ملخص
عندما قدم لاوبن توقعاته على #محطة_أميركية لاحظ سكان #بلدة_آموري أن هناك تطوراً مختلفاً، فقد قال للمشاهدين، "يا سكان الجهة الشمالية لبلدة آموري، الإعصار آت إليكم"
#الولايات_المتحدة
#إعصار
لطالما كان الطقس العاصف مشهداً مألوفاً اعتادت عليه ليا آن هابرد وجيرانها في بلدة آموري الصغيرة الواقعة في ولاية مسيسيبي الأميركية، إذ دأب معظم السكان المحليين على متابعة مدير الرصد الجوي مات لاوبن على شاشة التلفزيون المحلي ليسمعوا منه توقعاته للأحوال المناخية، وعادة ما لا يتأثر إلى حد ما سكان البلدة بالرياح العاتية والطقس القاسي الذي يطغى على منطقتهم، نظراً إلى تواتر مثل هذه الأحوال المناخية في أجوائهم.
لكن عندما قدم لاوبن توقعاته ليلة الجمعة على محطة WTVA المحلية لاحظ سكان بلدة آموري أن هناك تطوراً مختلفاً للغاية هذه المرة، فقد قال للمشاهدين بنبرة ملحة، "يا سكان الجهة الشمالية لبلدة آموري، الإعصار آت إليكم".
ومع عرض صور بيانية أكثر تفصيلاً لمسار الإعصار قال لاوبن "أيها السيد المسيح أرجوك أن تساعدهم. آمين".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
في تلك اللحظات كانت الطاقة قد انقطعت عن منزل السيدة هابرد عندما قام لاوبن بتلاوة تلك الصلاة، لكنها وصفت لـ "اندبندنت" عبر الهاتف يوم الأحد كيف أن إلحاح الخبير في الرصد الجوي طوال فترة البث الحي أسهم في جعلها تسارع إلى الاحتماء مع كلبيها تحت فراش داخل حوض الاستحمام في منزلها، وقالت هابرد البالغة من العمر 45 سنة لـ "اندبندنت"، "لقد أنقذ لاوبن بالتأكيد أرواح كثيرين".
وكان الإعصار الذي تحول إلى عاصفة هوجاء وحذر منها لاوبن شق مساراً من الدمار امتد مسافة 170 ميلاً (274 كيلومتراً)، وطاول أجزاء مختلفة من الجنوب يوم الجمعة الفائت مما أدى إلى مقتل 26 شخصاً على الأقل في ولايتين أميركيتين.
الخبير المناخي قرع جرس الإنذار وهو يراقب على شاشة رادار كيف كانت تتشكل تلك الكتلة الهائلة وتتحرك نحو بلدة آموري التي تقع في ولاية مسيسيبي ويقطنها نحو 6 آلاف نسمة.
وتضيف هابرد، "كنا نعلم أن الإعصار آت إلا أننا لم نكن نعرف أنه سيلامس الأرض، لكن فجأة رجّح مات أن يكون هذا الإعصار مميتاً، وما أتذكره هو أنه كرر مراراً كلمة ’مميت‘".
وعلى رغم تعرض المنطقة لعواصف شديدة بشكل متواتر إلا أنها قالت إن "معظمنا لم يسبق له أن كان موجوداً في بلدة ضربها إعصار".
وتابعت تقول إن "هناك احتمالاً لحدوث عواصف رعدية شديدة كل أسبوع، لا سيما خلال فصلي الربيع والخريف، لكن ما جعل الأمر مختلفاً هذه المرة هو أولاً حلول الإعصار في مدينة واينونا، وتيقننا من حدوث الأمر نفسه لنا، وقد كان لدينا أمل في أن ينحسر لكننا كنا ندرك أنه يتوجب علينا أن نستعد له".
وتضيف أن ما اختلف حقاً هذه المرة هو قول مات لاوبن "’إنه إعصار مميت يا سكان آموري، احتاطوا واحتموا منه‘ ثم ما حصل تالياً بات معلوماً".
وتلفت هابرد إلى أن كلمات الخبير المناخي هي التي حفزتها على الاحتماء، مؤكدة أن "الجميع هنا يتابعونه لمعرفة ما إذا كان يجب عليهم أن يحتموا من إعصار ما، وقد منحتنا كلماته زهاء ساعة من الوقت للاستعداد والتعامل مع الأمر بجدية، وبالتالي سارعت إلى نقل فراش سريري إلى حوض الحمام حيث احتميت مع كلبيْ".
غير أن نداءات لاوبن التحذيرية سرعان ما تحولت إلى واقع مرعب، وتقول هابرد "إن آخر ما سمعته يقوله هو أن ’هناك حطاماً على ارتفاع 7 آلاف قدم (أكثر من كيلومترين) في الهواء‘ وبعدئذ انطفأت الأنوار وانقطعت خدمة الهاتف وساد ظلام من حولي أنا والكلبين، وقد كان الأمر مروعاً فكل ما كان يتناهى إلى مسمعي هو صوت هطول المطر الذي كان مصحوباً برعد شديد، ويصعب في الواقع تذكر التفاصيل لأننا كنا في وضع نشعر فيه بالخطر ويحتم علينا إما المواجهة أو الهرب، لكن علاوة على ذلك كان هناك شعور بالقوة الجامحة للإعصار".
وتتابع وصف تلك اللحظات قائلة "ينتابك شعور بأن ثمة وحشاً ضارياً يحوم فوق منزلك وبلدتك، وأن ليس في يدك حيلة وكل ما عليك القيام به هو اللجوء إلى الصلاة لنفسك والآخرين".
تعرضت بلدة آموري لأضرار جسيمة بينما اقتلعت العاصفة معظم سطوح منازل بلدة "رولينغ فورك" تقريباً، وهي تقع على بعد أكثر من ثلاث ساعات إلى الشمال في ولاية مسيسيبي، وقضى أكثر من 10 أشخاص نحبهم في مقاطعة شاركي وحدها التي تقع فيها بلدة "رولينغ فورك".
"وكالة إدارة الطوارئ في مسيسيبي" Mississippi Emergency Management Agency (MEMA) أوضحت يوم السبت الفائت أن الإعصار الذي ضرب "رولينغ فورك" و"سيلفر سيتي" صنف مبدئياً على أنه إعصار ضخم من الفئة الرابعة.
وفي مقاطعة مونرو حيث تقع بلدة آموري أعلن الطبيب الشرعي في ساعة متأخرة من مساء السبت وفاة أب وطفلة، وقد توفي إيثان هيرندون البالغ من العمر 34 سنة ورايلي ماي هيرندون الطفلة البالغة من العمر 23 شهراً في منزلهما في رين على بعد ثمانية أميال (13 كيلومتراً) من آموري.
وأوضحت السيدة هابرد أنها عندما غامرت بالخروج من منزلها للاطلاع على حجم الأضرار التي أصابت بلدتها يوم السبت بدا الأمر وكأنه "نهاية العالم"، وأشارت إلى أن المنازل كانت لا تزال مغطاة بالأشجار، فيما تمت إزالتها من الشوارع وكان الحطام لا يزال مكدساً على طول الطرقات التي تم فتحها.
وأضافت، "لم نعد نرى كثيراً من الناس في الأرجاء، ولا بد من أنهم رحلوا إلى مكان آخر كي يتسنى لهم استيعاب ما حصل والتعافي بعض الشيء من آثار الصدمة".
وأردفت، "أما الأشخاص الذين كانوا يشاهدون ما جرى فهؤلاء صمدوا في أماكنهم وهم يشعرون بالإرهاق. إنهم ينكبون على العمل بجد لكن ليس بداعي الحماسة أو الذعر أو الإذعان لما حصل، فهم لا يزالون تحت تأثير الصدمة ويقومون بما في وسعهم".
في غضون ذلك أعلن حاكم ولاية مسيسيبي تيت ريف حال طوارئ في المقاطعات المتضررة، إذ وعد الرئيس الأميركي جو بايدن و"الوكالة الفيدرالية لإدارة الطوارىء" Federal Emergency Management Agency (FEMA) بتقديم مساعدة اتحادية شاملة، وكانت الأعاصير الأكثر فتكاً ضربت تلك المنطقة منذ ما لا يقل عن عقد من الزمن وربما منذ أكثر من نصف قرن.
وقالت السيدة هابرد المتطوعة في جمعية "أموري هيومين سوسايتي" الخيرية Amory Humane Society (التي تعنى بسلامة الحيوانات وتقيم ملاذات لها)، إنها عندما وصلت إلى مركز الجمعية وجدت أنه قد تعرض لأضرار بالغة.
وقد طلبت الجمعية من ملاجئ أخرى للحيوانات التدخل لتقديم المساعدة لأن المقر تعرض لضربة شديدة، وقالت هابرد "لكننا نعتبر أنه من المعجزة عدم إصابة أي من الحيوانات بأذى، وبحلول يوم الأحد تم إيواء جميع الحيوانات تقريباً بأمان في مكان آخر".
في غضون ذلك كان سكان بلدة آموري يشكرون الله على النعم التي يعود بعضها بحسب اعتقادهم إلى الصلاة التي قام بتلاوتها بشكل عفوي عالم الرصد الجوي المحلي.
وتكشف وسائل التواصل الاجتماعي للسيد لاوبن، الحائز جائزة "إيمي" الدولية مرات عدة، عما ربما يعد بشير إنقاذ من تلك المأساة من خلال بثه المصيري الذي قدمه يوم الجمعة الفائت.
يشار إلى أن مات لاوبن يركز في سيرته الذاتية على ثلاث نقاط يعتبرها من أهم الأمور وهي "الله والعائلة والطقس".
وتقول لي آن هابرد أخيراً إنه "لولا السيد مات والإنذارات التي أطلقها بحلول الإعصار لما كنا عرفنا بأن أمراً سيئاً آتياً إلا بعد فوات الأوان".
© The Independent