Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

لماذا يخفي الليبراليون تطلعهم بالعودة إلى الكتلة الأوروبية؟

يبدو أن زعيم الحزب الليبرالي الديمقراطي يتبرأ من سياسة حزبه عندما يُطعن فيها

السير إد سعيد بعودته إلى الاتحاد الأوروبي كهدف بعيد الأجل (أ ب)

ملخص

يبدو أن زعيم الحزب الليبرالي الديمقراطي إد دايفي يتبرأ من سياسة حزبه، وإلا لماذا يمتنع عن التصريح بتطلع الليبراليين الديمقراطيين إلى الاتحاد الأوروبي؟

الخروج من الاتحاد الأوروبي هو "الفيل في الغرفة" [المشكلة التي يتعامى عنها الجميع] في المملكة المتحدة"، وذلك بحسب ما قاله السير إد دايفي في مؤتمر الربيع للحزب الليبرالي الديمقراطي في يورك قبل شهرين. وقال دايفي إنه لا المحافظين ولا حزب العمال يريدون التحدث عن التكاليف التي ترتَّبت عن مغادرة الاتحاد الأوروبي.

وأضاف إنها كانت مشكلةً لطالما أشار إليها الليبراليون الديمقراطيون "على رغم أن الأحزاب الأخرى لا تجرؤ حتى على ذكرها همساً". ومع ذلك، عندما سأله وزير الخزانة السابق في حكومة الظل بصفته مقدماً لبرنامج "صباح الخير بريطانيا" Good Morning Britain عن ذلك، أثبت السير إد تردده في الإشارة إلى المشكلة جهاراً.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقد سأله بولز عما إذا كان سيدفع زعيم حزب العمال السير كير ستارمر إلى التراجع عن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي كجزء من صفقة في حالة وجود برلمان معلَّق ليجيب زعيم الحزب الليبرالي الديمقراطي بالقول إن "الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي ليس هو القضية في الوقت الحالي، بل القضية إعادة بناء الثقة مع أصدقائنا وجيراننا الأوروبيين".

كما قاوم السير إد عدة محاولات من قبل بولز وسوزانا ريد التي تشارك في تقديم البرنامج للتسليم بأن سياسة الليبراليين الديمقراطيين، كما هو موضح على موقع الحزب على الإنترنت، ترمي "في نهاية المطاف" إلى الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي. إذاً ما الذي يحدث؟

يصعُب على العديد من أعضاء حزب الليبراليين الديمقراطيين أن يفهموا لماذا يتردد زعيم حزبهم في ملء فجوة واضحة في السوق السياسية البريطانية، وهي فجوة مناسبة بوضوح لحزب له تاريخ مشهودٌ بدعمه لعضوية الاتحاد الأوروبي.

ويشاطرهم المعلّقون حيرتهم هذه، وقد تساءلت في نفسي لماذا فشل الليبراليون الديمقراطيون في أن يصبحوا "حزب الانضمام" فور مغادرة المملكة المتحدة للاتحاد الأوروبي في أعقاب انتخابات 2019. وقد اتضح لي أنّ نسبة كبيرة من مؤيدي البقاء كانوا سيتفاعلون مع الهزيمة من خلال زيادة حماستهم للقضية ــ تماماً كما فعل الناخبون المؤيدون للاستقلال في اسكتلندا بعد عام 2014. واعتقدتُ أن هذا من شأنه أن يمنح الليبراليين الديمقراطيين قاعدة محفَّزةً أكثر من نسبة 6 في المئة من الناخبين الذين دعموهم في ذلك الوقت.

في نهاية الأسبوع الماضي، كتب ماثيو باريس، النائب السابق عن حزب المحافظين وكاتب العمود في "التايمز" ، مقالًا بعنوان "أيها الليبراليون الديمقراطيون دعكم من الحياد وهلمُّوا لمحاربة بريكست". كما تُظهر استطلاعات الرأي أن الغالبية العظمى من البريطانيين يعتقدون الآن أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي كان خطأ، وقد رأى كاتب المقال أن السير إد يواصل تفويت فرصة ذهبية.

كذلك ضغَطَ أعضاء في الحزب الليبرالي الديمقراطي على زعيمهم الذي يتردد في إلزام الحزب بهكذا سياسة. ولأن حزب الليبراليين الديمقراطيين حزبٌ ديمقراطي غير عادي، فقد جرى التوصل إلى حل وسط في مؤتمره السنوي الأخير – الذي عُقِد في عام 2021، نظراً لإلغائه العام الماضي بعد وفاة الملكة.

لذا فإن سياسة الحزب الرسمية هي التالية:  "بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، ندعو إلى تطوير علاقات أوثق بكثير مع شركاء المملكة المتحدة السابقين في الاتحاد الأوروبي لمصلحة المواطنين البريطانيين والشركات البريطانية؛ وسنعمل على تهيئة الظروف التي تمكِّن المملكة المتحدة من الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي مرة أخرى".

وتختتم الوثيقة السياساتية برؤيتها لمستقبل الديمقراطيين الليبراليين، بما في ذلك: "بريطانيا من جديد عضو في الاتحاد الأوروبي، وتعمل مع جيرانها الأوروبيين لمواجهة التحديات الكبرى في القرن".

السير إد سعيد بعودته إلى الاتحاد الأوروبي كهدف بعيد الأجل، مع علاقة أفضل بمثابة هدف على المدى القصير. وأفترضُ أن خطته هي جعل الليبراليين الديمقراطيين موطناً طبيعياً للأفضليات الثانية والأصوات الاحتجاجية في جميع أنحاء المملكة المتحدة، وقد حقق بالتأكيد نجاحات مذهلة في استعادة الأمجاد السابقة إلى الحزب كفائز في الانتخابات الفرعية.

ويجب عليه أن يشعر أن وصف الليبراليين الديمقراطيين بأنهم حزب إعادة الانضمام سيوفّر لجزء كبير من الناخبين سبباً لعدم التصويت لهم. لذلك عندما قال في ذلك المؤتمر الربيعي في يورك في مارس (آذار) بأنه "سيصدح" بالمشكلة التي يتعامى عنها الجميع، كل ما قاله هو: "إذا كنتم ترغبون في تعزيز اقتصادنا، عليكم إصلاح علاقتنا المقطوعة مع أوروبا".

وكما كشفت مقابلته في برنامج صباح الخير بريطانيا، فهو في موقف غريب يشكو من أنه ما مِن أحد سيتحدث عن حيوان الأرض الكبير ذي النابين في الغرفة، في حين أنه لا يزال يرفض تسميته فيلاً.

© The Independent

المزيد من تحلیل