصيته، "إنه من أكبر الكذابين وأنا لا أثق به ولو قليلاً، ولكنه مضحك أكثر من غيره"، بحسب ما قاله أحد الزعماء الأوروبيين عن جونسون، لكن اللغة تماماً كالأفعال تترك تداعياتها حتى حين يستخدم رئيس الوزراء السابق العبارة المكونة من الحروف الأربعة ممازحاً.

لم يرغب جونسون أبداً في قبول فكرة أن الرئيس جو بايدن كاثوليكي من أصول إيرلندية – أميركية ومهتم إلى درجة كبيرة بأوضاع الجزيرة الإيرلندية، وفي الأخير فبايدن كان أحد أربعة أعضاء في مجلس الشيوخ الأميركي من الحزب الديمقراطي الذين عملوا على إقناع الرئيس بيل كلينتون عام 1994 أن يغامر "وأن يسعى إلى تحقيق السلام" من خلال السماح [لزعيمي حزب ’شين فين‘ المحظور التعامل معهم في بريطانيا في حينه] جيري آدمز، ومارتن ماغينس بزيارة الولايات المتحدة الأميركية على رغم اعتراضات حكومة المملكة المتحدة، وكاتب هذه السطور كان يعمل في واشنطن في تلك الفترة وعاصر ما أثارته الزيارة من لغط.

لطالما كان الرئيس بايدن مرتاب من كل مسار الخروج من أوروبا (بريكست) لأنه كان يعتقد أنه كان من مصلحة الولايات المتحدة الأميركية (ومن مصلحة المملكة المتحدة) أن تبقى بريطانيا عضواً في الاتحاد الأوروبي، وكان قلقاً على وجه الخصوص من جراء تداعيات تلك الخطوة على مستقبل "اتفاق الجمعة العظيمة" [التي أرست السلام في إقليم إيرلندا الشمالية بين البروتستانت والكاثوليك].

وشأنه شأن جميع من يتابعون تطورات المسألة الإيرلندية، لاحظ الرئيس بايدن وإدارته وبسرعة أن بروتوكول إيرلندا الشمالية الذي تفاوض من أجل التوصل إلى تحقيقه، ثم تراجع عنه رئيس الحكومة في ذلك الوقت [بوريس جونسون]، لم يكن حلاً موثوقاً للمشكلة.

هناك تكهنات منتشرة تقول إن الرئيس بايدن سيقوم بزيارة إلى المملكة المتحدة وإيرلندا لمناسبة الذكرى الـ 25 لتوقيع اتفاق السلام المعروف بـ "اتفاق الجمعة العظيمة"، بشرط أن يتم العثور على طريقة مجدية تبقي إيرلندا الشمالية ضمن السوق الأوروبية الموحدة، فيما تكون بقية أجزاء المملكة المتحدة خارج تلك السوق بسبب اتفاق الخروج القاسي الذي تفاوضت عليه إدارة جونسون.  

إن الدعم الأميركي لمسيرة السلام واتفاق الجمعة العظيمة نفسه شكّلا أهمية كبيرة، خصوصاً لكونها منحت تأكيدات للقوميين [الإيرلنديين] وآخرين ممن كانوا لا يثقون كثيرا في نيات الحكومة البريطانية بخصوص هذه المسألة.

هذا الأسبوع في بوسطن الأميركية، أنا أتطلع للاجتماع مع مبعوث الإدارة الأميركية الحالي إلى إيرلندا الشمالية عضو الكونغرس السابق جو كينيدي، للوقوف على آخر المستجدات.

تنظر واشنطن بإعجاب إلى المواقف الثابتة التي أظهرها كل من جونسون ومن خلفه على رأس السلطة البريطانية على المستوى الأخلاقي والسياسي في عملية توفير الدعم لأوكرانيا، لكن هناك شكوكاً، وأخيراً قام في التعبير عنها جنرال أميركي كبير، عن مدى قدرتنا في تحويل هذا التصريحات القوية إلى دعم عسكري يماثلها قوة.

إنه من غير الحكيم أن نضع جانباً حسن النية الأميركية ودعمها في المراحل الأخيرة والحساسة للجهود المبذولة "كي يتحقق ’بريكست‘"، ومن الواضح أن رئيس الحكومة البريطانية الحالي ليس لديه أية نية للتصرف بشكل غير مسؤول، ولا أن يقوم بالمخاطرة بفرص نجاح الزيارة الرئاسية المتوقعة، وسيكون عاملاً مساعداً لسوناك لو قام من سبقوه في رئاسة الوزراء وخصوصاً شخص واحد، بالتوقف عن تحويل وظيفة صعبة إلى وظيفة مستحيلة، وأن يقلع عن الإساءة إلى أحد أهم حلفاء المملكة المتحدة وشريكها الأساس [في مسيرة السلام الإيرلندية]، لأسباب لا يبدو أن لها أية علاقة بمصالح الشعب في إيرلندا الشمالية.

 السير بيتر ويستماكوت كان سفيراً لبريطانيا في الولايات المتحدة الأميركية من 2012 إلى 2016

© The Independent

المزيد من آراء