ملخص
أقر الجيش الإسرائيلي بأنه فشل في منع هجوم شنه مستوطنون على قرية فلسطينية بالضفة الغربية قتل خلاله فلسطيني وأشعلت النيران في منازل وسيارات وأراض زراعية.
أعلنت الشرطة الإسرائيلية أن من يشتبه في أنه مسلح فلسطيني فتح النار على نقطة تفتيش إسرائيلية في الضفة الغربية اليوم السبت، مما أدى إلى إصابة أحد أفراد الأمن، قتل برصاص قواتها في موقع الحادثة.
ونشرت الشرطة صورة لبندقية من طراز "أم-16" قالت إن المسلح استخدمها في إطلاق النار عند حاجز قلنديا. وقالت إن هويته لم تعرف بعد، لكنه وصل سيراً على قدميه من داخل الضفة الغربية.
ولم يصدر حتى الآن تعليق من المسؤولين الفلسطينيين.
وتصاعدت أعمال العنف الأسبوع الماضي في الضفة الغربية التي يجري فيها الجيش الإسرائيلي منذ أكثر من عام مداهمات منتظمة أدت إلى اشتباكات متكررة مع مسلحين فلسطينيين وسط سلسلة هجمات نفذها فلسطينيون في الشوارع استهدفت إسرائيليين.
وشهدت الأيام القليلة الماضية اشتباكات عنيفة في مدينة جنين وهجوماً نفذه فلسطينيان بالرصاص أدى إلى سقوط قتلى بالقرب من إحدى المستوطنات، فضلاً عن هجمات من مستوطنين على قرى فلسطينية وضربة جوية إسرائيلية نادرة في الضفة الغربية ضد مسلحين.
تأجيل "قمة النقب"
أعلنت الرباط الجمعة أن الدورة الثانية لـ"قمة النقب" التي تجمع بين إسرائيل ودول عربية وقعت اتفاقات مع تل أبيب والولايات المتحدة والتي كان مقرراً أن يستضيفها المغرب هذا الصيف أرجئت إلى الخريف بسبب تزايد وتيرة أعمال العنف في الضفة الغربية.
وقال وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة خلال مؤتمر صحافي بالرباط إن المغرب كان قد اقترح استضافة القمة و"كانت محاولات لعقدها خلال الصيف".
وكانت إسرائيل استضافت الدورة الأولى من هذه القمة العام الماضي وقد شارك فيها يومها وزراء خارجية كل من إسرائيل والولايات المتحدة ومصر والمغرب والإمارات والبحرين.
لكن بوريطة أوضح أن "هناك سياقاً سياسياً من شأنه ألا يتيح لهذا الاجتماع أن يثمر النتائج المرجوة". وأضاف "نعتقد أنه يمكن (للاجتماع) أن يلتئم خلال الدخول المقبل في المغرب، ونأمل أن يكون السياق ملائماً لانعقاده".
ويتزامن هذا الإعلان مع ارتفاع وتيرة أعمال العنف في الضفة الغربية حيث سقط هذا الأسبوع نحو 20 قتيلاً، غالبيتهم فلسطينيون، فضلاً عن إعلان الحكومة الإسرائيلية إجراءات لتسريع البناء في مستوطنات بالضفة.
الهجوم على جنين
وقال بوريطة إن "المغرب يستنكر الهجوم الإسرائيلي الأخير على مدينة جنين"، وإن بلاده "تعبر عن تضامنها الكامل مع الشعب الفلسطيني"، و"تتابع بانشغال كبير التطورات المقلقة التي تعرفها الأراضي الفلسطينية المحتلة".
وشدد الوزير المغربي على أن بلاده "ترفض القرار الحكومي الإسرائيلي الأخير بتوسيع النشاط الاستيطاني في الضفة الغربية"، و"القرارات الصادرة عن متطرفين من الجانبين، وخصوصاً الجانب الإسرائيلي".
من جانبه، قال متحدث باسم الخارجية الإسرائيلية لوكالة الصحافة الفرنسية إنه "لا يوجد رد" من الجانب الإسرائيلي على قرار الرباط.
واستقبل المغرب أخيراً ثلاثة وزراء إسرائيليين في زيارات رسمية متفرقة، فضلاً عن رئيس الكنيست ومستشار الأمن القومي الإسرائيلي.
كما يعمل البلدان على تعزيز تعاونهما العسكري في سياق إقليمي متوتر. لكن البلاد تسعى أيضاً إلى الموازنة بين علاقاتها مع إسرائيل والتزامها إزاء القضية الفلسطينية.
وأعاد بوريطة الجمعة تأكيد موقف المغرب الداعم لحل الدولتين. وأتى تصريح بوريطة خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره السويسري إغناسيو كاسيس الذي يزور المغرب.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
إسرائيل تقر بفشلها
وأقر الجيش الإسرائيلي الجمعة بأنه "فشل" في منع هجوم شنه مستوطنون على قرية فلسطينية في الضفة الغربية قتل خلاله فلسطيني وأشعلت النيران في منازل وسيارات وأراض زراعية.
خلال هذا الأسبوع، شهد شمال الضفة الغربية تصعيداً بدأ الإثنين مع عملية عسكرية للجيش الإسرائيلي في مخيم جنين في شمال الضفة أسفرت عن مقتل سبعة فلسطينيين، بينهم شاب وفتاة كلاهما في الـ15 من العمر.
وأطلق الجيش الإسرائيلي صواريخ من طائرة مروحية خلال العملية. والثلاثاء قتل أربعة مستوطنين عندما فتح مسلحان فلسطينيان النار عليهما في محطة وقود قرب مستوطنة عيلي، وقتل المهاجمان الفلسطينيان.
والأربعاء قتل فلسطيني بعد إصابته بنيران إسرائيلية في الصدر وسط هجوم على قرية ترمسعيا شمال مدينة رام الله في الضفة الغربية شنه 200 إلى 300 مستوطن.
وأحرق هؤلاء على ما أكد رئيس بلدية القرية نحو 50 مركبة وأشعلوا النيران بمحاصيل زراعية وأراض زراعية كما تضرر 35 منزلاً بالحريق.
وأكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري أن قواته حاولت منع المستوطنين من مهاجمة ترمسعيا ولكن لم يكن هناك عدد كاف من الجنود. وقال للصحافيين الجمعة "لم يكن لدينا في الموجة الأولى قوات كافية في المنطقة التي اختاروها... فشلنا هذه المرة".
زار وفد من أكثر من 20 بعثة دبلوماسية، بينها تلك التابعة للاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة القرية الجمعة لتفقد الأضرار.
وانتقد ممثل الاتحاد الأوروبي سفين كون فون بورغسدورف فشل إسرائيل في التزاماتها بحماية الفلسطينيين، قائلاً "لم تبذل أي محاولة أو جهد لوقف المستوطنين".
اعتقال 3 أشخاص
من جانبها، أعلنت الشرطة الإسرائيلية الجمعة اعتقال ثلاثة أشخاص على صلة بأعمال العنف، من دون الإدلاء بمزيد من التفاصيل.
ويقيم في ترمسعيا عدد كبير من الفلسطينيين الذين يحملون الجنسية الأميركية وأعرب سكان عن غضبهم من عدم تحرك واشنطن.
وقال ياسر الكام (33 سنة) "أتحدث نيابة عن سكان هذه البلدة المسالمة، حيث نحو 80 في المئة إلى 90 في المئة من السكان مواطنون أميركيون. نحمل جوازات السفر، هل لجواز السفر هذا قيمة؟".
وقال مسؤول أميركي لوكالة الصحافة الفرنسية إن عمر جبارة (25 سنة) الذي قتل الأربعاء كان يحمل بطاقة التأشيرة الدائمة (الغرين كارد) الأميركية.
وقال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك إن "العنف بالإضافة إلى الخطاب التحريضي يدفعان فقط الإسرائيليين والفلسطينيين إلى الهاوية".
وأصر وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير على الدعوة إلى تنفيذ "عملية عسكرية" واسعة النطاق في الضفة الغربية. وقال بن غفير وهو مستوطن "القضاء على الإرهابيين. ليس على واحد أو اثنين بل العشرات والمئات وإن اقتضى الأمر الآلاف".
أميركا تحث على خفض التصعيد
وذكر بيان للبيت الأبيض الجمعة أن جيك سوليفان مستشار الأمن القومي الأميركي حث في اتصال مع نظيره الإسرائيلي على اتخاذ مزيد من الخطوات لاستعادة الهدوء بين إسرائيل والفلسطينيين في أعقاب زيادة العنف في الآونة الأخيرة.
وورد في البيان أن سوليفان "قدم خالص تعازيه للشعب الإسرائيلي للهجوم الإرهابي الذي نفذته حماس في 20 يونيو (حزيران)"، خلال اتصال مع نظيره الإسرائيلي تساحي هنجبي.
كما ذكر البيان أن سوليفان عبر أيضاً عن "قلقه العميق بخصوص هجمات المستوطنين المتطرفين في الآونة الأخيرة على المدنيين الفلسطينيين".