ملخص
تصل كلفة حجز الغرفة في بورتسودان إلى 100 دولار في الليلة، وهو مبلغ أعلى من قدرات كثير من اللاجئين الذين يضطرون إلى النوم في العراء
كانت المواطنة السودانية هنادي السر من بين آلاف هرعوا إلى بورتسودان على أمل الفرار بحراً أو جواً من القتال العنيف الدائر بين الجيش وقوات الدعم السريع.
وبعد مرور عشرة أيام، لا تزال هنادي تخيم في المدينة الواقعة على البحر الأحمر وسط درجات حرارة مرتفعة للغاية إلى جانب آخرين ينتظرون في الخيام وأماكن الإيواء من أجل الحصول على تذكرة للسفر. وقالت هنادي (37 سنة) "أنام على الأرض وليس لدي أموال لاستئجار غرفة في فندق. هنا لا توجد خدمات".
وتعد مدينة بورتسودان مركزاً للشحن وتتحول في بعض الفترات إلى وجهة سياحية، لكنها تعاني في مواكبة أعداد السودانيين والسوريين واليمنيين الذين يصلون إليها كل يوم.
وتصل كلفة حجز الغرفة إلى 100 دولار في الليلة، وهو مبلغ أعلى من قدرات كثير من اللاجئين الذين يضطرون إلى النوم في العراء في الحدائق العامة وتحت الأشجار وأمام المباني الحكومية.
وأقامت بعثات دبلوماسية تابعة لدول أجنبية وأخرى تابعة للأمم المتحدة قواعد هناك وسط تنافس في ما بينها من أجل الحصول على مساحات من الأرض.
وأجلت السعودية التي تقع على البحر الأحمر في الجهة المقابلة لبورتسودان، نحو 8 آلاف شخص.
لكن كثيرين يشكون من صعوبة التواصل واندلع عدد من الاحتجاجات المحدودة.
وقال المهندس السوداني أحمد حسن "كل ما نتلقاه وعود ولكن لا نعرف متى يتم إجلاؤنا".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ويعمل حسن مهندساً في السعودية لكنه حضر للسودان قبل شهر لتلقي العزاء في وفاة والدته.
ولم تدر معارك تذكر في مدينة بورتسودان لكن المدينة تتأهب حالياً لتداعيات أزمة اقتصادية عامة.
وقال مسؤول في أحد الموانئ إن تعطل الإجراءات البنكية والجمركية أضر بعمليات الشحن الذي يشكل النشاط الرئيس للاقتصاد المحلي.
وأدى تعطل أنظمة الاتصالات والبنوك إلى صعوبة حصول اللاجئين على الأموال.
وقال سالم الذي كان ينتظر تحت إحدى الخيام الموقتة "لقد خارت قوانا، ليس لدينا خصوصية أو حرية. تمنيت عدم مغادرة الخرطوم أبداً. لقد تحركنا لإيجاد مخرج، ولكن لا يوجد مخرج حتى الآن".
وقالت روان عبدالرحمن، وهي طبيبة متطوعة في الهلال الأحمر السوداني، إن العيادات الميدانية تفحص يومياً "حوالى 400 مريض من سودانيين وأجانب وأكثرهم من السوريين واليمنيين". وأضافت أن العيادات تعاني نقصاً في الأدوية والأطباء والمستلزمات الطبية.
وكثير من المرضى الذين تعالجهم روان هم أشخاص حضروا إلى السودان في الأصل هرباً من الحرب في بلادهم.
وقال أبو منير، وهو مواطن سوري يملك مطعماً صغيراً في الخرطوم، إنه واحد من 5 آلاف سوري ينتظرون مغادرة البلاد.
وقال لوكالة "رويترز" وقد بدا عليه الإرهاق بعد أن أمضى أكثر من أسبوع في الشارع، "حضرت من سوريا إلى السودان قبل تسع سنوات هرباً من الحرب والآن الحرب تطاردنا في السودان... أملنا الوحيد أن نرجع إلى سوريا على رغم الحرب في بلدنا".