ملخص
إذا كانت البداية الصعبة لعلاقة تشارلز وكاميلا قد كشفت إلى أي مدى كان على العائلة المالكة أن تتطور، فالموقع الذي وصلت إليه الآن يبين الجهد الذي بذلته العائلة
إنه الثالث من يونيو (حزيران) 2019 - أول يوم من الزيارة الرسمية التي يقوم بها الرئيس دونالد ترمب إلى المملكة المتحدة. على رغم الاحتجاجات الشعبية، حضرت الحكومة استقبالاً لا شك في أنه يرضي غرور رجل لديه نقطة ضعف إزاء مظاهر الأبهة والفخامة: حفل استقبال ملكي. وفيما تحط طائرته المروحية الرئاسية "مارين وان" Marine One على أراضي قصر باكنغهام، يخرج الأمير تشارلز ودوقة كورنوال لتحية الرئيس والسيدة الأولى بلباقة تمرسا عليها. لكن لاحقاً، بعد انتقال الجمع إلى قصر كلارنس لالتقاط الصور، كانت كاميلا من سرق الأضواء، وليس ترمب. في فيديو انتشر بشكل كبير لاحقاً، يظهر الأمير تشارلز وهو يدعو السيد والسيدة ترمب إلى تناول الشاي، وفي هذه اللحظة، تستدير الدوقة لتنظر إلى الخلف وتغمز بعينها بسرعة وبشكل يوحي بالتواطؤ.
لو كان الرأس الذي يعتمر التاج مثقلاً بالأعباء والهموم، فلا شك في أن المرأة التي أحبها تشارلز طوال خمسة عقود ستخفف عنه هذا العبء. يوم السبت، وخلال مراسم تلي تتويج زوجها ملكاً، ستتوج دوقة كورنوال السابقة لتصبح الملكة كاميلا، ويضع رئيس أساقفة كانتربري على رأسها تاج الملكة ماري المصنوع من الفضة (وقد أزيلت عنه ماسة كوهينور المثيرة للجدل). لم يكن أحد ليتصور بأن هذه السيدة، التي تعرضت لقدر هائل من الذم والتشهير في مرحلة معينة، ستتزوج بتشارلز في يوم من الأيام، ناهيك عن أن تصبح ملكة. إنه تحول مذهل في شراكة يظهر الآن بأنها ستحدد شكل الملكية البريطانية في المستقبل.
لن تجد في قصة كاميلا رواية عز بعد فاقة. فقد نشأت في بيئة ثرية تتمتع بامتيازات اجتماعية، بصفتها ابنة روزاليند (روزاليند كابيت المبجلة سابقاً) وبطل الحرب الحائز على أوسمة شرف، الرائد بروس شاند. ترعرعت في المنزل الريفي المسمى ذا لاينز، والواقع في منطقة شرق ساسكس الساحرة وارتادت المدرسة الداخلية ومدرسة لتعليم فنون اللياقة والإتيكيت قبل أن تنتقل خلال ستينيات القرن الماضي إلى لندن بانتظار "تقديمها للمجتمع" كمبتدئة. والوظيفة التقليدية الوحيدة التي شغلتها يوماً كانت عندما قضت فترة قصيرة كعاملة استقبال في شركة الهندسة الداخلية المرموقة كولفاكس وفاولر. تسرد إيموجين تايلور التي عملت لدى كولفاكس لمدة 50 عاماً في كتابها "على الهامش" On the Fringe، قصة طرد كاميلا من وظيفتها بعد أسبوع من استلامها لها بسبب وصولها متأخرة إلى العمل بعد ليلة من السهر (على رغم إقامتها على بعد دقائق قليلة عن مكان العمل، في جناح فاخر تحجزه جدتها الثرية صونيا كيبيل في فندق كلاريدج).
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ولا يبدو بأن الدوافع التي تحفز كاميلا هي طموحها الكبير- كما يقال غالباً في معرض مهاجمة النساء اللاتي يتزوجن أفراداً من العائلة المالكة. في كتاب "الملكة القرينة" Queen Consort، تقول كاتبة السيرة الذاتية بيني جونور أنه خلال فترة صباها، لم ترغب كاميلا - أو "ميلا" - "سوى بأن تكون زوجة من الطبقة العليا تعيش في الريف برفقة أطفالها وجيادها وتتمتع بحياتها الاجتماعية". وخلال مقابلة أجريت معه في الآونة الأخيرة، رفض ابنها توم باركر بولز هو الآخر فكرة أن والدته قد اتبعت أي نوع من المخططات الكبيرة، "لا يهمني ما يقوله أي أحد - لم يكن لديها أي نوع من الأهداف التي تصبو إلى تحقيقها. كل ما في الأمر أنها تزوجت الشخص الذي تحبه"، نافياً المزاعم التي أطلقها الأمير هاري في كتابه "الاحتياطي"، عن أن كاميلا نفذت حملة "هدفها الزواج وفي نهاية المطاف، اعتلاء العرش". (تقول صديقة الملكة القرينة، ماركيزة لانسداون، إن ادعاءات ابن زوجها قد جرحت مشاعرها).
لكن قصة كاميلا هي رواية عن التحمل والصمود، وسواء كان لديها هدف أبعد أم لا، فإن مثابرتها وثباتها الصامت، كما تبنيها مبدأ "لا تذمر ولا تبرير" مثل حماتها الراحلة، خصال قد أثمرت في النهاية - حتى لو شعرت في بعض الأحيان برغبة في الإفصاح عن "حقيقتها".
تعرفت إلى تشارلز للمرة الأولى في عام 1970 عن طريق صديقة مشتركة هي لوسيا سانتا كروز، التي مازحت الاثنان إذ أخبرتهما بما حدث مع سلفيهما - فكاميلا هي الحفيدة الكبرى لأليس كيبيل، العشيقة الجميلة والمرحة لجد تشارلز الأكبر، الملك إدوارد السابع، أو "بيرتي" الذي كان يسمي أليس "المفضلة" La Favorita. تقول معظم الروايات إن كاميلا لم تقع في الحب من أول نظرة - فقد ربطتها علاقة متقطعة لسنوات بأندرو باركر بولز الوسيم والخائن المتسلسل - لكنها استمتعت بمواعدة تشارلز 18 شهراً قبل أن يرحل لتأدية خدمته مع القوات البحرية.
وربما لعلمها بأنها لن تعتبر زوجة ملائمة لتشارلز (كان من المتوقع عندها أن تكون الزوجة الملكية فتاة عذراء)، لم تنتظر لكي ترى كيف يمكن أن تتطور العلاقة بينهما، وتزوجت باركر بولز. لا يعلم أحد مآل الأمور لو لم تتمسك المؤسسة الملكية بتلك المعايير المزدوجة القديمة المتعلقة بعذرية النساء. في ذلك الوقت، كتب ديكي ماونتباتن، خال والد تشارلز، رسالة له قال فيها "في حالتك، يجب أن يرتبط الرجل بأكبر عدد ممكن من العلاقات الغرامية قبل أن يستقر، لكنني أعتقد أنه عليه أن يختار فتاة مناسبة وجذابة وطبعها لطيف ليتزوجها، قبل أن تلتقي هي بأي أحد آخر يمكنها أن تقع في غرامه". عندها اختيرت ديانا سبنسر، الصبية ذات 19 سنة، التي تصغر تشارلز بـ12 سنة، باعتبارها الفتاة "المناسبة" له.
لم تتكلم كاميلا كثيراً عن انهيار زواج أمير وأميرة ويلز، لكنها ربما كانت أسوأ فترة بالنسبة إليها عندما اعترف تشارلز بخيانته لزوجته في مقابلته الكارثية مع جوناثان دمبلبي عام 1994 التي كشفتها أمام وسائل الإعلام وجعلتها تحاصرها. عام 2017، تحدثت إلى صحيفة "ديلي ميل" عن هذه الفترة فقالت "لا أتمناها لألد أعدائي. لم أكن لأنجو منها من دون عائلتي". في أوقات الأزمات، آثرت أن تلوذ بالصمت وتستعد للأسوأ وتلازم محيطها الضيق من أصدقاء أوفياء وأفراد العائلة.
في كتاب الملكة القرينة، تعزو بيني جونور جزءاً من قدرة كاميلا على الصمود والثبات إلى وعيها بذاتها وثقتها المكتسبة من طفولة سعيدة إلى جانب أبوين محبين وحاضرين في حياة أطفالهما (وهو أمر غير مألوف في ذلك الوقت). على رغم كل نقاط التشابه بينهما خلال نشأتهما في أوساط الطبقات الاجتماعية العليا - حتى أن ولادتهما جاءت على يد الطبيب النسائي نفسه، السير ويليام غيليات - لم يحظ تشارلز بطفولة سعيدة كطفولة كاميلا، إذ غالباً ما كان والداه بعيدين عنه، يؤديان مهمات ملكية، فيما مر بتجربة أقرب إلى "معسكر اعتقال كولدينتز" في مدرسة غوردنستون. وتقول التقارير إن والد كاميلا الراحل المحبوب، بروس، الرجل الذي كن له تشارلز عميق الاحترام، هو من حث الأمير على جعل علاقتهما رسمية عام 2004 "أريد أن ألاقي ربي وأنا على يقين من أنها بخير". (ويبدو بأن بروس نفسه هو من دفع زير النساء آندرو باركر بولز قبل سنوات إلى الاستقرار مع كاميلا عن طريق إعلانه خبر خطبتهما في صحيفة "تايمز").
في يوم زفافها الملكي في عام 2005، اشتد توتر كاميلا لدرجة جعلتها تخرج من الباب في البداية وهي ترتدي فردتين لحذائين مختلفين، مما أضحك الملكة. بدا انضمامها الرسمي إلى العائلة المالكة بعمر الـ57 أشبه بتقاعد معكوس. قالت لوسيا سانتا كروز، التي لا تزال تربطها علاقة صداقة وثيقة بالزوجين، لكاتبة السيرة الذاتية أنجيلا ليفين، إنها عندما التقت بكاميلا للمرة الأولى في ستينيات القرن الماضي "لم تكن شخصاً مجتهداً في العمل أبداً. بل قضت كامل وقتها في المطالعة، وعندما لا تعكف على القراءة، غالباً ما تجدها في حفلة من الحفلات. هذا ما يجعل كم العمل الذي تقوم به الآن مذهلاً أكثر بعد". لكن حتى في ذلك الوقت، تحلت بالأسس التي تتطلبها الحياة الملكية - كثير من السحر والجاذبية، وقدرة فطرية على إقامة صلات مع الناس وحس فكاهة جيد (يقول أصدقاؤها إن قدرتها على رؤية الجانب المضحك في معظم الأمور هو تكتيك نجاة آخر مهم تتمتع به).
وتخبر إحدى العاملات في منظمة خيرية التقت بها أخيراً "لست مناصرة للنظام الملكي فعلياً، ولم أعرف ماذا علي أن أتوقع، لكنني لم أعتقد بأنها ستكون مضحكة إلى هذه الدرجة". وتضيف أليس فيليبس، مديرة مدرسة سانت كاثرين في براملي التي تحظى برعاية كاميلا "تلاحظون بأنها عندما تلقي التحية على الناس، تصافحهم باليد وتضع يدها الثانية فوق يدهم - وتبث شعوراً بالدفء. عندما زارتنا في عام 2013، كانت آخر زيارة تقوم بها من أصل أربعة ارتباطات اجتماعية في ذلك اليوم. أخبرونا بأنه لدينا ثلاثة أرباع الساعة، لذلك، لن يدلى بأي خطاب لكن مسار الزيارة خرج عن السكة كلياً - خصصت كثيراً من الوقت لكل شخص تعرفت إليه، وأدلت بخطاب ارتجالي في قاعة الرياضة، وتوجهت مباشرة نحو موظفي الخدمة الذين كانوا يقفون في الخلف. إجمالاً، قدمت كثيراً من لحظة وصولها حتى لحظة مغادرتها".
ويؤيد هذا الرأي الصحافي وكاتب السير الذاتية روبرت جوبسون، الذي ألف كتاب "ملكنا: تشارلز الثالث" Our King: Charles III ويرافق الثنائي الملكي منذ سنوات، ويقول "إنها لطيفة جداً". ويتذكر بأنه خلال جولة من الجولات، توقف في أحد الكروم خلال مرافقته لكاميلا التي قصدت المكان مع وصيفتها "قالت لي ’تعال احتس كأساً معنا‘- كان الجو شديد الحرارة واحتسينا بعدها كثيراً من النبيذ، من دون أن نكتفي بالتذوق". تحب كاميلا النبيذ واعتادت أن تستمتع بالتدخين إلى أن أقلعت عن العادة، على ما يبدو - ويشاع بأن تشارلز هو من دفعها إلى ذلك، لأنه كان يجبرها على الخروج إلى شرفة قصر هايغروف كلما أرادت أن تدخن سيجارة. في الفيلم الوثائقي الذي عرضته محطة "آي تي في" ITV لمناسبة بلوغها عامها الـ75، يقول جيريمي كلاركسون إنهما تسللا لتدخين "بعض السجائر السرية" معاً عندما التقيا. كما أنها معجبة ومتابعة مخلصة لمسلسل "ذا آرتشرز" Archers (يقول مساعدوها السابقون إن أصعب وقت للاتصال بها هو عند السابعة مساء)، وتحل أحجية ووردل كل يوم مع حفيدتها.
لكن مع أن صحبتها ممتعة، فهي ليست ضعيفة - كما اكتشف أصدقاء تشارلز القدامى، آل فان كاتسيمز، عندما خصصوا لها مكاناً في المقاعد الخلفية للكنيسة خلال حفل زفاف ولدهم، بعيداً من أمير ويلز. تخلف تشارلز وكاميلا، اللذان لم يكونا متزوجين عندها، عن حضور الزفاف ويقال إن اسم آل فان كاتسيمز شطب عن لائحة العائلات التي ترسل إليها بطاقات معايدة بعيد الميلاد. كما أنها ستعيد تشارلز إلى أرض الواقع عندها يتطلب الأمر. قالت صديقة قديمة للعائلة وللملكة الراحلة لتينا براون في كتاب "ذا بالاس بايبرز" (أوراق القصر) The Palace Papers كاميلا تضع حداً لجانب الغطرسة في تشارلز. لن تسمح له بأن يطلب من مساعده أن يجلب له شراب الجن وتونيك. بل تقول له ’آه لا تكن سخيفاً. دعني أصب لك كأس الجن وتونيك‘".
سادت التوقعات في بداية عهد كاميلا بتأدية المهمات الرسمية باعتبارها فرداً من العائلة المالكة بأن تظهر الكلاب والأحصنة على قائمة القضايا التي تدعمها (وهذا ما حصل - وتشمل هذه القضايا دعم نادي إيبوني للأحصنة في بريكستون وملجأ الكلاب في باترسي، الذي أخذت منه كلبيها من فصيلة تريير بعد إنقاذهما من الشارع)، لكن لم يكن متوقعاً بأن تتخذ قرار تبني قضية مكافحة العنف الأسري والاعتداء الجنسي. وما شجعها على ذلك هو لقاء حصل في جمعية "سايف لايفز الخيرية" (حيوات آمنة) Safelives في 2016، حيث أبكتها قصص روتها مجموعة من الناجيات من العنف.
وتقول روث ديفيسون، الرئيسة التنفيذية لجمعية "ريفيودج" (ملاذ) Refuge "كان بإمكانها أن تختار ما تشاء من القضايا المهمة الأقل جدلية التي يسهل التعاطي معها أكثر بكثير". وتضيف "يجب تحضير الزيارات بحذر ودقة وهي مراعية كثيراً. عندما قدمت إلى أحد ملاجئنا في العام الماضي، أحضرت معها فريق أمن كامل أعضائه من النساء - لا يخطط عديد من زوارنا المهمين الأمر بهذه الدقة". وتوضح ديفيسون بأنه غالباً ما يتوجب التكتم على مواقع ملاجئ ريفيودج لأسباب أمنية ولذلك "فجزء كبير من عملها في هذا المجال بعيد من الأنظار".
والآن، تحاول، حيثما حلت في العالم، أن تبحث عن مجموعة من الناجيات يمكنها أن تزورهن. وتقول أورسولا لندنبرغ، الناجية من العنف الأسري والمؤسسة المشاركة في الجمعية الخيرية "فويسز" (أصوات) Voices التي تتخذ من مدينة باث مقراً لها إن كاميلا ومكتبها تعاملوا بدقة شديدة مع تحضيرات زيارتها إلى مقرهم الرئيس "كان الهم الأساسي جعل النساء يشعرن بالراحة والأمان". تعهدت كاميلا بمواصلة دعم جمعيات مكافحة العنف الأسري عندما تصبح ملكة "إن بدأت بعمل ما، فلن أتخلى عنه في منتصف الطريق"، كما قالت لإيما بارنيت على برنامج "ومنز أور" (ساعة المرأة) Woman’s Hour العام الماضي.
فهي وفية "إلى أبعد الحدود" وفقاً لبيني جونور- ويمتد هذا الوفاء ليشمل زوجها السابق أندرو باركر بولز. صور الضابط المتقاعد من الجيش البريطاني في البداية على أنه الطرف المظلوم عندما تأكدت خيانة تشارلز وكاميلا، لكنه لم يخلص لها خلال زواجهما، وكان على علم بالعلاقة الغرامية التي ربطت كاميلا بتشارلز قبل أن تخرج هذه الأنباء إلى العلن بوقت طويل - بعد طلاقهما، تزوج عشيقته، روزماري بتمان، التي توفيت في عام 2010.
وانتشرت إشاعات تقول إن أندرو، الذي يصفه أصدقاؤه بأنه "متمرد بعض الشيء"، هو من ألهم جيلي كوبر عندما ابتكرت شخصية روبرت كامبل - بلاك المتمردة مثله. وما يزال أندرو، 83 سنة، مقرباً من كاميلاً حتى اليوم، وسيخصص له مقعد في مكان بارز داخل كنيسة وستمنسر عندما تتوج ملكة يوم السادس من مايو (أيار)، وترافقه ابنتهما لورا لوبيز، القيمة الفنية السابقة وابنهما توم باركر بولز، ناقد الطعام الحائز على جوائز. وخلافاً للتقاليد، سيكون أحفاد كاميلا وأندرو، لويس وغاس لوبيز وفريدي باركر بولز، كما حفيد شقيقتها آرثر إليوت، مرافقي الشرف خلال المراسم الاحتفالية، مع أن توم سخر من الاقتراح "المريع" بأن يمنح أفراد العائلة ألقاباً ملكية "لن نملك عقارات ضخمة ونحمل ألقاب دوق وخلافه. كلا. سيكون ذلك مريعاً".
بعد 18 عاماً من الزواج، إضافة إلى سنوات أكثر بكثير من الصداقة والعشق، يعتقد روبرت جوبسون بأن نجاح علاقة تشارلز وكاميلا يعود إلى اختلاف اهتماماتهما. ويقول "ليسا متلاصقين على مدار الساعة. كل منهما مهم للغاية بالنسبة إلى الآخر، لكنهما لا يقضيان كل الوقت معاً". بالنسبة إلى كاميلا، يشكل راي ميل، المنزل الذي اشترته لنفسها في ويلتشير بعد طلاقها، واحتفظت به، جزءاً مهماً في هذا الموضوع. فهو المكان الذي تلجأ إليه عندما تحتاج إلى أن تجدد طاقتها، وتستمتع بشيء من الحياة العائلية مع أولادهما وأحفادها - بما في ذلك العشاء الصاخب في المطبخ. يسمع سكان هذه القرية الصغيرة في ويلتشير أصوات طائرتها المروحية عندما تهبط في الحديقة، ويقولون إن حضورها هادئ ولطيف. لكنها أيضاً قريبة بما يكفي لكي تعود بسرعة إلى قصر هايغروف.
إن اعتبرنا بأن البداية الصعبة لعلاقة تشارلز وكاميلا كشفت في يوم من الأيام إلى أي مدى كان على العائلة المالكة أن تتطور، فالموقع الذي وصلت إليه الآن يبين الجهد الذي بذلته العائلة. وصحيح بأن عديداً من التساؤلات مطروحة بشأن مستقبل العائلة المالكة البريطانية، فيما يستهل الملك حكماً قد يكون مليئاً بالتحديات، لكن لا يطرح أي تساؤل حول وجود المرأة المناسبة إلى جانب تشارلز.
© The Independent