ملخص
اقتحام الشرطة الإسرائيلية واعتداؤها على المصلين في #المسجد_الأقصى أثار ردود فعل غاضبة في #العالم_العربي ودفع #فصائل_فلسطينية إلى شن هجمات صاروخية على #إسرائيل
توافد آلاف اليهود والمسيحيين، اليوم الأحد، إلى البلدة القديمة في القدس الشرقية بمناسبة عيدي الفصح اليهودي والمسيحي اللذين يتزامنان مع شهر رمضان، وسط انتشار مكثف لقوات الأمن الإسرائيلية في ظل دوامة العنف بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني.
ووصل المسيحيون من جميع أنحاء العالم إلى أزقة البلدة القديمة في القدس الشرقية للاحتفال بعيد الفصح وفق التقويم الغربي، بينما احتشد آلاف اليهود عند حائط "المبكى" أو "البراق" لتأدية صلوات خاصة بعيد الفصح.
أما المسلمون فتوجهوا في الحرم القدسي لأداء الصلاة وسط حل من التوتر مع وصول اليهود إلى باحات المسجد.
وأدى الفلسطينيون صلاة الفجر بسلام في المسجد الأقصى، اليوم الأحد، بعد أيام من التوتر المتصاعد، فيما سارت مجموعات صغيرة من اليهود تحت حراسة أمنية مشددة في ساحات المسجد بينما تجمع الآلاف من أجل "البركة الكهنوتية"، وهي طقوس خاصة بعيد الفصح، عند الحائط الغربي.
تراتيل وصلوات ودعاء
عند كنيسة القيامة التي بنيت وفقاً للتقاليد المسيحية في موقع صلب المسيح ودفنه تم توجيه المصلين نحو القبر المقدس من أجل قداس عيد الفصح.
وقال بوليوس مجاسكس (50 عاماً) إنه وصل من ليتوانيا بالأمس.
وأضاف "كنت متخوفاً بسبب الأحداث الأخيرة لكن قررت المجيء، وصلت بالأمس، الأمر هادئ للغاية هنا".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
أما نانسي مالون (49 عاماً) القادمة من الولايات المتحدة، فرأت بعد خروجها من الكنيسة أن "المكان مزدحم للغاية" مضيفة أن "التراتيل جميلة".
وروت متحدثة أخرى "وصلنا باكراً، نحو الساعة 7.30، دخلنا من باب العمود، نشعر بالأمان".
وعلى بعد مئات الأمتار، تجمع اليهود بالآلاف عند الحائط الغربي لأداء صلاة "بركة الكهنة".
وغصت المدرجات والشرفات القريبة بالمصلين وبينهم جودي غرين (60 عاماً) التي قالت إن الصلاة اليهودية كانت "رائعة وملهمة للغاية"، مضيفة "أشعر أن الله سيحمينا، نحن نصلي معاً كشعب واحد".
كفاح لسلام القدس
وتزامن عيدا الفصح المسيحي والفصح اليهودي هذه السنة مع شهر رمضان، الذي شهد هذا العام توتراً بين الفلسطينيين الذين يصلون في الحرم القدسي والقوات الإسرائيلية.
ورصد صحافي في وكالة الصحافة الفرنسية أكثر من 500 يهودي متدين في باحات المسجد التي وصلوها تحت حراسة أمنية مشددة ووسط وجود لعشرات المصلين المسلمين.
ولم تسجل صدامات في المكان.
ويرفض الفلسطينيون دخول اليهود إلى الحرم القدسي والصلاة فيه، ويعتبرون هذه الخطوة التي يسمونها "اقتحاماً" استفزازاً لهم.
ويسمح لليهود بزيارة الموقع، لكن تمنع عليهم الصلوات التي يؤدونها خلسة في كثير من الأحيان.
وطالما يخشى الفلسطينيون أن يقوم اليهود الذين يدخلون باحة المسجد في عيد الفصح بذبح القرابين، وهي عملية محظورة ومنع حاخامات يهود كبار تنفيذها.
وشهد المسجد، ليل الثلاثاء – الأربعاء، مواجهات بعد أن اقتحمت القوات الإسرائيلية المسجد لإخراج المصلين المعتكفين فيه.
وقالت الشرطة الإسرائيلية إن هدفها كان طرد "شبان متخفين مخالفين للقانون".
وعن الجو العام في القدس، قال الفلسطيني محمود منصور إن "الوضع ليس على ما يرام، ما زلنا نكافح ونأمل أن يكون هناك سلام في القدس يوماً ما".
وأضاف منصور (65 عاماً) "الشرطة تدعمهم (الزوار اليهود) كل صباح، وهم يذهبون إلى المسجد الأقصى ويحاولون إبعاد المسلمين، وهذا سيئ للغاية".
ورداً على الاعتكاف في المسجد، أكد منصور أن "هذا مكاننا، علينا أن نبيت فيه في المساء والليل خلال رمضان ونصلي".
وتابع واقفاً خارج باب السلسلة المفضي إلى باحات المسجد "هذا مسجدنا منذ 1440 عاماً".
ورداً على الاقتحام، أطلقت صواريخ عدة من شمال قطاع غزة باتجاه إسرائيل على ما أفادت مصادر أمنية فلسطينية ومراسلون.
والخميس، أطلق وابل من الصواريخ من لبنان في هجوم نسبته إسرائيل إلى ناشطين فلسطينيين، وردت إسرائيل بشن غارات على قطاع غزة، وضربات محدودة على المنطقة التي أطلقت منها الصواريخ في جنوب لبنان.
وإسرائيل ولبنان في حال حرب رسمياً.
وأعلن الجيش الإسرائيلي، صباح الأحد، أنه قصف بالمدفعية وبطائرة مسيرة، ليل السبت – الأحد، مواقع في سوريا بعد إطلاق صواريخ باتجاه هضبة الجولان، في تصعيد جديد للعنف في المنطقة.
ضحايا ورصاص وعنف
مساء الجمعة، أعلنت إسرائيل تعبئة عناصر احتياط من شرطة الحدود وتعزيز الجيش بعد مقتل ثلاثة أشخاص بينهم سائح إيطالي في هجومين منفصلين، في ظل التصعيد الجاري.
وقتل السائح الإيطالي، البالغ 36 عاماً، في ما قالت الشرطة الإسرائيلية إنه هجوم دهس وقع عند الواجهة البحرية في تل أبيب.
ويشيع إسرائيليون، اليوم الأحد، شقيقتين تحملان الجنسيتين الإسرائيلية والبريطانية، قتلتا في عملية إطلاق نار على المركبة التي كانتا فيها مع والدتهما في غور الأردن، الجمعة.
وقتل شاب فلسطيني، مساء السبت، برصاص القوات الإسرائيلية.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان مقتضب "مقتل عائد عزام سليم (20 عاماً) في بلدة عزون قضاء قلقيلية".
أما الجيش الإسرائيلي فقال في بيان إنه كان يقوم بدورية في عزون، حيث تم إلقاء "عبوة ناسفة" باتجاه الجنود.
منذ بداية يناير (كانون الثاني)، أودى التصعيد بـ92 فلسطينياً على الأقل، و18 إسرائيلياً، وامرأة أوكرانية، ومواطن إيطالي، بحسب إحصاء لوكالة الصحافة الفرنسية يستند إلى مصادر رسمية إسرائيلية وفلسطينية.
وتشمل هذه الأرقام مقاتلين ومدنيين من بينهم قصر من الجانب الفلسطيني، ومن الجانب الإسرائيلي غالبية القتلى مدنيون بينهم قصر وثلاثة أفراد من عرب إسرائيل.
وبعد عام شهد تصاعد العنف بين الإسرائيليين والفلسطينيين، تتفاقم التوترات مع تزامن شهر رمضان وعيد الفصح اليهودي بخاصة في حرم المسجد الأقصى، وقادت اشتباكات هناك بين الشرطة والمصلين لاندلاع حرب استمرت عشرة أيام بين إسرائيل وغزة في عام 2021.
وكما حدث في السنوات السابقة، من المتوقع أن تحظر الحكومة دخول غير المسلمين إلى الحرم في العشر الأواخر من رمضان.
ودعا وزير الأمن اليميني المتطرف إيتمار بن جفير إلى عدم فرض الحظر هذا العام.