ملخص
رحب منتدى الرهائن الإسرائيليين أمس الخميس بمقتل السنوار. وقال إنه "مسؤول عن قتل الآلاف وخطف المئات"، واصفاً إياه بأنه "إحدى العقبات الرئيسة" أمام التوصل إلى اتفاق.
أثار مقتل زعيم حركة "حماس" يحيى السنوار أمس الخميس في عملية إسرائيلية دعوات متجددة للإفراج عن عشرات الرهائن المحتجزين في قطاع غزة منذ هجوم الحركة على الدولة العبرية في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.
وبينما حث قادة دول العالم "حماس" على إطلاق سراح الرهائن، أعربت عائلاتهم وداعموها عن تفاؤلهم، معتبرين أن مقتل "العقل المدبر" لهجوم "حماس" يمكن أن يضخ حياة جديدة في المحادثات في شأن إطلاق سراحهم.
لكن على رغم تصفية زعيم ينظر إليه على أنه اتخذ موقفاً متشدداً في المفاوضات في شأن وقف لإطلاق النار وصفقة الرهائن، حذر محللون من خطر الفراغ الذي سيخلفه داخل الحركة بعد مقتله.
وخلال تجمع في تل أبيب لدعم الأسرى وعائلاتهم بعد ساعات من إعلان إسرائيل قتل السنوار، قالت سيسيل (60 سنة) التي لم تذكر سوى اسمها الأول، لوكالة "الصحافة الفرنسية"، إن ذلك يمثل "فرصة فريدة في العمر من أجل (التوصل إلى) صفقة في شأن الرهائن لإنهاء الحرب".
من جهته، وصف يورام (50 سنة) وهو من سكان تل أبيب ذكر اسمه الأول فحسب، هذه اللحظة بأنها "مخيفة".
وقال، "لا أحد يعرف حقاً ماذا سيحدث الآن"، مضيفاً "لهذا السبب أتيت إلى هنا لدعم العائلات".
من جهته، رحب منتدى الرهائن الإسرائيليين أمس بمقتل السنوار. وقال إنه "مسؤول عن قتل الآلاف وخطف المئات"، واصفاً إياه بأنه "إحدى العقبات الرئيسة" أمام التوصل إلى اتفاق.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأضاف المنتدى، "ندعو الحكومة الإسرائيلية إلى اغتنام هذا الإنجاز الكبير لتأمين" إطلاق سراح الرهائن.
ومن أصل 251 شخصاً خطفوا خلال الهجوم، لا يزال 97 محتجزين في غزة، بينهم 34 يقول الجيش إنهم لقوا حتفهم.
وتعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بمواصلة الحرب ضد "حماس"، داعياً الحركة إلى إطلاق سراح الرهائن.
كما تعهد نتنياهو عدم التعرض لخاطفي الرهائن بحال أطلقوا سراحهم. وقال متوجهاً إليهم إن "الذين يلقون سلاحهم ويعيدون رهائننا، سنسمح له بمواصلة الحياة".
ورأى وزير الخارجية يسرائيل كاتس أن "القضاء على السنوار يشكل فرصة للتحرير الفوري للرهائن ويمهد الطريق لتغيير عميق في غزة: من دون حماس ومن دون سيطرة إيران".
وفشلت أشهر من المفاوضات التي جرت بوساطة قطر ومصر والولايات المتحدة في التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن ووقف القتال بين "حماس" وإسرائيل، باستثناء هدنة لمدة أسبوع فقط أقرت في نهاية 2023 وأفرج خلالها عن عدد من الرهائن مقابل سجناء فلسطينيين.
من جهته، اعتبر الرئيس الأميركي جو بايدن أن مقتل السنوار "يوم جيد لإسرائيل والولايات المتحدة والعالم"، مشيراً إلى أن اغتياله أزال عقبة رئيسة أمام التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة وإبرام صفقة في شأن إطلاق سراح الرهائن.
وقالت وزارة الخارجية القطرية في بيان عقب الإعلان عن اغتيال السنوار، إن رئيس وزرائها الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثان أجرى اتصالا هاتفياً مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن تناول خلاله آخر المستجدات في شأن جهود الوساطة المشتركة للتوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب.
دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مساء الخميس إلى "تحرير جميع الرهائن وإنهاء الحرب أخيراً".
في ألمانيا، رحبت وزيرة الخارجية أنالينا بيربوك بمقتل السنوار "القاتل الوحشي"، مطالبة الحركة الفلسطينية بـ"الإفراج فوراً عن جميع الرهائن وإلقاء أسلحتها".
لكن محللين حذروا من أن حالة عدم اليقين التي أحدثها مقتل السنوار قد تشكل تهديداً.
وقال المتخصص الإسرائيلي في شؤون "حماس" غي أفيعاد "رغم أننا قضينا على السنوار، إلا أن هناك في الوقت الحالي خطراً جسيماً على الرهائن".
وأشار المؤرخ العسكري إلى أنه من المعتقد أن محمد السنوار الشقيق الأصغر لزعيم حركة "حماس"، عين مسؤولاً عن مصير الرهائن و"سيحاول ربما الانتقام لمقتل شقيقه".
من جهته، حذر المحلل المتخصص في شؤون الشرق الأوسط أندرياس كريغ من أن قتل السنوار قد يعطي دفعة لنتنياهو ويضر بآفاق الرهائن.
وقال المحلل في كينغز كولدج لندن، "لقد فعل نتنياهو كل ما في وسعه لإحباط أي محادثات وساطة، ويمكنه الآن أن يدعي أنه أقرب كثيراً إلى استراتيجيته العسكرية فقط".
وأضاف كريغ، أن "استعادة الرهائن لم تكن أولوية بالنسبة لنتنياهو، ولا أعتقد أن هذا سيكون الحال في المستقبل".
وفي أعقاب الجولة الأخيرة من المحادثات في أغسطس، تمسك نتنياهو بالمطالبة بفرض سيطرة إسرائيلية على ما يسمى ممر فيلادلفي على الحدود بين غزة ومصر، وهي نقطة خلاف رئيسة في المفاوضات.