ملخص
#هيئة_محلفين كبرى في مانهاتن وجهت اتهامات للرئيس الأميركي السابق #دونالد_ترمب بعد تحقيق حول دفع أموال لإسكات #ستورمي_دانييلز
قالت محامية الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، اليوم الجمعة، إن الأخير تم استدعاؤه للمثول أمام المحكمة، الثلاثاء المقبل، بعد أن وجهت هيئة محلفين كبرى اتهامات إليه بشراء صمت ممثلة إباحية عام 2016.
وأوضحت سوزان نيتشيليس، في بيان، "نتوقع تلاوة لائحة الاتهام الثلاثاء" من دون أن تذكر مزيداً من التفاصيل.
وفي وقت لاحق قال أحد محاميه جو تاكوبينا يوم الجمعة إن الرئيس السابق لن يتم تقييد يديه عندما يحضر الأسبوع المقبل إلى نيويورك لمواجهة اتهامات جنائية في المحكمة، بموجب شروط صفقة متفق عليها بين محاميه والمدعين العامين في مانهاتن.
قال تاكوبينا في مقابلة إنه يتوقع استمرار الاعتقال كإجراء روتيني يوم الثلاثاء، عندما يواجه ترمب لائحة اتهام بعد تحقيق هيئة محلفين كبرى.
وقال تاكوبينا "لا أعرف كيف سينتهي كل هذا. لا يوجد كتاب مدرسي لمعرفة كيف تحاكم رئيسًا سابقًا للولايات المتحدة في محكمة جنائية".
ولم يتسن الوصول إلى مكتب المدعي العام لمقاطعة مانهاتن ألفين براج على الفور للرد على تعليقات تاكوبينا.
وقال تاكوبينا إن ترمب وفريق دفاعه فوجئوا بأخبار لائحة الاتهام: "في البداية شعرنا جميعًا بالصدمة. لم أصدق أنهم في الواقع سيمضون هذا الأمر لأنه لا توجد جريمة هنا".
ستورمي فخورة
من جهتها، قالت ستورمي دانيلز، الممثلة الإباحية التي سيحاكم ترمب بسببها جنائياً، في مقابلة نشرت الجمعة إنها "فخورة" برؤية الرئيس الأميركي السابق يواجه العدالة و"تأمل" في أن يتم استدعاؤها إلى المحكمة للإدلاء بشهادتها.
وفي مقابلة أجرتها معها صحيفة تايمز البريطانية صرحت الممثلة البالغة 44 عاماً، "إنه أمر عظيم ومثير للإعجاب وأنا فخورة". وأضافت الممثلة التي تدعي أنها أقامت علاقة جنسية مع ترمب قبل انتخابه عام 2016، في مزاعم ينفيها الرئيس السابق، أن "الوجه الآخر لهذه المسألة هو أنها ستواصل تقسيم الناس وستقودهم للنزاع".
وتابعت الممثّلة واسمها الحقيقي ستيفاني كليفورد "مهما كانت النتيجة فهي ستؤدّي إلى العنف"، مشيرة إلى تهديدات بدأت تتلقّاها منذ الإعلان عن توجيه لائحة اتهام جنائية إلى ترامب.
وقالت إنها "لأول مرة في حياتها" تشعر بالخوف. وأردفت "لست خائفة منه أو من الحكومة، لكن كل ما يتطلبه الأمر هو مؤيد مجنون يعتقد أنه يتعين عليه القيام بعمل الله أو حماية الديمقراطية".
لكنها مع ذلك أعربت عن "الأمل" في أن يتم استدعاؤها للإدلاء بشهادتها في المحكمة ضد الرئيس الجمهوري السابق، وإن لم يتم استدعاؤها رسمياً بعد. وأضافت "لست خائفة، ليس لدي ما أخفيه وأنا سعيدة بإخبار الجميع بما أعرفه".
بايدن: لا تعليق
ورفض الرئيس الأميركي جو بايدن الإدلاء بأي تعليق الجمعة على الاتهام الذي وجه إلى سلفه حين سُئل مراراً حول هذا الموضوع من جانب الصحافيين الذين تجمعوا قبل مغادرته البيت الأبيض ليقوم بجولة في ميسيسيبي.
وأفادت شبكة "سي أن أن" بوجود أكثر من 30 تهمة تتعلق بمخالفات بهدف إخفاء عملية دفع مبلغ 130 ألف دولار لدانييلز. ونقلت الشبكة عن مصادر أنه من المرجّح أن يمثل ترمب أمام القضاء في نيويورك الثلاثاء لتوجيه الاتهامات إليه.
جوزيف تاكوبينا، أحد محامي ترمب، قال بدوره إنه من المرجّح أن يحضر الرئيس السابق إلى المحكمة الثلاثاء وإن العمل جار على الأمور اللوجيستية. وأضاف في حديث لقناة "أن بي سي"، "لن يختبئ (ترمب) في مارالاغو"، حيث مقر إقامته في فلوريدا.
وقال تاكوبينا إن ترمب لن يقبل بصفقة يقر بموجبها بالذنب، مؤكداً أنه "لا توجد جريمة".
وطُلب من ترمب أن يسلم نفسه الجمعة، لكن محاميه قالوا إن جهاز أمنه يحتاج إلى وقت إضافي لإتمام الاستعدادات الأمنية، بحسب ما قال مصدران مطلعان على الأمر لوكالة "أسوشيتد برس".
ولم يذكر المدعون إذا ما كانوا يعتزمون السعي إلى سجن الرئيس السابق في حال إدانته، وهو إجراء لو حصل لن يمنع ترمب من السعي إلى الرئاسة وتوليها.
مدفوعات مالية
وصوتت هيئة محلفين كبرى في نيويورك على توجيه الاتهام إلى الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب بعد تحقيق في شأن مدفوعات مالية جرى تسديدها لشراء صمت ممثلة الأفلام الإباحية ستورمي دانييلز قبل انتخابات عام 2016، بحسب ما ذكرت وسائل إعلام أميركية عدة، الخميس.
وأكد المدعي العام في مانهاتن المنتمي للحزب الديمقراطي ألفين براغ توجيه الاتهام لترمب وأفاد مكتبه بأنه تم الاتصال مع محامي ترمب لـ"تنسيق تسليم نفسه (...) من أجل مثوله لتلاوة الاتهام".
وقال المتحدث باسم براغ في بيان، إنه "سوف يتم توفير الإرشادات عند اختيار موعد توجيه الاتهام"، مضيفاً أن قرار الاتهام لا يزال مختوماً.
وقد تؤثر الاتهامات على سباق الانتخابات الرئاسية في 2024.
ويُرجح أن يتم في الأيام المقبلة الإعلان عن لائحة الاتهام الممهورة بختم من مكتب المدعي العام في مانهاتن، بحسب ما نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن أربعة أشخاص على دراية بالموضوع.
وقد يُصبح الجمهوري البالغ من العمر 76 عاماً أول رئيس سابق أو رئيس في المنصب يُوجه إليه الاتهام بارتكاب جناية، وذلك على أعتاب الانتخابات الرئاسية التي يسعى ترمب إلى خوضها.
ترمب يرفض الاتهامات
ورفض ترمب قرار توجيه الاتهام له في قضية شراء صمت ممثلة الأفلام الإباحية التي تزعم أنه أقام علاقة معها، وصبَّ جام غضبه على الادعاء العام وخصومه السياسيين.
وقال في بيان "هذه ملاحقة سياسية وتدخل في الانتخابات على أعلى مستوى في التاريخ"، مضيفاً "أعتقد أن هذه الملاحقة سوف تأتي بنتائج عكسية على جو بايدن".
وأضاف "حتى قبل تأديتي اليمين رئيساً للولايات المتحدة، شارك الديمقراطيون اليساريون الراديكاليون، أعداء الرجال والنساء الكادحين في هذا البلد، في حملة ملاحقة ضدي".
وفي بيان من خمس فقرات صدر في غضون دقائق من انتشار الأنباء عن قرار الاتهام، تعهد ترمب الانتقام في وقت يخطط للعودة إلى البيت الأبيض في انتخابات عام 2024.
وقال "الديمقراطيون كذبوا وخادعوا وسرقوا في هوسهم بمحاولة اصطياد ترمب، لكنهم الآن فعلوا ما لا يمكن تصوره - توجيه اتهام إلى شخص بريء تماماً، في تدخل فاضح في الانتخابات".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأضاف "أن استخدام نظامنا القضائي سلاحاً لمعاقبة خصم سياسي، صادف أنه رئيس للولايات المتحدة والمرشح الجمهوري الأبرز لمنصب الرئيس، لم يحدث من قبل على الإطلاق".
وشدد ترمب الذي نظم أول مهرجان انتخابي له، نهاية الأسبوع الماضي، على "أننا سنهزم جو بايدن ونطرد فلول هؤلاء الديمقراطيين المحتالين من البيت الأبيض". وقال ترمب في السابق، إنه سيواصل حملته للفوز بترشيح الحزب الجمهوري لخوض الانتخابات إذا وجهت له اتهامات جنائية.
وبعد فترة وجيزة، ناشد ترمب أنصاره تقديم المال من أجل الدفاع القانوني. وتقول حملته إنه جمع أكثر من مليوني دولار منذ أن توقع في 18 مارس (آذار) توقعاً خاطئاً أنه سيُعتقل بعد أربعة أيام.
سوء تصرف قضائي
وانتقد إريك، الابن الثاني لترمب، الاتهام الموجه لوالده واصفاً القضية بأنها ذات دوافع سياسية.
وقال على "تويتر" "هذا سوء تصرف قضائي ينتمي إلى دول العالم الثالث. إنه استهداف انتهازي لخصم سياسي في عام الحملات الانتخابية".
نائب ترمب السابق مايك بنس قال بدوره، "لن يؤدي هذا إلا لمزيد من الانقسام في بلدنا".
"أضرار غير قابلة للإصلاح"
بدوره، اعتبر رئيس مجلس النواب الأميركي الجمهوري كيفين مكارثي، أمس الخميس، أن قرار توجيه الاتهام إلى ترمب ألحق بالبلاد "أضراراً لا يُمكن إصلاحها"، في وقت يشن حلفاء الرئيس السابق هجوماً عنيفاً على الديمقراطيين والمسؤولين القضائيين.
وقال مكارثي، إن المدعي العام في مانهاتن "أضر ببلادنا بشكلٍ لا يمكن إصلاحه، في محاولة للتدخل في انتخاباتنا الرئاسية". وأضاف "الشعب الأميركي لن يتسامح مع هذا الظلم، ومجلس النواب سيُحاسب ألفين براغ واستغلاله غير المسبوق للسلطة".
ديسانتيس: اتهام ترمب مناف للقيم الأميركية
وانتقد رون ديانتيس، المنافس الأبرز لترمب لنيل ترشيح الحزب الجمهوري في انتخابات 2024 الرئاسية، توجيه الاتهام للرئيس السابق واصفاً الأمر بأنه "منافٍ للقيم الأميركية".
وقال ديسانتيس حاكم فلوريدا حيث مقر إقامة ترمب إنه "لن يساعد في طلب تسليمه بالنظر إلى الظروف المشكوك فيها" للائحة الاتهام التي وصفها بأنها جزء من "أجندة سياسية".
"لا أحد فوق القانون"
من جانبه، صرح محامي دانييلز، الخميس، أن توجيه الاتهام إلى ترمب يظهر أنه "لا أحد فوق القانون".
وقال كلارك بروستر إن "اتهام دونالد ترمب ليس مدعاة للفرح"، مضيفاً "الآن لندع الحقيقة والعدالة تسودان".
وكتبت دانييلز التي تتعاون مع القضاء منذ حوالى ست سنوات، في تغريدة، "أتلقى كمية من الرسائل إلى حد لا يمكنني الرد عليها".
ومن الجانب الديمقراطي، قال تشاك شومر، كبير الديمقراطيين في مجلس الشيوخ، "أشجع منتقدي السيد ترمب ومؤيديه على ترك العملية تمضي قدماً بسلام ووفقاً للقانون".
واعتبر النائب الديمقراطي آدم شيف أن "توجيه الاتهام وتوقيف رئيس سابق حدثان فريدان في التاريخ الأميركي".
اعتقال رمزي
ويسعى قضاء نيويورك منذ سنوات لتحديد إذا ما كان الرئيس الجمهوري السابق أدلى بتصريحات كاذبة، وهو جرم غير فادح، أو خالف القوانين حول تمويل الحملة الانتخابية، وهي جناية.
وسيتحتم على ترمب "تسليم نفسه" إلى محكمة مانهاتن حيث سيتلو عليه قاض بيان الاتهام قبل أن يوضع لفترة وجيزة رمزية "قيد الاعتقال" ويتم تصويره وأخذ بصماته. وسيعلن إن كان يقر بذنبه أم يؤكد براءته.
والشاهد الأساسي في الملف هو محامي ترمب السابق مايكل كوهين الذي أصبح عدوه اللدود، وهو الذي دفع المبلغ لستورمي دانييلز عام 2016 وأعيد تسديده له لاحقاً. وبعدما قضى عقوبة بالسجن، تعاون كوهين مع التحقيق اعتباراً من نهاية 2018 وأدلى بشهادته مراراً أمام هيئة المحلفين الكبرى.