ملخص
أعلنت أوكرانيا أن قواتها تتقدم في جميع اتجاهات الهجوم المضاد في جنوب وشرق البلاد فيما أكد سيرغي لافروف أن روسيا ستكون "أقوى" بعد تمرد مجموعة "فاغنر"
أمر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي كبار قادته العسكريين اليوم الجمعة بتعزيز القطاع العسكري شمال البلاد عقب وصول يفجيني بريغوجين رئيس مجموعة "فاغنر" العسكرية الروسية الخاصة إلى بيلاروس.
وقال إن اجتماعا للحكومة والقادة العسكريين تلقى أيضا تقريرا من المخابرات وقوات الأمن الأوكرانية حول الموقف في بيلاروس التي تتاخم الحدود الشمالية لأوكرانيا.
وقال زيلينسكي عبر تطبيق تيليغرام للتراسل "القرار... هو أن ينفذ القائد العام للقوات المسلحة (فاليري) زالوجني وقائد الشمال (سيرهي) نايف مجموعة من التدابير لتعزيز هذا الاتجاه".
الهجوم المضاد
من جهة أخرى، قال رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية، الجنرال مارك ميلي، اليوم الجمعة إن الهجوم المضاد الأوكراني على القوات الروسية "يسير بأبطأ مما توقعه الناس"، لكنه يحرز تقدماً مطرداً.
وقال ميلي في كلمة بنادي الصحافة الوطني إن الهجوم "يسير بأبطأ مما توقعه الناس. هذا لا يفاجئني... إنه يتقدم بثبات، وبشكل مدروس، ويمضي في طريقه عبر حقول ألغام شديدة الصعوبة، وما إلى ذلك".
وكانت أوكرانيا أعلنت اليوم الجمعة أن قواتها تتقدم في جميع اتجاهات الهجوم المضاد الذي يستهدف القوات الروسية في جنوب وشرق البلاد، فيما أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن بلاده ستكون "أقوى" بعد تمرد مجموعة "فاغنر" الذي هز البلاد الأسبوع الماضي.
ومنذ بدء الهجوم الأوكراني المضاد هذا الشهر، قالت أوكرانيا إنها استعادت السيطرة على مجموعات من القرى في الجنوب الشرقي على رغم أن روسيا لا تزال تسيطر على مساحات واسعة من الأراضي في الشرق والجنوب والجنوب الشرقي.
وقالت نائبة وزير الدفاع الأوكراني هانا ماليار، اليوم الجمعة للتلفزيون الأوكراني، "إذا تحدثنا عن خطوط المواجهة كلها، في الشرق والجنوب، فإننا نأخذ بزمام المبادرة الاستراتيجية ونتقدم في جميع الاتجاهات".
ولم يتسنَ لوكالة "رويترز" التحقق من الوضع في ساحة المعركة. ولم تعترف روسيا، التي بدأت هجومها الشامل في فبراير (شباط) 2022، بالمكاسب الأوكرانية وقالت إن كييف تتكبد خسائر فادحة.
وأشارت ماليار إلى أن القوات الأوكرانية تتحرك "بثقة" حول مدينة باخموت الشرقية المدمرة، والتي تسيطر عليها القوات الروسية، وأن القتال الرئيسي يدور حول المدينة. وأضافت أن قوات كييف في الجنوب تحقق بعض النجاح. وقالت، "في الجنوب، نتحرك بنجاح متفاوت، هناك أيام نسيطر فيها على مسافة تزيد على كيلومتر، وأحياناً أقل من كيلومتر، وأحياناً تصل إلى كيلومترين".
وأشارت إلى أن جدوى الهجوم المضاد يجب تقييمه في ضوء "الكثير من المهام العسكرية المختلفة" وليس فقط من خلال التقدم وتحرير المناطق. وأردفت، "لذلك، يجري تنفيذ كل هذه المهام، والجيش وحده هو القادر على تقييم ذلك بشكل صحيح ودقيق، ووفقاً لتقديره، فإن كل شيء يسير وفقاً للخطة".
ويقول الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن الهجوم المضاد يسير بوتيرة أبطأ من المطلوب، لكن كييف لن تندفع في تسريع العمليات. وتحدث المسؤولون الأوكرانيون أيضاً عن أن "الجزء الرئيسي" للهجوم المضاد لم يبدأ بعد، وأن كييف لم ترسل بعد قواتها الاحتياطية الرئيسة للقتال.
لافروف: روسيا ستكون أقوى
في الأثناء، ما زال تمرد مجموعة "فاغنر" العسكرية الخاصة وتداعياته المحتملة يشغل الروس، لكن وزير الخارجية أكد أن روسيا ستكون "أقوى". وقال لافروف خلال مؤتمر صحافي، "لطالما خرجت روسيا أقوى وأكثر صلابة من كل الصعوبات... وستكون الحال كذلك هذه المرة أيضاً. ونشعر بأن هذه العملية قد بدأت".
وكان مقاتلون من مجموعة "فاغنر" المسلحة بقيادة يفغيني بريغوجين استولوا يومي الجمعة والسبت الماضيين على مواقع عسكرية عدة في جنوب روسيا قبل أن يباشروا الزحف باتجاه موسكو. وانتهت حركة التمرد مساء السبت بموجب اتفاق ينص على انتقال بريغوجين إلى بيلاروس.
ولم تفرض أي عقوبات على المتمردين فيما أكد جهاز الأمن الفيدرالي كف الملاحقات في حقهم ما اعتبره الكثير من المحللين والمسؤولين الغربيين مؤشر ضعف من جانب الكرملين.
وتحاول السلطات الروسية منذ ذلك الحين أن تظهر أن الوضع عاد إلى طبيعته بعد هذه الأحداث التي تسببت بأسوأ أزمة منذ وصول فلاديمير بوتين إلى السلطة نهاية 1999. وخلال زيارة لمنطقة القوقاز الروسية الأربعاء، أكد بوتين أنه "لم يشك" أبداً بدعم المواطنين الروس له خلال تمرد "فاغنر" المسلح.
وقال لافروف رداً على سؤال لوسيلة إعلام أجنبية، "شكراً لقلقكم على مصالحنا الوطنية لكن لا حاجة لذلك".
مستقبل تعاقدات "فاغنر"
وقال وزير الخارجية الروسي إن مستقبل العقود الموقعة بين عدد من الدول الأفريقية ومجموعة "فاغنر" مسألة تخص الحكومات التي أبرمت مثل هذه الاتفاقات.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال لافروف إن "فاغنر" عملت في جمهورية أفريقيا الوسطى ودول أخرى على أساس عقود أبرمتها مباشرة مع حكومات تلك الدول.
وأضاف أن وزارة الدفاع الروسية لديها منذ فترة طويلة "عدة مئات" من المستشارين العسكريين العاملين في جمهورية أفريقيا الوسطى.
واتهم وزير الخارجية الروسي الغرب بممارسة "ضغوط شديدة" على دول في أفريقيا وأميركا اللاتينية للامتثال للإجراءات التي اتخذها ضد روسيا بسبب عملياتها العسكرية في أوكرانيا. وقال لافروف إنه ينبغي السماح للدول باتخاذ قراراتها الخاصة بشأن كيفية إدارة علاقاتها مع روسيا.
وفرض الغرب عقوبات اقتصادية صارمة على موسكو بعد هجومها على أوكرانيا، لكن العديد من دول العالم النامي، ومن بينها العملاقان الآسيويان الصين والهند، لم تتخذ إجراءات عقابية ضد روسيا.
وأضاف لافروف أنه يعتقد أن الغرب يريد بطريقة ما تجميد الصراع في أوكرانيا من أجل كسب الوقت لتقديم المزيد من الأسلحة إلى هذا البلد. واتهم كذلك الدول الغربية "بالفصام" في تعاملها مع الصراع، قائلاً إنها تريد أولاً أن ترى روسيا تخسر في ساحة المعركة وأن يحاكم قادتها وحينها فقط تضغط من أجل السلام في أوكرانيا.
استخدام ألغام محظورة
في غضون ذلك، قالت منظمة "هيومن رايتس ووتش" اليوم الجمعة إنها رصدت أدلة جديدة على استخدام القوات الأوكرانية ألغاماً أرضية محظورة مضادة للأفراد بشكل عشوائي ضد القوات الروسية.
ودعت المنظمة الحكومة الأوكرانية إلى التزام بتعهد أعلنته في وقت سابق من هذا الشهر بعدم استخدام تلك الأسلحة والتحقيق في الاستخدام المحتمل لها ومحاسبة المسؤولين عن ذلك.
وقال مدير قسم مراقبة الأسلحة بالمنظمة ستيف جوس في بيان، "تعهد الحكومة الأوكرانية بالتحقيق في احتمال استخدام جيشها ألغاماً محظورة مضادة للأفراد هو اعتراف مهم بواجبها في حماية المدنيين". وقالت المنظمة إنها شاركت نتائجها مع الحكومة الأوكرانية في رسالة في مايو (أيار) لم ترد عليها أوكرانيا.
ولم ترد السفارة الأوكرانية لدى واشنطن على طلب للتعليق من "رويترز".
ووقعت أوكرانيا في عام 2005 على اتفاقية دولية أعلنت في 1997 تحظر استخدام تلك الألغام وتلزم أطرافها بتدمير مخزوناتها.
وذكر التقرير أن روسيا لم تنضم إلى الاتفاقية وأن استخدامها للألغام المضادة للأفراد "ينتهك القانون الإنساني الدولي... لأن الأسلحة بطبيعتها عشوائية".
ومنذ الهجوم الروسي، نشرت "هيومن رايتس" أربعة تقارير توثق استخدام القوات الروسية 13 نوعاً من الألغام المضادة للأفراد التي تسببت في مقتل وإصابة مدنيين.
والتقرير الجديد استكمال لتقرير صدر في يناير (كانون الثاني) أفاد بأن جنوداً أوكرانيين أطلقوا صواريخ نثرت آلاف الألغام من طراز "بي أم أف-1" في مناطق احتلتها روسيا وحول مدينة إزيوم شرق البلاد في الفترة ما بين أبريل (نيسان) وسبتمبر (أيلول) 2022 حينما استعادت القوات الأوكرانية المدينة.
وذكر أحدث تقرير أن الأدلة الجديدة على استخدام القوات الأوكرانية للألغام المضادة للأفراد في عام 2022 جاءت من صور نشرها على الإنترنت فرد يعمل في شرق أوكرانيا وأظهرت الصور أجزاء من الرؤوس الحربية لصواريخ "أوراجان" من عيار 220 مليمتراً. وأوضح التقرير أن كل صاروخ من هذه الصواريخ ينشر عشوائياً 312 من الألغام المضادة للأفراد من طراز "بي أف أم-1أس".
وخلص تحليل لكتابات بخط اليد على أحد الصواريخ إلى أن الكلمة الأولى تعني "من" باللغة الأوكرانية، بينما الكلمة الثانية المكتوبة بالأبجدية اللاتينية تتعلق بإحدى المنظمات في كييف، ولم يحددها التقرير. وورد في التقرير أن الشخص الذي يترأس المنظمة، ولم تُكشف هويته أيضاً، كتب منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي "تشير إلى أنهم تبرعوا بأموال للجيش الأوكراني عبر إحدى المنظمات غير الحكومية".