Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

السعودية وجهة واعدة للسياح الآسيويين

ارتفاع معدلات الإنفاق السياحي لأعلى مستوى له خلال عام 2022

جاءت السعودية ضمن أكثر الدول العربية استقبالاً للسياح الأجانب العام الماضي (رويترز)

ملخص

#السعودية الأكثر جذباً للسياح في #العالم_العربي خلال عام 2022

حققت السعودية خلال العام الماضي قفزة في القطاع السياحي مع وصول عدد زوار المملكة من الخارج إلى 29.5 مليون زيارة عام 2022، كما بلغ حجم إنفاق السياح الأجانب 23.5 مليار دولار. اهتمام السعودية بالقطاع السياحي ينبثق من رؤيتها لعام 2030 التي تسعى من خلالها إلى اجتذاب 100 مليون زائر حتى عام 2030. ويمثل السياح الآسيويون فرصة للسوق السياحية السعودية، خصوصاً مع ارتباط السعودية بعلاقات قوية ومتميزة مع عدد من دول شرق آسيا وجنوب شرقها وتسهيل نظام التأشيرات السياحية ورقمنتها. ففي الأعوام الأخيرة، أضحى الصينيون من بين أكثر الجنسيات إقبالاً على زيارة السعودية كما ارتفعت معدلات اهتمام مسافري ماليزيا بزيارة المملكة وفق إحصاءات حديثة.
 
طفرة سياحية

جاءت السعودية ضمن أكثر الدول العربية استقبالاً للسياح الأجانب العام الماضي، بحيث سجلت زيارة 18 مليون سائح دولي في تسعة أشهر من عام 2022. وتشير الإحصاءات الأخيرة كذلك إلى ارتفاع معدلات الإنفاق السياحي لأعلى مستوى له خلال العام الماضي إذ بلغ 23.5 مليار دولار وفق بيانات البنك المركزي السعودي. وبحسب صحيفة "فايننشال تايمز" سجلت السعودية عام2021 زيارات داخلية وخارجية بلغت 67 مليون زيارة، فيما عدّ الآسيويون الأكثر زيارة للمملكة.

وتعبر الأرقام عن الطفرة الكبيرة والقفزة التي يشهدها القطاع السياحي السعودي خلال الأعوام الأخيرة مع توجه سياسات المملكة إلى التركيز على السياحة في السعودية وجذب السياح من مختلف دول العالم من خلال تنوع المشاريع السياحية التي تنفذها المملكة في الفترة الحالية، وكان آخرها إعلان صندوق التنمية السياحي في يناير (كانون الثاني) توقيع اتفاق لإنشاء مشاريع تنموية في جنوب المملكة ومشاريع استثمارية وسياحية تبناها صندوق الاستثمارات العامة وشركاته القابضة باستثمارات حيوية بلغت مليارات الدولارات  في عدد من مناطق المملكة. فيما أضحت المملكة من أسرع دول العالم في استخراج التأشيرة السياحية حالياً، فاستهدفت مواطني 49 دولة يشكلون أكثر من 80 في المئة من الإنفاق السياحي العالمي، فاستخراج التأشيرة رقمياً لا يستغرق دقائق وبرسوم لا تتجاوز 80 دولاراً.

وسجل القطاع السياحي خلال شهري يناير وفبراير (شباط) من العام الجاري أرقاماً قياسية ووصل عدد زائري المملكة في يناير إلى حوالى 2.4 مليون زائر، بينما سجلت المملكة في فبراير  2.5 مليون سائح. وذكر وزير السياحة السعودي أحمد الخطيب أن صندوق التنمية السياحية يمول ما يصل إلى 25 مشروعاً خلال الفترة المقبلة. وتستهدف وزارة السياحة وصول مساهمة قطاع السياحة إلى حوالى 10 في المئة من إجمالي الناتج الاقتصادي المحلي للسعودية بإضافة ما يتراوح بين 70 إلى 80 مليار دولار بحلول 2030. كما تسعى السعودية إلى استقطاب 100 مليون زائر حتى 2030. 

اتفاقات وشراكات

وفي سبيل تعزيز وإرساء مكانتها السياحية، عقدت السعودية اتفاقات عدة مع مختلف الحكومات وكان من بينها دول شرق آسيا. ووقعت السعودية في 2016 اتفاقاً مع وزارة السياحة والثقافة الماليزية في مجال التعاون السياحي بما يتيح للبلدين تبادل الخبرات والمعلومات في مجالات البرامج والخدمات السياحية. كما وقعت الخطوط الجوية السعودية في ديسمبر (كانون الأول) الماضي اتفاق ترميز جديد مع الخطوط الماليزية لتوسيع الوجهات وخيارات السفر بين البلدين. 

وفي أغسطس (آب) من عام 2021، افتتحت الهيئة السعودية للسياحة مكتباً تجارياً في ماليزيا يغطي إقليم جنوب شرقي آسيا يختص بترويج القطاع السياحي السعودي في جنوب شرقي آسيا وزيادة الوعي المعرفي والثقافي بالمملكة للسياح من مختلف دول الإقليم وخارجه. وفي مايو (أيار) الماضي، وقع طيران السعودية مع هيئة السياحة التايلاندية على مذكرة تعاون تساعد في تمهيد الطريق لتحسين القطاع السياحي والجهود السياحية بين البلدين.

وكان أحدث هذه الاتفاقات السياحية، اتفاق أبرم في مارس (آذار) من العام الجاري بين الرياض وبكين، حيث وقع الرئيس التنفيذي للهيئة السعودية للسياحة فهد حميد الدين ونائب وزير الثقافة والسياحة الصينية مذكرة تفاهم للإسراع في عملية اجتذاب جماعات السياح الصينيين والتعاون في جهود السياحة بين البلدين. 

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

الصينيون المورد السياحي الأكبر

تمثل الصين أكبر وأهم مصدر للسياح الدوليين على مستوى العالم، حيث يعد السياح الصينيون أكبر المنفقين في السياحة الخارجية. وبحسب بيانات منظمة السياحة العالمية، أنفق السياح الصينيون حوالى 255 مليار دولار عام 2019، ولكن نظراً إلى وباء كورونا فلم يسمح للصينيين بالسفر خارج البلاد طيلة الأعوام الثلاثة الماضية، ولم تفتح رحلات السفر الخارجية من الصين إلا في نهاية العام الماضي.

وجاءت الاستجابة الصينية للسياحة في السعودية مع بداية إطلاق التأشيرة السياحية للمملكة للمرة الأولى، فبحسب بيانات وزارة الخارجية السعودية عام 2020، كان الصينيون في صدارة الحاصلين على التأشيرة السياحية للمملكة بنحو 18 ألف سائح، بينما كانت ماليزيا ضمن قائمة أفراد الدول الأكثر حصولاً على التأشيرة السياحية السعودية كذلك. ويسهم حجم الإنفاق للسياح الصينيين إلى جانب العلاقات المتميزة بين بكين والرياض في اجتذاب السياح الصينيين إلى المملكة في ظل سياستها الجديدة لترويج السياحة ودعمها. 

ومن قبل الجائحة، بدأت دول الشرق الأوسط تبرز من بين الوجهات السياحية المفضلة للسياح الصينيين وعلى رغم ما تشير إليه الإحصاءات الأخيرة إلى أن الوجهات الأكثر تفضيلاً للسياح الصينيين هي دول أوروبا وأستراليا وكندا واليابان وكوريا الجنوبية، ظهرت بعض الدول من الشرق الأوسط في قائمة البلدان المفضلة للصينيين، بحيث تعد مصر الثالثة في قائمة أفضل الوجهات لجماعات السياح خلال الفترة السابقة بعد رفع حظر السفر على الصينيين، إلى جانب الإمارات العربية المتحدة التي شهدت ارتفاعاً كبيراً في عدد السياح الصينيين الواصلين إليها عام 2019. 

وفي الصين، يمثل التسوق النسبة الأكبر من قيمة الإنفاق السياحي، إذ يبلغ 30 في المئة من إنفاق السياح الصينيين، يليه الطعام، بما يوضح اهتمام الصينيين بأنشطة التسوق التي تعد من أوجه النشاط السياحي في السعودية.

السعودية وجهة واعدة 

يشكل السياح الآسيويون فرصة واعدة للسعودية، خصوصاً مع تمتع المملكة بعلاقات جيدة مع عدد من هذه الدول، وسط تطلع كثيرين من مواطني هذه الدول للسفر إلى السعودية للاستكشاف أو السياحة الدينية. فعلى سبيل المثال، في ماليزيا وصل عدد المعتمرين الوافدين منها منذ يوليو (تموز) الماضي وحتى مارس إلى 300 ألف معتمر، كما تشير إحصاءات إحدى وكالات السفر العالمية إلى أن الماليزيين توسعوا في الاستكشاف والسفر إلى السعودية بشكل خاص، فارتفعت معدلات الرغبة في البقاء هناك بنسبة 180 في المئة في الربع الثاني من عام 2022 مقارنة بعام 2019. كما بلغت قيمة الإنفاق السياحي للماليزيين عام 2021 حوالى 2.3 مليار دولار. ويسافر الماليزيون في جماعات أسرية ويفضلون التسوق، وتشير إحصاءات أوروبية إلى أن ما يصل إلى 42 في المئة منهم يفضلون المنتجعات والفنادق الفخمة، كما أن أفضل الأنشطة لديهم تجربة المطبخ المحلي والمغامرات البطيئة وزيارة الأماكن الثقافية والتاريخية، مما يجعل الطابع السياحي للمملكة مناسباً لأنشطة السياح الماليزيين.

يوصف الكوريون بالمحبين للسفر، حيث وصل نسبة من سافروا خارج البلاد إلى 29 مليون شخص عام 2018، ويعشق الكوريون الجنوبيون تجربة السفر الدولي والسياحة المرتبطة بالثقافات الأخرى، فهم ضمن دائرة السياحة المستقبلية للسعودية بما تتميز من تعددية تاريخية وثقافية في ربوع المملكة المتنوعة ثقافياً. وبلغت قيمة إنفاق السياح من كوريا الجنوبية عام 2021، 14 مليار دولار أميركي، وتظهر بيانات حديثة أن السياح الكوريين يفضلون الإنفاق في قطاع المنتجعات والفنادق الفخمة بما يتوافق مع المشاريع السياحية التي تعمل المملكة عليها.

أما الفيليبين، فعلى رغم سيطرة الولايات المتحدة على الوجهة الأولى للفيليبينيين تليها اليابان ثم الصين، فبعض دول الشرق الأوسط والمنطقة العربية أصبحت على قائمة الدول الـ10 الأكثر تفضيلاً للمسافرين من الفيليبين. وجاءت الإمارات العربية المتحدة والسعودية في هذه القائمة بحيث استقبلتا ما يزيد على 2000 زائر خلال عام 2021. بينما بلغت نسبة الإنفاق السياحي للفيليبينيين حوالى 155 مليون دولار أميركي.

فيما يفضل الإندونيسيون السفر إلى البلدان القريبة مثل سنغافورة وماليزيا إلى جانب تايلاند وهونغ كونغ والصين، لكن السعودية تبقى في قائمة الوجهات المفضلة لغالبية الإندونيسيين، خصوصاً لأداء العمرة، إذ تفيد إحصاءات لوكالات السفر الإندونيسية بأن ما يصل إلى مليون إندونيسي يسافرون سنوياً إلى المملكة. ويتوقع أن تسهم الإجراءات الجديدة في تسهيل الحصول على تأشيرات السفر في زيادة عدد السياح الإندونيسيين، تحديداً للأغراض الدينية وأداء مناسك العمرة.

كذلك تخطط السعودية لكسب السياح من الهند، حيث عقدت خلال العام الماضي عدداً من الشراكات مع هيئات هندية كما وقع البلدان اتفاق تفاهم في مجال السياحة يمهد الطريق لزيادة عدد السياح من الهند إلى المملكة، فيما أجرت الهيئة السعودية للسياحة عدداً من البرامج الترويجية في الهند، وتتوقع أن يصل عدد السياح الهنود إلى 2 مليون سائح خلال العام الجاري.

الحج والسياحة 

بحسب تصريحات حكومية، تتوقع وزارة الحج والعمرة استضافة أكثر من مليوني حاج خلال موسم الحج لعام 2023 الجاري ويبلغ متوسط زيارة السعودية لمعتمري دول جنوب شرقي آسيا والشرق الآسيوي 14 يوماً و40 يوماً خلال فترة الحج. ويستهدف القطاع الخاص الحجاج في إشغال فترة مكوثهم في فترتي الحج والعمرة  من خلال فعاليات ثقافية ومعارض دائمة ودورية ومن خلال الزيارات الدينية في منطقتي مكة والمدينة والمدن المجاورة لهما، إضافة إلى اهتمام جهات حكومية وخاصة بالمتاحف والمعارض الإسلامية والثقافية. وتعتبر جدة والطائف من أكثر المدن خارج الحرمين الشريفين زيارة للحجاج والمعتمرين، وأخيراً أقامت مؤسسة "بينالي" الدرعية معرضاً يهدف إلى تحفيز الحوار العالمي بين المجتمعات الفنية المتنامية والمتنوعة في المملكة وفي جميع أنحاء العالم، مطلقة نسختها الأولى من "بينالي للفنون الإسلامية" في مطلع عام 2023، لتكون منصة عالمية مهمة تسلط الضوء على طيف واسع من الأعمال الفنية الإسلامية المعاصرة والتاريخية من جميع أنحاء العالم.

التعليم السياحي 

تتجه وزارة التعليم إلى مواكبة التطور السعودي في المجال السياحي فتم فتح باب الابتعاث الدولي في مجالات ندر فيها المواطنون كمجال الضيافة والفندقة والسياحة، بينما فتحت الجامعات الحكومية والخاصة كليات في الضيافة العالمية وعقدت شراكات دولية، فعلى سبيل المثال عقدت جامعة الأمير مقرن بن عبدالعزيز شراكة مع جامعة لوزان السويسرية هي الأولى في مجال الضيافة العالمية للاستفادة من خبراتها ولتوطين قطاع الضيافة الدولية في المدينة المنورة والمملكة، فيما تتجه جامعات محلية إلى عقد دبلومات في الإرشاد السياحي بلغات العالم للتعرف إلى ملامح وتاريخ وحضارة المدينة المنورة عبر العصور، إلى جانب الشراكة مع القطاع الخاص في المجال الفندقي المنتهي بالتوظيف لتسريع عجلة النمو في هذا القطاع المتنامي بشكل غير مسبوق. 

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير