ملخص
نوشد الناس في مختلف أنحاء بريطانيا وخارجها إلى الجهر بالولاء للملك تشارلز الثالث خلال مراسم تتويجه
ملايين البريطانيين في المملكة المتحدة وفي مختلف أنحاء العالم - الذين سيشاهدون حفل تتويج تشارلز ملكاً على العرش البريطاني - سيكونون مدعوين إلى الإدلاء بيمين الولاء للملك، في أول مبادرة من نوعها في التاريخ، يعطى خلالها للناس دور فاعل في المشاركة في هذه المراسم العريقة.
ويتخذ حفل تتويج تشارلز ملكاً صبغة جديدة تشمل أول "تكريم من الشعب" Homage of the People على الإطلاق، بإعلان الولاء للملك.
وقال "قصر لامبث" (المقر الرسمي لرئيس أساقفة كانتربري في لندن)، إنه يؤمل في أن يؤدي التغيير البارز في الاحتفال التاريخي إلى "إطلاق صرخة كبيرة في أنحاء الأمة وحول العالم دعماً للملك"، من جانب البريطانيين الذين سيتابعون مراسم التتويج عبر شاشات التلفزيون أو الإنترنت، أو عبر الشاشات الكبيرة في الهواء الطلق.
ويحل هذا التحديث مكان الإجراء التقليدي الذي كان معمولاً به والمعروف بـ "إعلان ولاء اللوردات" Homage of Peers الذي كان يركع فيه عدد من أصحاب الألقاب بالوراثة في سلسلة طويلة، ويعلنون شخصياً قسم الولاء.
وتم في المقابل الكشف عن الشعائر الكنسية التي ستعتمد - الكلمات والأفعال خلال قداس التتويج - بعدما تم البت فيها بتشاور وثيق مع الملك ورئيس أساقفة كانتربري والحكومة البريطانية.
ووفقاً لـ "قصر لامبث"، فقد تم اعتماد هذا الإجراء الجديد وهو "تكريم الشعب"، لتكوين "جوقة من ملايين الأصوات، وتمكينها من المشاركة للمرة الأولى في التاريخ في هذه اللحظة المهيبة والسعيدة".
ويعتزم رئيس أساقفة كانتربيري دعوة "جميع الأفراد ذوي النيات الحسنة المقيمين في المملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وإيرلندا الشمالية وفي الممالك والأقاليم الأخرى، إلى تقديم تحية الامتنان والولاء من أعماق قلبهم وبأعلى صوتهم لملكهم، الذي لا يرقى الشك إليه، الذي يدافع عن حقوق الجميع".
وخلال مراسم الاحتفال الكنسي، ستتم تلاوة الآتي: "يمكن لكل من يرغب - سواء كان حاضراً في الدير ("ويستمنستر آبي") أو في أي مكان آخر - أن يقول مع الجميع: أقسم بأني سأقدم الولاء الحقيقي لجلالتك ولورثتك ولخلفائك بحسب القانون. فليساعدني الله في ذلك".
يلي ذلك عزف الأبواق، ليطلق بعده رئيس أساقفة كانتربري دعاء: "فليحفظ الله الملك" God Save The King، ويطلب من الجميع الرد بالدعاء: "فليحفظ الله الملك تشارلز. وليحيا الملك تشارلز. عسى أن يحيا الملك إلى الأبد".
متحدث باسم مكتب رئيس الأساقفة في "قصر لامبث" وصف التكريم من جانب الشعب بأنه "مثير للاهتمام بشكل خاص لأنه تقليد جديد تماماً". وقال إن هذه المبايعة "يمكننا التشارك فيها بسبب التقدم التكنولوجي، وتقديم الولاء لا يقتصر فقط على الحاضرين في الكاتدرائية، بل يشمل الأشخاص الذين يتابعون المراسم عبر الإنترنت، أو بالصوت والصورة، أو عبر الشاشات الكبيرة، إضافة إلى الموجودين في الحدائق العامة، وفي الكنائس".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأضاف: "نأمل في تلك المرحلة من الاحتفال، عندما يدعو رئيس الأساقفة الناس إلى الانضمام إلى القسم أينما كانوا، سواء كانوا يشاهدون الحدث بمفردهم من المنزل، ويتابعونه عبر شاشات التلفزيون، إلى أن يعلنوا دعمهم للملك بصوت عال وأن يعبروا عن ذلك الشعور بإطلاق صرخة صادحة في مختلف أنحاء البلاد وحول العالم".
وأشار المتحدث الكنسي إلى أن الكلمات التي ستتضمنها مراسم الاحتفال ستكون مطبوعة ومتاحة "لمشاركة الجميع".
وقبل "تكريم الشعب" للملك، سيقدم له رئيس أساقفة كانتربري تحية "كنيسة إنجلترا"، يليه أمير ويلز (ويليام) الذي تكون تحيته التعبير الوحيد عن "ولاء الدم الملكي" Homage of Royal Blood.
وعلى غرار تصرف جده الراحل الأمير فيليب دوق إدنبره، خلال تتويج زوجته الملكة الراحلة إليزابيث الثانية، سيركع ويليام أمام الملك، ويضع يديه بين يدي والده متعهداً بأن يكون "خادمه المخلص والوفي مدى الحياة" Liege Man of Life and Limb (تقليد الولاء للسيد الأول في النظام الإقطاعي).
وسيقول الآتي: "أنا ويليام أمير ويلز، أتعهد بالولاء لك، وأعدك بأن ألتزم الصدق والوفاء لك، كما أتعهد بأن أكون خادمك المخلص مدى الحياة، بعون الله".
وتشير هذه الخطوة الرمزية إلى أن وريث العرش - بصفته "الرجل المخلص" للملك - لديه التزام متبادل لإبداء الولاء للملك والإخلاص له.
في السابق كان الأسياد الآخرون من حاملي لقب دوق الذين ينتسبون إلى الدم الملكي، يقدمون الولاء للملك. لكن هذه المرة، بما أن المشاركة تقتصر على الأمير ويليام فقط من العائلة المالكة، فإن ذلك يلغي الحاجة المثيرة للجدل لأن يقوم دوقا ساسيكس (الأمير هاري) ويورك (الأمير أندرو) بهذا الدور.
في المقابل، إن إلغاء عبارات تقديم الولاء من جانب اللوردات بالوراثة سيساهم في تقصير مدة الاحتفال التي أصبحت الآن ساعتين بدلاً من نحو ثلاث ساعات، كما كانت عليه أثناء تتويج الملكة الراحلة.
تجدر الإشارة إلى أنه سيكون على ويليام أداء واجب آخر أثناء الاحتفال. فهو سيدخل إلى مسرح التتويج في وقت سابق لاحتفال قسم التنصيب، لمساعدة الملك في ارتداء الثوب الملكي، المعروف أيضاً بالعباءة، وذلك قبل التتويج.
وسينضم ويليام إلى البارونة ميرون الرئيسة التنفيذية السابقة لـ "مجلس النواب اليهود البريطانيين" Board of Deputies of British Jews ، ويساعد الأساقفة في إلباس والده "عباءة البر" Robe of Righteousness التي تمثل ما منحه الله للملك بصفته صاحب سيادة (عبارة وردت في "سفر أشعيا" في الكتاب المقدس ترمز إلى البر والخلاص اللذين يمنحهما الله للمؤمنين).