Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"ورقة الطاقة" في الانتخابات التركية... لأردوغان أم لمنافسه؟

يحصل الرئيس الحالي على الإمدادات من روسيا بأبخس الأثمان أما المعارضة فتعهدت بالتوجه نحو الغرب

احتفظ أردوغان بعلاقات جيدة مع روسيا طوال فترة حكمه منذ مطلع القرن وحتى بعد حرب أوكرانيا (أ ف ب)

ملخص

نتائج الانتخابات ستؤثر في حياة الناس العادية بالتغير في واردات تركيا من الغاز والنفط والمشتقات سواء فاز حزب أردوغان أو فازت المعارضة، فماذا سيكون رأي الناخبين؟

يذهب الأتراك للتصويت، غداً الأحد، في انتخابات عامة تمثل تهديداً لاستمرار حكم الرئيس رجب طيب أردوغان وحزبه "العدالة والتنمية"، الذي استمر نحو عقدين في السلطة. ومن بين القضايا الأساسية التي سيصوت على أساسها الناخبون الأتراك قضية الطاقة، كما أن الواردات والأسعار ستتأثر بنتيجة الانتخابات، سواء فاز حزب أردوغان أو فازت المعارضة.

فالرئيس الحالي احتفظ بعلاقات جيدة مع روسيا طوال فترة حكمه منذ مطلع القرن، وحتى بعد حرب أوكرانيا على رغم أن تركيا عضو في حلف شمال الأطلسي (الناتو) الذي يتخذ موقفاً صارماً ضد روسيا.

أما المعارضة، فتعهدت في حملتها الانتخابية بالتوجه أكثر نحو الولايات المتحدة والغرب، مما سيعني تأثر إمدادات روسيا من النفط والغاز ذات الأسعار التفضيلية جداً إلى تركيا، في الوقت الذي يشكو الأتراك من أسر وشركات وأعمال، ارتفاع أسعار الطاقة للاستهلاك وتحديداً الكهرباء والغاز.

ولمعرفة مدى تأثر وضع الطاقة في تركيا بنتائج الانتخابات، نجمل في ما يلي صورة عن الطاقة في تركيا بحسب أحدث البيانات والمعلومات والأرقام من "غلوبال كوموديتيز إنسايتس"، التابعة لمؤسسة "ستاندرد أند بورز" الدولية للتصنيف الائتماني.

نفط رخيص

تعد تركيا معبراً مهماً لصادرات دول عدة من النفط والغاز، بخاصة عبر ميناء جيهان على البحر المتوسط وعبر خطوط أنابيب الغاز المارة في أراضيها بين آسيا وأوروبا. وتستفيد تركيا من ذلك العبور بالحصول على أغلب وارداتها من الطاقة.

وتأتي الانتخابات في وقت ما زالت الحكومة الحالية تعلق صادرات النفط من العراق عبر ميناء جيهان، الذي ينقله خط الأنابيب "كروك – جيهان"، بسبب خلاف على غرامة فرضتها محكمة دولية على تركيا لصالح الحكومة العراقية. ويأتي أغلب ذلك النفط، الذي يقارب نصف مليون برميل يومياً، من حقول إقليم كردستان العراق، وتستفيد تركيا عبر شراء جزء منه بسعر مخفض جداً.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتعوض تركيا حالياً تلك الواردات بزيادة وارداتها من روسيا، التي ارتفعت عقب حظر الدول الأوروبية استيراد النفط الروسي. وتشتري تركيا النفط من روسيا أيضاً بأسعار تفضيلية مخفضة جداً. وبحسب أحدث الأرقام المتاحة، فقد زادت صادرات روسيا من النفط الخام إلى تركيا لتمثل نسبة 35.7 في المئة من الواردات النفطية التركية في العام الماضي، وذلك مقابل نسبة 17.3 في المئة عام 2021. كما زادت الصادرات الروسية من المشتقات النفطية لتمثل نسبة 53.3 في المئة من الواردات التركية العام الماضي، والبالغة 14.03 مليون طن متري مشتقات، مقابل نسبة 37.6 عام 2021.

كذلك ارتفعت واردات النفط عبر خط الأنابيب "باكو – تبليسي – جيهان" القادم من أذربيجان بنسبة 7.9 في المئة في الأشهر الثلاثة الأولى من هذا العام لتصل إلى 609 آلاف برميل يومياً. ويتضمن ذلك بعض النفط من كازاخستان بحسب اتفاقية لنقل 1.5 مليون طن متري (أي معدل 30 ألف برميل يومياً) عبر خط الأنابيب القادم من أذربيجان.

وتشتري تركيا نفط كردستان، الذي كان خط الأنابيب "كركوك – جيهان" ينقل أكثر من 450 ألف برميل يومياً منه قبل تعليق انسياب النفط، بسعر يقل كثيراً عن سعر العقود المستقبلية القياسية للخام وفي حدود 19 دولاراً للبرميل. أما خام "الأورال" الروسي فتشتريه تركيا بسعر أقل من سعر العقود المستقبلية لخام "برنت" القياسي بأكثر من 25 دولاراً للبرميل، أي تشتري البرميل بما بين 40 و50 دولاراً.

واردات الغاز

في الشهرين الأولين من هذا العام، استوردت تركيا 12.06 مليون وحدة غاز طبيعي (مليار متر مكعب)، ومثلت الواردات من روسيا فيها نسبة 35 في المئة. وتستورد تركيا بقية احتياجاتها من الغاز بشحنات الغاز الطبيعي المسال، الأعلى سعراً وكلفة، وكانت تقليدياً الولايات المتحدة المصدر الرئيس للغاز الطبيعي المسال إلى تركيا.

لكنها زادت في الآونة الأخيرة من وارداتها من الجزائر التي احتلت المرتبة الأولى من المصدرين إلى تركيا. حيث صدرت منذ بداية العام الحالي 1.855 مليون طن متري من الغاز الطبيعي المسال، متجاوزة الصادرات الأميركية إلى تركيا بقليل. واستوردت تركيا غاز طبيعي مسال من روسيا هذا العام بمقدار 796 ألف طن متري، أي تقريباً ثلاثة أضعاف وارداتها من روسيا العام الماضي عند 286 ألف طن متري.

كذلك تعد تركيا معبراً رئيساً للغاز الطبيعي من أذربيجان إلى أوروبا عبر خط الأنابيب (تاناب) الذي ينقل 16 مليار متر مكعب من الغاز سنوياً. أما الغاز الروسي فيأتي عبر خط الأنابيب "بلو ستريم" الذي ينقل 16 مليار متر مكعب من الغاز سنوياً، وخط الأنابيب المزدوج "تورك ستريم" الذي ينقل 31.5 مليار متر مكعب من الغاز سنوياً. ويخزن أغلب هذا الغاز الطبيعي الروسي حالياً تحت الأرض في شمال تركيا.

وفي حال فوز حزب أردوغان في الانتخابات وعدم تغيير الحكم في تركيا، ستستمر أغلب تلك الترتيبات مع احتمال عودة واردات النفط الكردستاني والعراقي عبر خط الأنابيب "كركوك – جيهان". أما إذا فازت المعارضة بالانتخابات فإن تحولها نحو أميركا والغرب قد يعني فقدان بعض ميزات العلاقات القوية مع روسيا. ولا يعرف بعد مصير نفط العراق المنقول إلى ميناء جيهان على البحر المتوسط ومشتريات تركيا منه.