Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

استياء بسبب أعلام وأغان إسرائيلية في مدارس فلسطينية بالقدس

اعتقاد بأن تل أبيب تسعى لأسرلة التعليم في المدينة وطمس الهوية الوطنية

أكثر من 110 آلاف طالب فلسطيني في مدارس القدس الشرقية (وكالة وفا)

ملخص

يبلغ عدد الطلبة 109 آلاف، 10 في المئة منهم فقط يتلقون التعليم في مدارس تابعة للسلطة، و38 في المئة في مدارس أهلية وخاصة، فيما النصف المتبقي يتبع لإسرائيل

سبّب تراقص طالبات إحدى المدارس الفلسطينية الخاصة في القدس على أنغام أغنية عبرية، موجة استياءٍ شعبية ورسمية فلسطينية، باعتباره "رضوخاً للسياسة الإسرائيلية الهادفة إلى طمس الرواية الوطنية الفلسطينية، وأسرلة التعليم في المدينة".

وجاء بث الأغاني العبرية غير المسبوق في ساحات المدارس الفلسطينية بعد أيام على رفع مدرسة فلسطينية أخرى في القدس العلم الإسرائيلي في قاعاتها.

وسبب رفع العلم الإسرائيلي خلال حفل للتخريج بالمدرسة حالة من الغضب في صفوف الحضور، وتهديدهم بالانسحاب إذا لم يتم إنزال العلم.

واضطرت المسؤولة عن الحفل إلى الاعتذار للحضور بعد فشلها في إقناعهم بأن رفع العلم الإسرائيلي "يأتي في سياق مسرحية تُجسّد الصراع بين الخير والشر".

نقطة مفصلية

لكن المدرسة الأخرى التي بثت عبر مكبرات صوتها أغاني عبرية رفضت إدارتها الرد على طلب "اندبندنت عربية" لإجراء مقابلة.

وتُشكل الواقعتان قمة جبل الجليد في المحاولات الإسرائيلية لأسرّلة التعليم في القدس الشرقية، "وفق خطة إسرائيلية رصدت لها ملايين الدولارات"، بحسب تربويين.

ويبلغ عدد الطلبة الفلسطينيين في القدس 109 آلاف، 10 في المئة منهم فقط يتلقون التعليم في مدارس تابعة للسلطة الفلسطينية، و38 في المئة في مدارس أهلية وخاصة، فيما النصف المتبقي يتبع لإسرائيل.

وشكل عام 2011 نقطة مفصلية في مخطط إسرائيل لفرض سيطرتها على التعليم، حيث بدأت حينها باستخدام سياسة تقديم الإغراءات المالية للمدارس التي تخضع لها.

لكن ذلك تغيّر اعتباراً من عام 2018 عندما تحوّلت تلك الإغراءات إلى شروط لمنح تراخيص عمل المدارس الخاصة والأهلية.

"حان الوقت الذي يدرَّس فيه المنهاج التعليمي الإسرائيلي في شرق القدس، ومن الصفوف الأولى"، قال وزير التعليم الإسرائيلي نفتالي بينيت عام 2018، مضيفاً أن "القدس يجب أن تكون موحَّدة عملياً وليس بالكلام".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأوضح بينيت أن "التركيز على المنهاج التعليمي الإسرائيلي سيقوي جهاز التربية والتعليم في شرق القدس".

وتعتبر إسرائيل القدس الشرقية عاصمة موحدة لها إلى جانب القدس الغربية، وهو ما ترفضه معظم دول العالم وقرارات الأمم المتحدة.

"طمس الرواية الفلسطينية"

واعتبرت وزارة التربية والتعليم الفلسطينية أن رفع العلم الإسرائيلي وبث أغانٍ عبرية في مدارس القدس "غير مسبوق ويتماهى مع مخططات الاحتلال بأسرلة التعليم في القدس، والمساس بسيادية التعليم، والحرب على المنهاج الفلسطيني وكيّ الوعي، وطمس الرواية الوطنية".

وقال المتحدث باسم الوزارة صادق الخضور إن مواقف أولياء أمور الطلبة الرافضة لتلك الخطوة "تشكّل صخرة تتحطم عليها كل محاولات الاحتلال وأدواته في القدس لطمس معالم التعليم الفلسطيني".

وقالت مصادر لـ "اندبندنت عربية" إن عدداً من مدارء المدارس الفلسطينية يعقدون اجتماعات متكررة مع المسؤوليين الإسرائيليين حول المناهج التعليمية.

وفي العام الماضي، سحبت إسرائيل تراخيصها الدائمة من ست مدارس فلسطينية خاصة في القدس، بسبب ما اعتبرته "تحريضاً على دولة إسرائيل في الكتب المدرسية".

ومنحت السلطات الإسرائيلية تلك المدارس ترخيصاً موقتاً لمدة عام، بعد أن اشترطت عليها تعديل المناهج الدراسية والمضامين التي رفضتها "لتحريضها على دولة إسرائيل".

وأرجع رئيس لجنة أولياء أمور الطلبة في مدارس القدس زياد الشمالي ما يحدث في بعض المدارس "نتيجة طبيعية لحملة الضغوط الإسرائيلية عليها، ورضوخاً للسياسة الإسرائيلية".

وقال الشمالي إن تلك المدارس تعمل على "تجميل موقفها أمام مموليها في الحكومة الإسرائيلية"، مشيراً إلى أنها "أساءت تقدير رد الفعل الرافض".

منهاج مُحرّف

ومع أن "المدارس التابعة لإسرائيل في القدس لا تتبع كلها المنهج التعليمي الإسرائيلي"، لكنها "تُدرّس المنهاج الفلسطيني المُحرّف"، وفق الشمالي.

وأوضح الشمالي أن "تل أبيب تخطط لنشوء جيل جديد يتمتع بثقافة إسرائيلية، يمكن أن نرى أهالي القدس يعملون في الجيش الإسرائيلي".

وأضاف الشمالي أن تلك المظاهر لم تكن موجودة قبل سنتين فقط، وبدأنا نلمس نتائج سياسة إسرائيل".

ويرى المتخصص في الشؤون التربوية زيد القيق أن "أسرلة التعليم لا تقتصر على المنهاج التعليمي، لكنها تمتد إلى الأنشطة أخرى.

وقال القيق إن بعض المدارس في القدس أصبحت تقدم "تنازلات لإسرائيل مقابل استمرار وجودها"، مشيراً إلى أن ذلك يهدف إلى "ضرب الهوية الوطنية الفلسطينية، ودمج المقدسيين في المجتمع الإسرائيلي كأقلية".

وأشار إلى أن "الممارسات الإسرائيلية من قتل وإغلاق واعتقال تُذكر أهالي القدس بالاحتلال"، وتابع قائلاً "اتفاقيات جنيف الدولية في مادتيها الـ 24 و25 تنص على أن الدولة المحتلة تتحمل مسؤولية تعليم الشعوب المحتلة بما يتناسب مع ثقافتهم".

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات