Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

كيف تمكنت إسرائيل من اغتيال عسكريي "الجهاد الإسلامي"؟

جيش تل أبيب قتل 11 قائداً في الفصيل وقضى على أغلبهم داخل بيوتهم

تؤكد إسرائيل أنها نسفت قيادة حركة الجهاد الإسلامي (اندبندنت عربية - مريم أبو دقة)

ملخص

الهواتف النقالة "كلمة السر" في تمكن إسرائيل من اغتيال المسؤولين العسكريين في "الجهاد الإسلامي" والحركة تؤكد أن بنية الفصيل ما زالت قائمة وقوية

كثيرة كانت التساؤلات حول كيف تمكنت إسرائيل من الوصول إلى المسؤولين العسكريين في "الجهاد الإسلامي" وقتلهم داخل منازلهم ضمن عملية "السهم الواقي" التي شنها الجيش ضد الفصيل المسلح بقطاع غزة.

خلال أيام القتال العسكري الخمسة، التي بدأت في التاسع من مايو (أيار) الجاري، تمكن الجيش الإسرائيلي من قتل 11 مسؤولاً عسكرياً يتبعون جميعهم حركة "الجهاد الإسلامي"، ويتبوؤون فيها مناصب قيادية مهمة.

أذكى عسكري

لم تنف حركة "الجهاد الإسلامي" أنها تلقت ضربة من إسرائيل أثرت في أدائها في القتال، وتسببت في فقدانها أذكى المسؤولين العسكريين فيها، وأن ذلك كان بسبب خطأ فادح ارتكبه عناصرها أثناء العملية العسكرية، لكنها في الوقت نفسه تؤكد أن بنية الفصيل ما زالت قائمة وقوية.

وقال رئيس حركة "الجهاد الإسلامي" زياد النخالة إن فقدان القادة في القتال الأخير كان بسبب استخدامهم الهاتف الذكي وخطوط الاتصال، وتجاهلوا كفاءة إسرائيل التكنولوجية والاستخباراتية، وهذا خطأ لا يتناسب مع طبيعة المعركة وفي نهاية المطاف يؤدي إلى عمليات اغتيال.

 

 

في الواقع، اتبع الجيش الإسرائيلي في هجماته العسكرية ضد الجهاد الإسلامي سياسة الاغتيال ونسف البيوت، وتركزت ضرباته على قادة الفصيل والبنية التحتية له، وبحسب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو فإنه تمكن من نسف القيادة العليا بأكملها داخل الحركة.

وفقدت الجهاد الإسلامي في عمليات الاغتيال الإسرائيلية أمين سر المجلس العسكري، ومسؤول وحدة العمليات القتالية، ومسؤول الوحدة الصاروخية ونائبه، ومسؤول وحدة الدروع، ومسؤول مهم في جهاز الأمن، وقائد المنطقة الشمالية، ومنسق العمليات العسكرية بالضفة الغربية المنطلقة من قطاع غزة، والبقية عناصر في الوحدة الصاروخية.

استخدام خطوط الهاتف

وأضاف النخالة أن "الإجراءات الأمنية التي يتخذها مقاتلونا حدها الأدنى عدم استخدام خطوط الهاتف في اتصالاتهم، لكن للأسف لم يتم التقيد بالتعليمات الواجبة، ولاحظنا أن هناك تهاوناً بالنسبة لاستخدام وسائل الاتصال، المقاتلون تجاهلوا أن إسرائيل تراقب هذه الأجهزة، جميع الذين قتلوا كانت معهم أجهزتهم الخلوية التي تعطي إحداثيات عن موقعهم، وهذا تسبب في وصول إسرائيل لهم بسهولة".

الزيارات للعائلات

في الوقت الذي يتحدث فيه النخالة عن أن الهاتف المحمول كان وراء عمليات الاغتيال، فإن عدداً من السكان يرى أن "الجهاد الإسلامي" مخترقة، وأن ذلك جرى عن طريق عملاء يتعاونون مع إسرائيل، لكن رئيس الحركة يجزم أنه لا يوجد اختراق وراء قتل المسؤولين العسكريين.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

خلال القتال، استهدفت إسرائيل المسؤولين العسكريين في "الجهاد الإسلامي" داخل بيوتهم، وحول ذلك يوضح النخالة أنهم "بالعادة لا ينقطعون عن بيوتهم، وقبل القتال كانت فترة هدوء أمني، وبناء على ذلك قدروا أن الوقت مناسب لزيارة عائلاتهم، لكن من دون اتخاذ احتياطات أمنية وكانوا يحملون هواتفهم، وكانت الاتصالات نقطة ضعف دفعت الحركة ثمنها".

وبحسب النخالة فإن "الجهاد الإسلامي" فقدت قادة كباراً ومهمين وأثر غيابهم على طبيعة المعركة، لكنه لم يحدث إرباكاً في البنية العسكرية، لأن هيكلية الجهاز العسكري قائمة على أساس أن لكل مسؤول خلفاً من ورائه، وفور مقتلهم يتسلم المهمة النائب، بما يضمن بقاء الأداء الميداني والعسكري، وذلك في إطار الهيكلية العسكرية المتكاملة والمعدة لمثل ذلك الحدث.

الجغرافيا المكشوفة

فعلياً، لم تقتصر ضربات إسرائيل على عملية الاغتيال، بل كثفت غاراتها فوق البنية التحتية للجهاد الإسلامي، حول ذلك يقول النخالة إن هناك سببين لذلك، الأول الحصار الذي بسببه نفتقر للكثير من أدوات التكنولوجيا، لكن مقاتلينا تمكنوا من تطوير الوسائل القتالية والاستخباراتية وعملوا على تصنيع السلاح محلياً.

وعن السبب الثاني، يشير إلى أنه يعود إلى جغرافية غزة المكشوفة والمحدودة وافتقارها لعوامل طبيعية تساعد المقاتلين، ونتيجة لذلك يعمل مقاتلو "الجهاد الإسلامي" على مرأى إسرائيل، لافتاً إلى أنه بسبب ذلك يستطيع الجيش أن يسجل على الحركة نقاطاً استراتيجية بفضل تطوره التكنولوجي.

ومن جهة إسرائيل، فإنها لم تؤكد إذا كانت الهواتف المحمولة وراء عمليات اغتيال المسؤولين العسكريين في الجهاد الإسلامي، لكن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانييلي هغاري قال إنه جرى ذلك ضمن عمليات استخباراتية دقيقة ومعقدة قام بها جهاز "الشاباك" وبفضل قدرات تكنولوجية ممتازة نفذها سلاح الجو.

تقنيات سيبرانية

وفقاً لهغاري، فإن عملية الاغتيال جاءت بعد أكثر من 116 ساعة استخباراتية، وشملت 4000 ساعة طيران حلقت فيها مختلف الطائرات في سماء قطاع غزة، ألقى خلالها سلاح الجو الإسرائيلي قرابة 400 قنبلة، منها 115 عبر طائرات من دون طيار.

وأضاف أن "المسؤولين العسكريين في الجهاد الإسلامي كانوا تحت متابعة جهاز الأمن العام والاستخبارات وسلاح الجو، وجرت متابعتهم قبل بدء العملية وعن قرب وكان مستوى الاتصال بينهم في أعلى مستوى، وكنا على علم حول المقربين منهم وبأي وسيلة يتنقلون".

وعلى رغم أن الجيش لم يذكر تتبعه لهواتف المسؤولين العسكريين، فإن "القناة 12" العبرية، نقلت عن مسؤول كبير في الجيش قوله إن "المنظومة الأمنية كان لديها قدرات متعددة منها الاستخبارات الجوية التي كانت ترصد القادة طوال الوقت عبر الطائرات المسيرة، والاستخبارات البشرية عبر أشخاص في داخل قطاع غزة، واستخبارات الاتصالات عبر تعقب وسائل الاتصال والقدرات السيبرانية المتقدمة، والتي سمحت لإسرائيل معرفة مكان وجودهم".

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير